/>«قبل الضوء الأحمر»، والذي تتوقعه خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، تواصل إسرائيل حربها اللا إنسانية ضد قطاع غزة وسكانه، حيث تتفاقم نكبات المستشفيات، التي بات معظمها خارج الخدمة، بينما حذّرت وكالة «الأونروا»، من «توقف العمليات الإنسانية خلال 48 ساعة لعدم السماح بدخول الوقود إلى غزة».
/>وفي مستشفى الشفاء الأكبر في غزة، وهو منذ أيام من دون ماء أو كهرباء، يأمل العالقون فيه مغادرته، لكن القتال يحتدم في محيطه وهو ما تواجهه مستشفيات أخرى، فيما يدعي الجيش الإسرائيلي أنها تضم بنى تحتية إستراتيجية لـ«حماس».
/>وقال مدير «أونروا» في غزة توماس وايت، أمس، «هذا الصباح توقف اثنان من المقاولين الرئيسيين لدينا عن العمل، لقد نفد الوقود لديهما ببساطة، الأمر الذي سيحرم 200 ألف شخص من مياه الشرب».
/>وقبل ذلك، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» عن ارتفاع حصيلة الوفيات في مستشفى الشفاء بسبب انقطاع التيار الكهربائي منذ السبت، إلى 34 بينهم 27 مريضاً في العناية المكثفة و7 من الأطفال الخدج.
/>وقال وكيل وزارة الصحة يوسف أبوالريش، إن الدبابات تحاصر المستشفى، مشيراً إلى أن «نحو 100 جثة تتحلل في ساحة مستشفى الشفاء ولا يمكننا دفنها... وأصبحنا غير قادرين على إحصاء أعداد القتلى».
/>وأضاف أن «كل مستشفيات محافظة غزة خارج الخدمة. مستشفى الرنتيسي تم تفريغه بالكامل من الجيش والمرضى والكادر الطبي أمس (الأحد) بعد تهديدات من الجيش الإسرائيلي، ولا نعرف مصير بعض موظفي المستشفى... الوضع خطير».
/>وأكد «لا نستطيع الوصول إلى عشرات النساء اللواتي سيلدن. تلقينا بلاغات عن حالات ولدت النساء فيها في الشارع أو البيوت من دون قابلات».
/>وأوضح «لا يوجد لدينا ماء للشرب ولا طعام ولا أي شيء للطواقم الطبية ولنحو 20 ألف نازح داخل أسوار مستشفى الشفاء»، معتبراً أن إسرائيل «تحكم بالإعدام على كل من في داخل المستشفى... القناصة يطلقون النار باتجاه أي شخص يتنقل من مبنى إلى مبنى داخل المستشفى».
/>ونشر أطباء مشاهد على الإنترنت تظهرهم وهم يعملون في ضوء الشموع والمصابيح الكهربائية، أو بأضواء الهواتف المحمولة فقط، بسبب انقطاع الكهرباء في المستشفيات.
/>من جانبه، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أن 20 من أصل 36 مستشفى في غزة خرجت عن الخدمة.
/>ودفع الحصار، رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إلى الطلب من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي «إنزال المساعدات على قطاع غزة، وخاصة الشمال بالمظلات كما حصل في تجارب مختلفة في العالم... وفتح ممرات إغاثة لغزة وعدم حصرها بمعبر رفح فقط».
/>وفي بروكسيل، دعا المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز ليناركيتش، إلى هدنات «ذات مغزى» في غزة وإيصال الوقود بشكل عاجل إلى القطاع لضمان المحافظة على عمل المستشفيات.
/>تنكيس الأعلام
/>إلى ذلك، نكّست أمس، الأعلام على مقار الأمم المتحدة في كل أرجاء العالم، ودعي الموظفون إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح زملائهم الذين قضوا في الحرب وعددهم تجاور المئة.
/>إسرائيلياً، قال وزير الخارجية إيلي كوهين، أمس، «ندرك أن الضغوط المتزايدة بدأت على إسرائيل. وأقدر أن هذه نافذة زمنية تتراوح من أسبوعين إلى 3 أسابيع حتى يبدأ الضغط الدولي الثقيل».
/>وبحسب كوهين، فقد حصلت إسرائيل على الضوء الأخضر للرد العسكري بعد هجوم حركة «حماس» في السابع من أكتوبر، و«هي الآن في نهاية اللون البرتقالي قبل الضوء الأحمر».
/>ميدانياً، أكد الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه «يواصل قصف أطراف مخيم الشاطئ في قطاع غزة، مستهدفاً بنى تحتية تابعة للإرهابيين موجودة في مؤسسات حكومية مركزية، بما فيها مدارس وجامعات ومساجد ومساكن إرهابيين».
/>كما أعلن مقتل جنديَين في شمال غزة ليرتفع إلى 44 عدد القتلى الإجمالي في صفوفه منذ بدء عملياته البرية في 27 أكتوبر.
/>تبادل الأسرى
/>من ناحية ثانية، تشترط «حماس»، إدخال 7 آلاف شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة، بما فيها الوقود، من أجل إتمام صفقة لتبادل الأسرى، وفق هيئة البث الإسرائيلية (كان).
/>وبناء على الصفقة، ستطلق الحركة 35 محتجزة إسرائيلية وآخرين من حملة الجوازات الأجنبية، مقابل إطلاق تل أبيب 35 أسيرة فلسطينية و140 أسيراً لم تتم إدانتهم بالعمل المسلح.
/>كما تطالب «حماس» أيضاً، بوقف لإطلاق النار لأيام عدة.
/>الخطة الأوسع
/>وبعد خمسة أسابيع، من هجوم «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر، ظهرت أدلة جديدة تكشف عن معالم خطة «حماس» الأوسع، التي يقول محللون إنها لم تكن تهدف إلى قتل واختطاف الإسرائيليين فحسب، وفق تقرير لصحيفة «واشنطن بوست».
/>وتكشف الأدلة، التي تحدث عنها أكثر من 12 من مسؤولي الاستخبارات والأمن الحاليين والسابقين من أربع دول غربية وشرق أوسطية، عن دوافع «حماس» لتوجيه ضربة «ذات أبعاد تاريخية».
/>وقال مسؤولون لم تذكر هويتهم، إن بعض المسلحين كانوا يحملون ما يكفي من الغذاء والذخيرة والمعدات لأيام عدة، وتعليمات بمواصلة التوغل إذا نجحت الموجة الأولى من الهجمات التي كان من المحتمل أن تضرب مدناً إسرائيلية أكبر.
/>وحملت إحدى الوحدات «معلومات استطلاعية وخرائط تشير إلى نية مواصلة الهجوم حتى حدود الضفة الغربية»، وفقاً لاثنين من كبار مسؤولي الاستخبارات في الشرق الأوسط، ومسؤول أميركي سابق، لديه معرفة مفصلة بالأدلة.