/>يهيئ القادة الإسرائيليون الرأي العام المتوتر والمحبط في الداخل، لمفاجآت غير محسوبة في حربهم على غزة، بالحديث عن حرب طويلة ومكلفة وقاسية بشرياً، في وقت حذرت الأمم المتحدة من تحوّل القطاع إلى «مقبرة للأطفال»، وسط توصيف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين، وتصاعد الضغوط للتوصل لـ «هدنات إنسانية»، ترفضها إسرائيل، بينما ارتفع عدد الشهداء إلى نحو 10500، بينهم 4237 طفلاً، وتحولت «الممرات الآمنة» إلى «ممرات الموت».
/>وفي حين تحاول قوات الاحتلال، التوغل باتجاه مستشفى الشفاء والمربع الأمني في مدينة غزة، وسط غارات تدميرية لم تتوقف منذ السابع من أكتوبر، يتوقع الجيش معارك أكثر ضراوة، لعدم وجود معلومات حول القوة الحقيقية لمقاتلي حركة (حماس) في الأنفاق، وبسبب التخوف من استهداف قواته بألغام وقذائف مضادة للمدرعات.
/>وبحسب صحيفة «معاريف»، فإن «قوات الجيش تتجه إلى محاصرة مستشفى الشفاء»، حيث يتواجد آلاف المواطنين الذين يحتمون فيه بعد نزوحهم من مناطق سكنهم بسبب القصف التدميري، إلى جانب أعداد كبير من المرضى والجرحى في المستشفى الأكبر في القطاع.
/>وأضافت أن «قوات أخرى تعمل منذ أيام في منطقة شاطئ غزة، في حي تل الهوى والشيخ عجلين جنوب غربي غزة، وفي موازاة ذلك بدأ الجيش، منذ الاثنين، بالعمل في مخيم الشاطئ في طريقه إلى مستشفى الشفاء».
/>ويخطط الجيش لاستهداف أماكن وبنية تحتية «فوق وتحت الأرض في مدينة الأنفاق السفلية في طريقه إلى المستشفى». وأشارت الصحيفة إلى أن «هذه الأحياء في مدينة غزة، باتت أخطر».
/>وبحسب «معاريف»، فإن إسرائيل تصف مستشفى الشفاء بأنه «رمز الحرب ضد حماس في مدينة غزة، أكثر من رموز حكم حماس الأخرى، مثل المربع الأمني أو حي الرمال».
/>وادعت صحيفة «هآرتس»، من جانبها، بأنه «تنتشر تحت مستشفى الشفاء غرف إدارة عمليات الذراع العسكرية لكتائب القسام. ويوجد في المربع الأمني عدد كبير من المعسكرات العسكرية المركزية. وهذه مراكز القوة لحكم حماس في المدينة».
/>وأضافت أن «الفكرة العملياتية لدى حماس هي استهداف القوات الإسرائيلية من داخل الأنفاق، بعد أن يتمركز مقاتليها في مواقع مستقرة نسبياً. وهذا سبب مركزي يلزم الجيش بأن يكون في حركة مستمرة».
/>وأمس، واصلت القوات البرية وسط إسناد جوي، التقدم في القطاع بعدما طوقت مدينة غزة وقسمت القطاع إلى شطرين، بحسب الجيش.
/>وأعلنت السيطرة على «معقل عسكري لحماس في شمال غزة وصادرت صواريخ وقاذفات مضادات للدبابات وأسلحة ومعدات استخبارات مختلفة».
/>في المقابل، أعلنت «كتائب القسام»، تدمير 3 دبابات وناقلة جند وجرافة على مشارف مخيم الشاطئ بقذائف «الياسين 105».
/>3 أهداف للحرب
/>من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، عن 3 أهداف أساسية للحرب، التي «ستكون طويلة»، مشيراً إلى أنه «ستكون للجيش بعد الحرب حرية ممارسة القوة بلا قيود».
/>وقال أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أمس: «أيام طويلة من الحرب في انتظارنا، وفي النهاية ستتحقق ثلاثة أهداف: وهي إنهاء وجود حماس كقوة عسكرية وحاكمة في غزة، وإزالة التهديد الأمني من غزة على مواطني إسرائيل، وحرية حركة الجيش (داخل القطاع) من دون حدود لاستخدام القوة».
/>وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ستتولى لفترة غير محددة «المسؤولية الأمنية الشاملة» في غزة بعد الحرب، مجدداً رفضه وقف إطلاق النار قبل إطلاق «حماس» سراح الرهائن، رغم الدعوات المتكررة لهدنة إنسانية وبلوغ حصيلة القتلى أكثر من عشرة آلاف.
/>وصرح لمحطة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، مساء الاثنين، «في ما يتعلّق (...) بوقف إطلاق النار لفترات قصيرة - ساعة هنا وساعة هناك - فهذا أمر سبق وأن حصل فعلاً».
/>وتابع «أعتقد أنّنا سندرس الظروف للسماح للسلع - السلع الإنسانية - بالدخول أو لرهائننا بالمغادرة، لكنّني لا أعتقد أنّه سيكون هناك وقف شامل لإطلاق النار».
/>وأضاف «إسرائيل ستتولّى، لفترة غير محدّدة، المسؤولية الأمنية الشاملة» في غزة (...) فعندما لا نتولّى هذه المسؤولية الأمنية، فإنّ ما نواجهه هو اندلاع إرهاب حماس على نطاق لا يمكننا تخيّله».
/>وأتت تصريحات نتنياهو بعدما طالب غوتيريش مجدداً بـ«وقف إطلاق نار إنساني يزداد إلحاحاً ساعة بعد ساعة» في القطاع الذي تحوّل إلى «مقبرة للأطفال».
/>وأضاف أنّ «الكابوس في غزة هو أكثر من مجرد أزمة إنسانية. بل ان البشرية تعاني أزمة».
/>وفي حين، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، لدى استقباله مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) وليام بيرنز، في القاهرة، محددات الموقف المصري في شأن ضرورة وقف التصعيد الإسرائيلي، وصلت الغواصة الهجومية الأميركية «يو إس إس فلوريدا» التي تعمل بالطاقة النووية إلى منطقة الخليج، وفقاً لما ذكرته وكالة «بلومبيرغ»، أمس، نقلاً عن مسؤولين أميركيين.
/>مليون هزة أرضية متراكمة
/>روى الفلسطيني سعد أبوسارية، في أعقاب قصف إسرائيلي عنيف لرفح، أن الأمر كان «أشبه بمليون هزة أرضية متراكمة»، مشدّداً على أن «أي تحذير مسبق لم يصدر».
/>وأضاف «تفاجأنا بالصواريخ تسقط على رؤوسنا من دون توقف».
/>الجنود «خائفون»
/>قرب الحدود مع قطاع غزة، أعرب جنود إسرائيليون شبان متمركزون في مواقع خلفية عن خشيتهم من خوض معارك في «هذا المكان الرهيب».
/>ويقول جندي يبلغ من العمر 20 عاماً، حظرت الرقابة العسكرية نشر اسمه، «نعم، أنا خائف قليلاً من الذهاب الى هناك. لا نعرف ما إذا كنا سنعود أحياء»، مضيفاً «سنقوم بما علينا القيام به، لكنه مكان رهيب للذهاب اليه».