/>تعكس الخربشات العشوائية على الحائط صورة غير مألوفة، ليست صورة عادية، بل هي خربشات من دم، تحمل في طياتها قصص الألم والمعاناة لأهالي غزة.
/>تتدفق هذه البقع الحمراء الداكنة بحزن عميق على الجدار الذي تصوره كاميرات قناة الجزيرة، تحكي لوحة مرسومة بدماء الأبرياء والأطفال، وهي تعبير صامت ولكنه صارخ عن الوحشية التي لا يمكن تخيلها للصهيونية ومن حال دونها.
/>يتجمع الأهالي حول هذه الخربشات، تستقر أعينهم على هذا المنظر الدموي غير المألوف على الجدار والذي صنعته قنبلة انفجرت في مدرسة للاجئين في الساعة الثانية عشرة ليلاً، يحاول الأهالي أن يُعطوا تأويلهم الخاص لخربوش الدم، كل واحد يرسم قصة مختلفة في عقله.
/>بعضهم يرى الخربشات كرمز للحرب والدمار وتخاذل المجتمع الدولي، بينما يرى آخرون فيها صورة للثورة والتحدي والعزة ودفع الغالي والنفيس من أجل فلسطين، بعضهم يراها توضح مدى تخاذل الدول العربية، وآخرون يرون فيها إيران وملفات سياسية، وبعضهم يرى فيها الانتصار ورمي الحجر في الاتجاه الصحيح والصبر حتى النصر...
/>وحدهم الأطفال المتحلقون والمحملقون حول الجدار كانوا يرون فيها طفلة تشبههم تفجرت إلى إشلاء، ولكن الجميع يتفق على أنها تجسد الألم الذي يجب ألا يعانيه أحد.

/>تتعالى أصداء قذائف أخرى في مستشفيات ومدارس أخرى، وترتفع صحيات «الله أكبر والعزة لله».
/>ولكن مع كل هذا الألم والدمار، هناك اعتقاد جمعي لدى الجميع أن «دولة الصهاينة» إلى زوال، وأن خرابيش الدم تعكس أيضاً صورة الحياة والأمل وبذور زُرعت في الأرض، تنبت وتنمو لتصبح نباتات خضراء تحمل في قلبها الحياة، لأنه شعب يستحق الحياة، والله غالب... وأن كل ما لم يُذكر فيه اسم الله أبتر.
/>moh1alatwan@