/>فيما أوضح سفير أوكرانيا لدى البلاد الدكتور أوليكساندر بالانوتسا، أن شعبهم يواجه الآن العدو في حرب دفاعية وجودية، أكد أنه «عندما تنجح صيغة السلام المعروفة المكونة من 10 نقاط، وتحقق لنا سلاماً شاملاً وعادلاً ودائماً في أوكرانيا، سنكون قادرين على فتح آفاق جديدة غير مكتشفة للتعاون الثنائي مع الكويت».
/>وأشار بالانوتسا، في حديث لـ«الراي»، إلى أن الكويت كبلد قائد للعمل الإنساني لا تدخر جهداً لمواجهة انعدام الأمن الغذائي العالمي، مضيفا «لقد أثبتت الكويت مراراً وتكراراً صورتها الدولية التي لا تشوبها شائبة كجهة مانحة للمساعدات الإنسانية، ويمكنها أن تفخر بالعديد من الإنجازات المنقذة للحياة في هذا الصدد».
/>ورأى احتمالية مشاركة الكويت في برنامج «قمح من أوكرانيا»، قائلاً «دعونا بالفعل الكويت للانضمام إلى القمة الثانية لبرنامج ( قمح من أوكرانيا) المقرر عقدها في كييف في 25 نوفمبر الجاري. فمن خلال الجهود المشتركة وبمساعدة المجتمع الدولي فقط، يمكننا تقليل مخاطر الجوع العالمي».
/>خلق مجاعة
/>وعن الأمن الغذائي ومدى تأثره بهذه الحرب، أوضح بالانوتسا أن «هناك 32 دولة في القارة الافريقية وحدها، تعتمد على صادرات الحبوب الأوكرانية، اثر العدوان الروسي على أوكرانيا والحصار على لوجستيات التجارة البحرية، ما أدى إلى تعطيل تشغيل الموانئ البحرية المهمة في تجارة الحبوب العالمية».

/>وذكر أن «روسيا تسعى إلى خلق مجاعة عالمية، من خلال قصف وتدمير البنية التحتية لموانئ أوكرانيا. وحتى أكتوبر، تم تدمير أكثر من 300 ألف طن من الحبوب الأوكرانية بضربات روسية دقيقة. ورغم هذا، فإن أوكرانيا تسعى جاهدة إلى إيجاد وسيلة للخروج من أزمة الغذاء العالمية التي أحدثتها روسيا، لأن أوكرانيا تهتم بالناس العاديين في البلدان التي تواجه نقص الغذاء».
/>وعما إذا كانت وتيرة الحرب في أوكرانيا قد تباطأت بعد بدء الحرب في غزة، قال السفير الأوكراني «وتيرة الحرب لم تتباطأ أبداً، خلال الأسابيع الماضية، بل على العكس من ذلك، أظهرت روسيا استعدادها لخوض حرب استنزاف طويلة الأمد. ووفقاً لإحصائيات كييف وحدها، أطلقت روسيا خلال الأشهر الـ 12 الماضية، أكثر من 300 صاروخ كروز من مختلف الأنواع، و14 صاروخاً باليستياً، وما يقرب من 400 طائرة من دون طيار هجومية من طراز (شاهد) في اتجاه العاصمة الأوكرانية»، لافتا إلى أنه «لأكثر من 600 يوم على التوالي، يعاني المدنيون الأوكرانيون من الهجمات الروسية المتعمدة».
/>وتابع أن «أوكرانيا تعمل، بالتعاون مع المجتمع الدولي، جاهدة لوقف حرب الإبادة الجماعية الروسية ضد الدولة ذات السيادة، ونجاحنا في هذا الصدد سيجعل الكوكب بأكمله مكاناً أفضل وأكثر أماناً للعيش فيه».
/>الدعم الغربي
/>وبسؤاله عن وتيرة الدعم العسكري الغربي، وخاصة الأميركي، إن كانت لا تزال على حالها بعد بداية الحرب على قطاع غزة، قال بالانوتسا إن «الدعم الغربي لأوكرانيا يهدف إلى حماية بلادنا من الغزو الروسي. فالعالم المتحضر كله يدعم القضية الأوكرانية العادلة، لأننا دولة مسالمة، نحترم القانون الدولي ونساهم في الأمن العالمي، ولهذا السبب، ينبغي للمساعدات الدولية لأوكرانيا أن تحافظ على وتيرتها».
/>وأضاف «قبل بضعة أيام، انعقد في مالطا الاجتماع الثالث لمستشاري الأمن القومي والسياسة الخارجية، حول المبادئ الأساسية للسلام في أوكرانيا والعالم، وكان هذا الاجتماع استمراراً منطقياً للمشاورات ذات الصيغة المماثلة التي جرت في كوبنهاغن بالدنمارك في يونيو الماضي، وفي جدة بالمملكة العربية السعودية في أغسطس، وحضر اجتماع مالطا ديبلوماسيون من 66 دولة ومنظمة دولية، في حين استضاف اجتماع جدة ممثلين عن أكثر من 40 دولة، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما كان عليه الحال في مشاورات كوبنهاغن. وتعكس هذه الديناميكيات الإيجابية للدعم الدولي لأوكرانيا بوضوح تضامن العالم الدؤوب مع أوكرانيا».
/>وأكد أنه «في إعلان مشترك عقب القمة الأخيرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أعلن الطرفان عن استمرارهما الثابت في الدعم السياسي والمالي والإنساني والعسكري طويل الأمد لأوكرانيا، كما دعوا روسيا إلى إنهاء حربها على الفور وبشكل كامل، وسحب قواتها العسكرية ووكلائها ومعداتها العسكرية، من دون قيد أو شرط من كامل أراضي أوكرانيا المعترف بها دولياً.
/>ونتيجة لذلك، تم الإعلان عن حزم جديدة من الدعم لأوكرانيا.
/>إنجازات مثمرة
/>قال السفير الأوكراني،«في هذا العام، احتفلت الكويت وأوكرانيا بالذكرى الثلاثين للحوار المستدام متعدد الأوجه، ما يعكس الإنجازات المثمرة في مجالات التعاون السياسي والتجاري والتعليمي والثقافي متبادل المنفعة وغيرها من أنواع التعاون. ولن يكون من المبالغة القول، إنه منذ إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين الصديقين في عام 1993، كانت هناك مجموعة متنوعة من المشاريع والزيارات، التي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين شعبينا».
/>برنامج «قمح من أوكرانيا»
/>قال بالانوتسا إن من مبادراتهم الفعالة برنامج «قمح من أوكرانيا»، تم تصميمه لضمان نقل المنتجات الزراعية من أوكرانيا، ومنع الجوع في البلدان الأكثر ضعفاً في أفريقيا وآسيا التي تواجه سوء التغذية والجوع الحاد. وأضاف«انضمت بالفعل أكثر من 30 دولة ومنظمة دولية إلى برنامج (قمح من أوكرانيا)، من خلال تخصيص أموال لتمويل السفن التي تحمل الحبوب الأوكرانية، والتي يتم إرسالها مجاناً إلى البلدان الأكثر ضعفاً».