/>أكد وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، أن المشهد السائد في قطاع غزة يبعث على الكثير من الألم والغضب في قلوبنا جميعاً، مشيراً إلى أن الكويت تقوم منذ بداية الأحداث، بما يمليه عليها ضميرها الحي ومسؤولياتها تجاه عدالة القضية الفلسطينية، بحشد الدعم الإقليمي والدولي من أجل الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية، وتوفير الحماية الدولية لأهلنا في غزة.
/>وقال الصباح، في كلمته خلال جلسة مجلس الأمة الخاصة بمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، إن «الاحتلال الغاصب منذ عام 1948 يظن أن ترسيخ كيانه يكون عن طريق إخلاء الأرض بتهجير أهلها ورميهم في سنين من الضياع والنسيان، فما كانت النتيجة؟»، مشيداً بتمسك الفلسطينيين بهويتهم الأصيلة وقضيتهم المحقة عبر الأجيال تلو الأجيال أمواتاً وأحياء.
/>وأضاف أن «الغليان في العالمين العربي والإسلامي، سببه تعنت الكيان الغاصب وازدواجية المعايير في التعامل مع هذه القضية العادلة، لتبدأ شعوبنا بالتساؤل في ما بينها: لماذا حياة إخواننا الفلسطينيين رخيصة في عيون الضمير العالمي؟ ولماذا ترتكب بحقه دون سواه المجازر المتمادية دون رادعٍ أو محاسب؟ ولماذا يفلت الجاني دوماً من العقاب؟ ولماذا يكون القانون الدولي الإنساني حبراً على ورق عندما يتعلق الأمر بهم؟ ولماذا يطبق القانون الدولي بانتقائية؟».
/>وأكد أن «تلك التساؤلات المحقة لن تتوقف، بل ستستمر طالما لم ينل الشعب الفلسطيني حقوقه الكاملة في دولته المستقلة».
/>وقال إن «ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي يضرب بعرض الحائط كافة القوانين والقرارات الدولية، ويمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ما يجعلنا في حيرة من أمرنا جراء هذا الصمت المطبق والمريب للمجتمع الدولي، وعجزه غير المبرر عن القيام بدوره في إيقاف هذه الجرائم والانتهاكات، فضلاً عن ممارسة الكيان المحتل بصورة فاضحة لازدواجية المعايير، حيال تطبيق قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ناهيكم عن شلل مجلس الأمن، وعدم تمكنه من الاضطلاع بدوره في حفظ الأمن والسلم الدوليين».
/>تحرك سياسي
/>وأكد الشيخ سالم الصباح أن «دولة الكويت مازالت منذ بداية الأحداث في غزة، تقوم بما يمليه عليها ضميرها الحي ومسؤولياتها تجاه عدالة القضية الفلسطينية، عن طريق حشد الدعم الإقليمي والدولي لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة من أجل الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية، وتوفير الحماية الدولية لأهلنا في غزة، وفتح الممرات لإيصال المساعدات الإنسانية الإغاثية، ورفض التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني وضمان عدم اتساع رقعة الصراع».
/>واستعرض إجراءات الكويت منذ عدوان الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم إجراء العديد من اللقاءات والاتصالات، والمشاركة في كل القمم والمحافل الإقليمية والدولية المتعلقة بالأحداث المأسوية التي يشهدها قطاع غزة.
/>كما أكد أن وزارة الخارجية أصدرت العديد من البيانات التي تدين وتشجب العدوان الجائر على قطاع غزة، كان آخرها البيان الصادر أمس الذي تضمن إدانة وشجب دولة الكويت بأشد العبارات العدوان الذي شنته قوات الاحتلال على مخيم جباليا في قطاع غزة المحاصر الذي تسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين الأبرياء.
/>وبيّن أن الخارجية تحركت ضمن المجموعة العربية والمجاميع الإقليمية والدولية في الأمم المتحدة في نيويورك ومع الدول الأعضاء في مجلس الأمن بهدف استصدار قرار يؤدي إلى وقف فوري للعمليات العسكرية وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية وعندما تعذر ذلك صار التحرك في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي انتهى إلى اعتماد قرار يدعو إلى هدنة إنسانية فورية مستدامة في قطاع غزة.
/>مساعدات إنسانية
/>كما استعرض الجهود في ما يتعلق بالشق الإنساني، مشيراً إلى الأوامر السامية لسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وتوجيهات سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، ومتابعة من سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، بتسيير جسر جوي لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة بتاريخ 23 أكتوبر الماضي الذي تضمن مساعدات إغاثية ومواد وأجهزة طبية وسيارات للإسعاف الطبي، حيث وصل عدد الرحلات الإغاثية حتى أمس الأربعاء إلى 10 رحلات وبحمولة تفوق 350 ألف رطل من المساعدات الإنسانية المختلفة.
/>وأشاد بمشاركة أبناء الكويت لتلبية نداء الحملة الوطنية التضامنية مع الشعب الفلسطيني الشقيق، والتي انطلقت بتوجيهات من مجلس الوزراء والتنسيق بين وزارتي الخارجية والشؤون، وبالتعاون مع الجمعيات الخيرية والإنسانية تحت عنوان «فزعة لفلسطين» تم من خلالها جمع مبلغ يفوق 3 ملايين دينار، ليسطروا مجدداً أروع صور التضامن واللحمة العربية والإسلامية.
/>وأكد الشيخ سالم الصباح أن دولة الكويت دعت في 24 أكتوبر الماضي إلى عقد دورة استثنائية برئاستها للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان لبحث سبل مواجهة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.