/>على مدى العقود الأخيرة، شهدت قضية فلسطين تصاعداً في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا الأمر جذب العديد من الأفراد إلى استغلال هذه القضية لتحقيق مكاسب شخصية ومالية. يُشار إلى هؤلاء الأفراد والجهات بشكل عام باسم «تجار الإعلام»، وهم يستخدمون الصراع الفلسطيني والمأساة الإنسانية لأغراض شخصية.
/>ففي الخلاف الخليجي الأخير، والذي انتهى لله الحمد وعادت المياه إلى مجاريها، ظهر لنا عدد من الطارئين في الإعلام وممن لقبوا أنفسهم بـ «الإعلاميين» ولم يمض غالبيتهم في المجال سوى سنوات قليلة، وآخرون بـ«المحللين العسكريين» ولم يشاركوا في حروب أو بطولات تذكر، حين استثمروا هذا الخلاف، رغم أن السياسة الكويتية انتهجت الاعتدال والعمل على معالجة كل القضايا العالقة وتم حلها بتدخل فعّال وبشهادة العالم.
/>إلا أن هؤلاء استمروا في حساباتهم بـ «السوشيال ميديا» يبحثون عن المال ولو على حساب سياسات دولة الكويت الخارجية، بحجة المهنية المزيفة.
/>وفي هذه الأيام العصيبة، التي نعيشها كعرب ونحن نشاهد أطفال ونساء غزة يسقطون أمام أعيننا، نجد مثل هذه الفئة «تتصهين» لمصالحها، تاركين عروبتهم وقوميتهم التي أزعجونا فيها في سابق الأيام، لدرجة أن بعضهم وضع في البايو الخاص بحساباته أرقام إدارة الأعمال، مؤكدين أنهم تجار إعلام يعيشون على جراح الآخرين.
/>لذلك، الحذر من مثل هؤلاء التجار، الذين يشكلون تحدياً لجديّة القضية الفلسطينية وللعمل الإنساني الجاد. يجب على الجمهور أن يميّز بين مصادر الإعلام الموثوقة والجهات التي تستغل القضية لأغراض ذات مصلحة باسم الإعلام.

/>نهاية المطاف: يا رب... إذا انقطع الاتصال، فكُن لهم خير متّصل... وإذا غابت صورة المشهد، فكُن لهم خير شاهد... وإذا اشتدّ القصف عليهم، فكُن لهم خير حافظ... وإذا ازداد الحصار عليهم، فكُن لهم خير مُفرج.