غيّب الموتُ الفنانة اللبنانية القديرة نجاح سلام (مواليد 1931) ليغيب «صوت العرب» وواحدة من «منارات» الفنّ العربي.
/>سلام، التي نعتْها العائلة ويُصلى على جثمانها يوم غد بعد صلاة الجمعة في مسجد الخاشقجي (بيروت)، انطبعتْ مسيرتها التي انطلقت قبل 75 عاماَ بنجاحات مبهرة استمرّ صداها رغم انكفائها، ليخسر لبنان برحيلها فنانة من آخِر الكبار الذين طبعوا الزمن الذهبي لـ «بلاد الأرز» وكانوا «أجنحتَها» في سماء نجاحاتٍ أضاءت كل العالم العربي.
/>نحو 5 آلاف أغنية وعشرات الأفلام السينمائية، ساهمت في تكريس ريادية نجاح سلام التي بدأت مشوارها الغنائي العام 1948 ولم تكن بعد تجاوزت الـ 17 عاماً، لتُراكِم سنة وراء سنة رصيداً فنياً طبع اسمها بـ «أحرف من ذهب» رصّعته عشرات الاوسمة وشهادات التقدير اضافة الى ألقاب استحقّتها نتيجة مواقفها الداعمة للحركات الثورية العربية ولفلسطين وقضيّتها قبل النكبة وبعدها وللمقاومة اللبنانية ضد اسرائيل، وبينها لقب «المطربة الفدائية» و«مطربة العروبة» و«صوت العرب».
/>سلام، التي غنّت لبنان واشتهرت بأعمال مثل «ميّل يا غزيّل» و«برهوم حاكيني» و«حوّل يا غنام» والكثير من الأغنيات من الزمن الجميل، لم تبخل بصوتها الذي قدّم لمصر «يا أجمل إسم في الوجود يا مصر» ولسورية «سوريا يا حبيبتي» وللجزائر «محلى الغنا بعد الرصاص ما تكلم» وغيرها من الأغنيات للعديد من الدول العربية التي بادلتها الوفاء إما بمنحها الجنسية كما فعلت مصر، او بتقليدها الأوسمة ومنها «الإخلاص والشرف» من سورية، و«جوقة الشرف» من فرنسا، ومفتاح «مدينة نيوجرسي» و«الأوسكار العربي» من أميركا، وشهادة مجمع اللغة العربية - الجامعة العربية في القاهرة (شهادة لم تُمنح لسواها من مطربي ومطربات الوطن العربي) ووسام «الشهيد» من الجزائر وغيرها من دروع التقدير وشهادات الوفاء.
/>أما لبنان، الذي كان كرّمها مرات عدة حيث نالت وسام الإستحقاق الوطني اللبناني المذهّب و«وسام الأرز من رتبة كوموندور»، فأبى إلا أن يردّ التحية لها في 2015 بأعلى صوت حين أقام لها حفل تكريم حاشداً رعاه وحضره وزير الثقافة وجهات رسمية لبنانية وعربية وسط حضور شعبي كثيف، وهو التكريم الذي وصفته سلام بأنه «الأهمّ في مشوارها الفني» لأنه جاء من جهة فنية - موسيقية - غنائية هي الأعلى في وطنها لبنان (المعهد الوطني العالي للموسيقى).
/>

/>وفي حوار ذكريات كات أجرتْه معها «الراي» ونُشر في مارس 2016 تحدّثت الراحلة عن المرحلة من حياتها التي عاشتْها في الكويت، وقالت حينها: "إبنتي ريم تقيم بشكل دائم في الكويت مع زوجها. وانا أقمتُ فيها أكثر من سنتين بشكل دائم. الفترات المتنقّلة التي كنت أزور فيها الكويت بين وقت وآخَر، سبقها تَردُّد إليها بشكل شبه دائم، كما أنني زرتها بعد السنتين زيارات متعددة. قدّمتُ مجموعة أغنيات باللهجة الكويتية، وهي مسجّلة في تلفزيون الكويت والإذاعة الكويتية".
/>ورداً على سؤال حول ماذا أضافت لها تجربة العيش في الكويت والغناء باللهجة الكويتية؟ قالت: "أولاً في الكويت تعرفت على شعب عربي جديد، من حيث العادات والتقاليد. اللهجة الكويتية فتحت أمامي آفاقاً جيدة لأنها تتميّز بتعابيرها الجميلة، وكل هذا من شأنه أن يضيف إلى مسيرتي الفنية. معايشتي للشعب الكويتي جعلتني أتقن لهجته، كما صار عندي انفتاح على الصياغة اللحنية في الكويت، بمعنى كيف يصيغ الملحن الكويتي لحنه. طبعاً هي صيغة مختلفة عن تلك الموجودة عند الملحن المصري او الملحن اللبناني، وهذا يُعتبر مكسباً جديداً لي. كما تعرّفتُ على الآلات الموسيقية التي تُستعمل في العزف في الكويت، لأن بعضها تراثي ولا يوجد مثله في سائر الدول العربية. كل بلد قدم لي فائدة، سواء ثقافية او فنية او تاريخية. الشعب الكويتي والحكومة الكويتية، أحسنا استضافتي على كل المستويات الرسمية والشعبية، وأكنّ لهما في قلبي كل المودة والاحترام".
/>وحين سألناها حينها: هل توقفتِ عن زيارة الكويتفي الفترة الأخيرة؟ أجابت: "نعم ولأسباب صحية، لكن ابنتي وصهري يزورانني دائماً للاطمئنان على صحتي".
/>
/>