/>يوجد في الكويت الكثير من الشخصيات الثقافية التي تستحق التكريم وهي تعيش بيننا، لأنه من حق المبدع الكويتي أن يشعر بمكانته في المجتمع، أما مكانته في الشارع الثقافي فهو يدركها ويشعر بها بشكل شبه يومي.
/>ومن بين تلك الشخصيات ابن الكويت البار المثقف عبدالعزيز السريع، الذي تم تكريمه أكثر من مرة داخل وخارج الكويت وهو تكريم يستحقه عن جدارة لما قدمه عبر أكثر من نصف قرن من المشاريع الثقافية التي كان مشاركاً بها أو مشرفاً عليها في أكثر من مؤسسة رسمية وخاصة.
/>وهو وإن كان قد عرف ككاتب مسرحي مميز إلّا أنه أديب يكتب القصة القصيرة كما أنه شارك في أن يرى أكثر من عمل درامي النور، وبالتالي فإن حياته معجونة بالثقافة دون تصنّع، كون الثقافة قريبة جداً من تركيبته الشخصية.
/>وخلال مشاركات عبدالعزيز السريع، الثقافية الفنية فإنه عمل على رفع اسم الكويت خليجياً وعربياً، بل وعالمياً في بعض المشاركات الثقافية في بعض العواصم الغربية.
/>ولد عبدالعزيزمحمد السريع، في عام 1939م، ودرس في قسم اللغة العربية بجامعة الكويت، وقد تتلّمذ على يد الكثير من الأساتذة العرب منهم الشاعرة العراقية نازك الملائكة.
/>وهو أديب عضو في رابطة الأدباء وله مجموعة قصصية تحمل اسم «دموع رجل متزوج» وله كتاب عن المسرح المدرسي في دول الخليج العربي، كتأليف مشترك كما له مؤلف عن حمد الرجيب، وغيرها من المطبوعات خاصة المتعلقة بالمسرحيات التي تُعد ذاكرة المسرح الكويتي، ناهيك عن المحاضرات وأوراق العمل الثقافية في بعض المناسبات وهو عضو لجان تحكيم مسابقات مسرحية عدة داخل وخارج الكويت.
/>وكان عضواً مؤسساً لفرقة مسرح الخليج العربي في عام 1963م، وعمل مع نجوم الفرقة وفي مقدمتهم المخرج صقر الرشود الذي اشترك معه في كتابة مجموعة كبيرة من المسرحيات مثل «شياطين ليلة الجمعة وبحمدون المحطة»، كما قام بتأليف مسرحيات أخرى وكانت مسرحية «عنده شهادة»، أول مسرحية يكتبها وقد نجحت فنياً وجماهيريا فكانت انطلاقته المميزة.
/>ولعب السريع في رؤية بعض الأعمال الفنية النور مثل مسرحية «حفلة على الخازوق»، كما انه وراء مسلسل «الابريق المكسور» وهو من تأليف فارس واكيم، حيث قام السريع بتكويت المسلسل وإعداده بالتعاون مع المخرج عبدالرحمن الشايجي، والمسلسل من إنتاج شركة الجزيرة التي كان يملكها السريع مع صقر الرشود، فكان من أفضل المسلسلات ومازالت بعض القنوات التلفزيونية الخليجية تعرضه رغم مرور سنوات طويلة، كما كتب بعض التمثيليات لتلفزيون الكويت.
/>وعمل السريع بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إلى أن تقلّد منصب مدير إدارة الثقافة والفنون، لينتقل للعمل كأمين عام لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، حيث استطاع أن يُحقق قفزات نوعية في مسيرة المؤسسة، خاصة أنه يمتلك خبرة إدارية كبيرة، إضافة إلى علاقاته الواسعة مع العديد من المثقفين الخليجيين والعرب، إذ كانت هناك أنشطة في عصره في بعض العواصم الأوروبية مثل إسبانيا وفرنسا ودول أخرى.
/>ولا ننسى دوره في بعض أنشطة رابطة الأدباء إضافة إلى مساهماته الثقافية في تطوير المسرح في بعض دول مجلس التعاون الخليجي وحضوره المتميز في الكثير من الأنشطة الثقافية بشكل عام والمسرحية بشكل خاص.
/>وتصدى السريع إبّان الاحتلال العراقي للكويت في أنه كان مديراً للأنشطة الثقافية والنشر في المركز الكويتي بالقاهرة.
/>وقام السريع بإعداد وتقديم برنامج إذاعي ثقافي يحمل اسم «خير جليس» تحدث خلاله عن بعض القضايا الثقافية وعن بعض الإصدارات الأدبية مع بعض التحليلات والتعليقات، إضافة إلى حديثه عن المؤلفين المحليين والخليجيين والعرب.
/>وفي الختام، أتمنى من معالي وزير الإعلام إعطاء الأمر بتنفيذ برنامج ثقافي جاد يُجري حوارات طويلة مع مبدعي الكويت من أدباء وفنانين تشكيليين وفي مقدمهم ابن الكويت عبدالعزيز السريع، لمعرفة رؤيته والاستفادة من خبرته الطويلة في معطيات الثقافة المتعددة، ولسوف تكون تلك اللقاءات مرجعاً للأجيال القادمة مع تمنياتي لأديبنا السريع بدوام الصحة وبالعمر المديد.
/>همسة:
/>لن ننسى ما قدّمه عبدالعزيز السريع، للثقافة وللمسرح في الكويت.