رسالتان لسموك
حصلت على موعد مع رئيس وزراء سابق، وذلك لوجود بعض المشاكل الإدارية مع وزارة التجارة والصناعة ذاك الوقت، وتزامن وقته مع وجود تذمر شعبي من ارتفاع أسعار الأسماك، خصوصاً الزبيدي وكذلك أسعار المواد الغذائية بشكل عام.
حضرت في الوقت المحدد للموعد، وبعد السلام على سمو رئيس الوزراء السابق وتبادل الأحاديث، شرحت له المشكلة ووعد بتداول الأمر مع الوزير المختص.
قلت لسموه: لماذا لا تنزل للشارع الناس يتذمرون من ارتفاع الأسعار، إن مشاركتك معهم تعني لهم الكثير، أمر ضروري أن يراك الناس وتشاركهم همومهم، إنت عازل نفسك عنهم.
قال لي: إنت تعرف لماذا أنا عازل نفسي، أنا لما صرحت أني سأدير مجلس الوزراء بالطريقة الفلانية، تحرك «المحبون» لي وبدأوا في توصيل رسائل بأنه يرغب بالظهور الإعلامي على حساب القيادة السياسية وعلمت بأن الأمر وصل وأُخذ بشكل سلبي، (تم تلطيف إجابة سموه من قبلي لأن الكلام الذي قيل لا يمكن نشره).
تذكرت هذه الحادثة وأنا أقرأ ردود فعل مجموعة من السياسيين للزيارة التي قمت بها سموك إلى منطقة الجهراء وكيف أنهم جعلوا من هذه الزيارة باباً للغمز واللمز والتشهير في سموك.
سمو الرئيس، هم يعلمون، بل على يقين، بأن استمرار هذه الزيارات تعني تواصل سموك مع الشعب ومشاكله وحل المشاكل التي تعاني منها الإدارة الحكومية ورفع مستوى الخدمات التي تقدم للشعب، هذه أمور هم يتكسبون بها «كمحبين» فإن ظل الأمر على حاله السيئ فهذا مكسب لهم واستمرار لوجودهم. وإن حس الناس أن هناك إصلاحاً أصبحوا بلا عمل ولن يجدوا قناة لبث «حبهم» لسموك.
سمو الرئيس، إن استمرار الجولات أمر محبب للشعب ورغبة من الشعب فلا توقفها، كما نتمنى على سموك أن تكون لهذه الزيارات، إن وجدت، تقصيراً المحاسبة والمطالبة بالإصلاح لتفادي التقصير في المؤسسات الحكومية فيها.
دعني أدعو سموك لزيارة منطقة المستقبل (المنطقة الحرة سابقاً) التي صدر فيها قرار مجلس الوزراء في 1 أغسطس 2020 وقرار المجلس البلدي بتاريخ 27 مايو 2021 لضمها إلى هيئة الصناعة وإعادة تأهيل المنطقة وتزويدها بالخدمات.
أدعو سموك لزيارة المنطقة وأنت في سيارتك لمدة نصف ساعة فقط، وبعدها تسأل وزراءك المختصين في الخدمات الأساسية ماذا تم في شأن قرار مجلس الوزراء؟ ماذا تم في الشوارع؟ ماذا تم في المجاري؟ ماذا تم في الكهرباء والماء؟ ماذا تم في البلدية؟
ستجد الإجابة كلها متشابهة أنه تم إجراء اللازم، ولكن لا توجد ميزانية أو المسؤول عن الموضوع تمت إحالته إلى التقاعد المبكر. فقط الهيئة العامة للصناعة ستجد أن ردها استلمت المنطقة وسلامتك.
والغريب سموك، أن وزراءك المختصين في الاقتصاد والاستثمار والتنمية، دائماً يؤكدون على دعم الاستثمار المحلي والقطاع الخاص. قل لهم سموك كيف هذا الدعم؟
سموك، استمِر في الزيارات ولا تترك شعبك بسبب أصوات تريد كسر عزومك من كثر «حبها» لسموك.
الرسالة الثانية
يقول المرحوم خالد سليمان العدساني رحمه الله في مذكراته عندما كان سكرتير المجلس التشريعي الأول والثاني: عُرف المرحوم الشيخ أحمد الجابر (جدكم الذي سميت باسمه) برحابة الصدر وسعة الحلم والنفس الطويل والصبر على المكاره والشدائد وانتهاج سياسة الحكمة والتعقل. ولا أذكر إبان حكمه من كان يخشى الظلم أو يتهيب السطوة لأنه رحمه الله بمنأى عن الاستبداد والظلم.
في عهده تم افتتاح المدرسة الأحمدية والمكتبة الأهلية والنادي الأدبي. تلك هي النواة الأولى لليقظة الفكرية والوطنية في الكويت.
هذا رأي رجال «سنة المجلس 1938» في جدكم رحمه الله مع ما أصابهم من قتل وسجن وتهجير لكن قول كلمة الحق في جدكم كانت لزاماً عليهم لأنهم رجال دولة شرفاء في الخصومة.
ويضيف العدساني في فقرة أخرى عن جدكم رحمه الله: «كان مستسلماً لما تقوله حاشيته» وهنا يقصد مساعديه ومستشاريه.
سمو الرئيس، هل من باب الصدفة أن يتم نشر قضيتين تتعلقان بالحريات الفكرية والشخصية؟ مشروع قانون الإعلام ومناقصة هيئة الاتصالات، والغريب أن الوزيرين المختصين ينفيان علمهما بالأمر ويوقفان المشروعين لما فيهما من انتهاكات للحريات الفكرية والشخصية.
واضح سموك أن اختيار القيادات الجديدة في الوزارات والمؤسسات الحكومية لم تكن كما صُور لكم بأنهم معنا ومَن تم ترحيلهم كانوا علينا!
سموك، يجب أن تكون هناك قناعة لدى الوزراء أن رأيك بالحريات المتعلقة بالمواطن الكويتي خط أحمر يجب ألا يتم تجاوزه وليعملوا على هذا الأساس.
إن«محبيك» كثر، فهم لم يجدوا ما يفرح قلبهم في ذمتك المالية، ذهبوا للصيد في أماكن أخرى (حريات المواطن). وهذا يعني «إن وراء الأكمة ما وراءها».
إن تصريحاً من سموك في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، توضح لهم رأيك بصراحة ووضوح من الحريات الشخصية والحريات الفكرية وأن هذا هو نهج الحكم ومستمر عليه ولا تستمع لمن يريد أن يقطع حبل المودة بينك وبين المواطنين ولا تترك باباً «للمحبين» للطعن والتشهير.
وعلى الخير نلتقي،،،