أعلن مقاتلو العشائر العربية سيطرتهم على قرية زنقل في محيط مدينة منبج بريف حلب الشرقي، أمس، بعد مواجهات مع «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، التي أكدت «انتهاء العمليات العسكرية» في بلدة ذيبان.
وأوضحت مصادر محلية لقناة «الجزيرة»، أن مقاتلي العشائر دفعوا بتعزيزات عسكرية إلى خطوط المواجهات في ريف منبج.
كما قالت مصادر في المعارضة المسلحة إن مدفعية استهدفت مواقع عسكرية لـ «قسد» في تل رفعت شمال حلب، وأخرى في محيط عين عيسى - ريف الرقة.
في المقابل، أفاد الناطق باسم «قسد» فرهاد شامي «فرانس برس»، أمس، «بانتهاء العمليات العسكرية في ذيبان والبدء في تفتيش المنازل والأحياء بحثاً عن مسلحين مختبئين».
وأضاف أن «قسد» تبحث عن «مجموعات مسلحة قادمة من الضفة الغربية لنهر الفرات».
ويقطع نهر الفرات محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وهي ذات غالبية عربية وتوجد فيها عشرات العشائر العربية. وتتقاسم السيطرة عليها «قسد» على الضفة الشرقية للفرات، وقوات النظام السوري التي تساندها فصائل موالية لطهران على الضفة الغربية.
واندلعت الأسبوع الماضي اشتباكات في بضع القرى في ريف محافظة دير الزور الشرقي بعد عزل «قسد»، قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها أحمد الخبيل، متهمة إياه بالفساد.
ودفع ذلك مقاتلين عرب محليين إلى تنفيذ هجمات سرعان ما تطوّرت إلى اشتباكات مع «قسد» التي أعلنت حظراً للتجول في المنطقة يومي السبت والأحد. وأعلنت هذه القوات حسم الوضع في معظم القرى، واستقدمت قوات الى ذيبان الثلاثاء.
وأسفرت المواجهات عن مقتل 90 شخصاً غالبيتهم من المقاتلين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
إلى ذلك، خرجت تظاهرات أمس، في ريف دير الزور الشرقي، مطالبة بضرورة تحقيق الإدارة الذاتية لمناطقهم العربية في ظل تنسيق مع التحالف الدولي.
وأكد المتظاهرون دعمهم للحراك المسلح الذي يقوده شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل ضد سيطرة «قسد».
تركياً، قال وزير الخارجية هاكان فيدان، إن النزاعات في شرق سورية «هي البداية فقط»، محذراً «من تداعيات أكثر خطورة».
وأضاف فيدان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الجوار والتوسع أولفر فارهيلي: «يجب التوقف عن تصوير تنظيم وحدات حماية الشعب على أنه قوة شرعية، وإلا فإن الاشتباكات التي نراها في دير الزور السورية هي مجرد بداية».
وتابع مخاطباً الولايات المتحدة: «ينبغي إنهاء سياسة القمع خصوصاً ضد العرب في سورية من قبل تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي»، مشيراً إلى أن الوحدات المدعومة من الولايات المتحدة «غزت الأراضي العربية وأخضعتها».
وفي نيويورك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، عن قلقه من تصاعد الأعمال المسلحة، ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس لمنع المزيد من التصعيد في المنطقة.