أكد الرئيس فلاديمير بوتين، مجدداً، أمس، أنه مستعد لإحياء اتفاقية الحبوب في حال أزال الغرب العراقيل التي تمنع وصول المنتجات الزراعية الروسية إلى الأسواق العالمية، بينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه يمكن قريباً إحياء اتفاق حبوب البحر الأسود، لافتاً إلى أن أوكرانيا بحاجة إلى تخفيف موقفها التفاوضي.
وأعلن بوتين، خلال مؤتمر صحافي مع أردوغان، الذي يحاول إحياء الاتفاق الأصلي، «سنفعل ذلك بمجرد تطبيق جميع الاتفاقات التي يتضمنها في ما يتعلق برفع القيود المفروضة على تصدير المنتجات الزراعية الروسية».
وتؤكد روسيا أن العقوبات الغربية تعرقل تصدير منتجاتها الزراعية والأسمدة إلى الأسواق العالمية.
واتهم بوتين الغرب بـ «خداع» روسيا. وأعرب عن أسفه قائلاً:«مرة أخرى لم يفعلوا شيئاً» في شأن مطالب موسكو.
وتهدف اتفاقية الحبوب التي تم التفاوض عليها برعاية أنقرة والأمم المتحدة في صيف 2022، إلى السماح بتصدير الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود.
ولفت بوتين، إلى أن روسيا قريبة من الانتهاء من عقود تتيح نقل مليون طن من الحبوب إلى 6 دول أفريقية.
وقال «نحن على وشك إبرام اتفاقات مع ست دول أفريقية نعتزم إمدادها بالحبوب مجاناً في الأسابيع المقبلة».
وأضاف أن «مبادرة البحر الأسود ليست بديلاً للمسار التركي - القطري في شأن إيصال الحبوب للدول المحتاجة، بل هي آلية إضافية».
وشدد بوتين على أن «ممرات الحبوب يجب ألا تُستخدم لأغراض عسكرية».
وأضاف أن خطوط أنابيب الغاز الروسية إلى تركيا «تتعرض لهجوم مستمر».
وأعلن أن روسيا «ستكون دوماً الشريك الأكبر والأكثر مسؤولية بجانب تركيا، حول ما يخص الغاز الطبيعي».
من جانبه، قال أردوغان، بعد أول اجتماع له مع بوتين منذ العام 2022 في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود «من وجهة نظر تركيا، نرى أننا سنتوصل إلى حل يلبي التوقعات خلال فترة قصيرة».
وأَضاف أن الجميع يعلمون تطلعات روسيا جيداً وأنه يجب التخلص من أوجه القصور في الاتفاق، مضيفاً أن تركيا والأمم المتحدة عملتا على حزمة جديدة من الاقتراحات لتهدئة المخاوف الروسية.
وأضاف أن من الضروري إيجاد حُزمة جديدة للاتفاق عليها مع الجانب الروسي والأمم المتحدة، مشيراً إلى أن المقترحات البديلة المطروحة لمبادرة الحبوب، «لم تقدم نموذجاً مستداماً وآمناً».
وأكد ضرورة قيام أوكرانيا بتخفيف حدة نهجها ليصبح بالإمكان اتخاذ خطوات مشتركة مع روسيا في شأن المبادرة. ونادى بضرورة إرسال المزيد من الحبوب إلى أفريقيا بدلاً من الدول الأوروبية.
وأشار أردوغان إلى أن دولة قطر تقدم بالفعل مساعدات مالية وتمويلاً بشكل خاص لنقل السفن للدول الأفريقية.
ميدانياً، أكد بوتين، أن ما يواجهه «الهجوم الأوكراني المضاد»، ليس تباطؤاً موقتاً، بل فشل ذريع وكامل، معرباً عن أمله في أن تبوء محاولات شن هجوم آخر بالفشل أيضاً.
وقال «إنه فشل. في أي حال، ذلك هو الوضع اليوم بالضبط»، مضيفاً «سنرى ما سيحصل لاحقاً، لكنني آمل أن يبقى الأمر على هذا النحو».
وعلى هامش لقاء بوتين وأردوغان، بحث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع نظيره التركي يشار غولر في «اتفاق الحبوب والعمل المشترك في سورية».