أسقط «حزب الله» بمواقف متزامنة لقادةٍ ونواب فيه كل ما حاول لبنان الرسمي التعمية عليه من أبعاد بارزة انطوى عليها قرار التمديد لقوة «اليونيفيل» في مجلس الأمن والذي كرّس حرية حركتها «من دون إذن مسبق» وحقّها بالقيام بـ «دوريات معلَنة وغير معلَنة» في منطقة عملياتها (جنوب الليطاني) في «أرض القرار 1701».
وبعدما أشاعت مواقف رسمية مناخاً بـ «إنجازٍ تَحَقَّقَ» عبر إدراج «التنسيق مع الحكومة» في قرار التمديد، الذي بدا وكأنه صيغ «بلغة الفصل السابع» كما أوحت مندوبة لبنان جان مراد، شنّ «حزب الله» هجوماً «متعدد المحور» على مجلس الأمن والقرار «الذي شكّل إمعاناً في امتهان الكرامة الوطنية والسيادة»، وعلى لبنان الرسمي على خلفية أدائه بملاقاة جلسة التمديد ومفاوضاتها الشاقة، وهو ما اعتُبر بمثابة «إشارةٍ» ومناخ سيظلّل عمل «اليونيفيل» في «بيئةٍ غير صديقة» في منطقة عملياتها التي يطغى فيها نفوذ الحزب.
فرئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد قال أمس: «بالنسبة للسياسات الغربية عندما يصِل الأمر إلى ما يمسّ الإسرائيلي يتخلّى الغربيون عن كلّ ادعاءاتهم وكلّ قِيَمهم والتزاماتهم وكلّ وعودهم لنا ويَعمدون إلى تنفيذ ما يحقّق مصلحة الإسرائيلي، وذلك ما لاحظناه أثناء التصويت على قرار التمديد لـ اليونيفيل».
وتَعَجَّبَ من مواقف الدول «التي كانت تَفترض أن لبنان له الحقّ في أن تتعهد اليونيفيل بالتنسيق في حركتها مع حكومته وجيشه، إلّا أنها بسحر ساحر وانقلابٍ في ليل مظلم تَبَدَّلَ موقفها، وحتى الذي كان يؤيّد التعديل أصبح ضدّ التعديل، لأنّ الوضع الإسرائيلي الآن مفتّت ومترهّل ويريدون أن يُحصّنوا الإسرائيلي بمزيد من قوة الحماية بالقرارات الدولية حتى يحفظوا له شيئاً من التوازن في مواجهة مَن يقف له بالمرصاد».
بدوره، أعلن عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «مجلس الأمن فضح نفسه مجدداً وانحاز للعدو الإسرائيلي وهذا ليس مفاجئاً، ورَفَضَ أن يسمي احتلال العدو للغجر الشمالي بأنه احتلال بل قال تَواجُد إسرائيلي. كلمتنا واحدة هي أن القرارات الدولية التي يراد منها تحقيق ما عجز عنه العدو في العام 2006 لن يكون لها أي أثر على معادلات الواقع في أرض الجنوب».
وأضاف: «من الممكن للعدو الإسرائيلي أن يمرّر القرارات التي يشاء في مجلس الأمن، لكنه سيبقى عاجزاً عن تحقيق أي أهداف على أرض الجنوب. بالأمس القريب كان مجلس الأمن الدولي منهمكاً بخيمة حزب الله وعلى مدى أيام يبحثون في هذه الخيمة وعواصم الدول الكبرى منشغلة أيضاً بخيمة المقاومة التي باتت عنواناً صارخاً لعجز العدو. إسرائيل العاجزة أمام خيمة تستعين وتستقوي بقرارات دولية علها تعوّض هذا العجز».
أما النائب حسن فضل الله فصوّب على لبنان الرسمي، وقال «خلال نقاشات مجلس الأمن رأينا بعض السلوك السياسي الداخلي على مستوى المرجعية الرسمية المعنية، وعلى مستوى الأداء في الأمم المتحدة، وسمعنا شيئاً في الإعلام، ولكن في الأداء كان الموضوع مختلفاً. ونحن الآن لسنا في صدد فتح سجال إعلامي، لأن المقاومة وأهلها يعرفون كيف يبنون القدرات وعناصر القوة، وكيف يمنعون أي مساس بهم».