من الجهراء أتى إلى المسجد الكبير مزداناً بصوته العذب قبل 28 عاماً، وحاملاً ابتسامته العريضة التي لم تفارقه إلى أن أذن له الله بالرحيل.
غادر القارئ الشيخ خالد غريب السعيدي إمام مسجد أبوبكر الصديق في منطقة سعد العبدالله دنيانا، مخلفاً وراءه حزناً خيّم على الجهراء وأهلها وامتد لربوع الكويت، بعد أن شنف أذان المصلين في المسجد الكبير لسنوات بتلاوات رمضانية ما زال الكثيرون يستمتعون بها.
وكان السعيدي أمّ المصلين في صلاة العشاء، مساء أمس، في مسجد أبوبكر الصديق، قبل أن يجلس في مكتبة المسجد، ويشعر بالتعب وينقل إلى المستشفى، حيث فارق الحياة.
لم يحل المرض بين الراحل أبو ضاري ومساعيه لتقديم المساعدات للمحتاجين داخل وخارج الكويت، فكان يحرص على أن يتأكد بنفسه بأنها تصل للمستحقين.
اشتهر السعيدي بأنه كان دائم الحث على التفاؤل وانشراح الصدر، فضلاً عن كونه كان محبوباً من الكبار والصغار الذين تهافتوا على صلاة التهجد خلفه في المسجد الكبير في رمضان لأكثر من عقدين بدأها في العام 1995.
ونعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الراحل.
ونقل المتحدث الرسمي للوزارة سلمان الكندري في تصريح صحافي تعازي ومواساة وزير الإعلام وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عبدالرحمن المطيري لأسرة الفقيد وللشعب الكويتي سائلاً المولى عز وجل أن يسكنه أعالي الجنان.
وقال الكندري إن الفقيد يعتبر من الرموز البارزة في قراءة القرآن الكريم في الكويت وفي العالم الإسلامي قراءة وترتيلاً بصوت عذب لامس قلوب المصلين في مسجد الدولة الكبير وعدد من المساجد في البلاد، علاوة على دروسه ومواعظه المؤثرة، داعياً الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم أسرته وذويه الصبر والسلوان.
كما نعاه عدد كبير من الدعاة والمحبين بعد أن خلّف رحيله حزناً في قلوبهم، وفي هذا الصدد قال الداعية الدكتور محمد ضاوي العصيمي «نعمة الشهرة هذه.. لم تكن شهرته في قبائح الأمور وسفاسف الأشياء وتوافه الكلمات، بل كانت مع القرآن الكريم تلاوة وإمامة، فكانت النتيجة أن قيض الله ألسنة داعية وأعيناً باكية وثناء من شهداء الله في الأرض لا يتوقف».
ووصف القارئ مشاري راشد العفاسي الراحل بأنه «أحد رموز القراءة والعمل الخيري، الذي كان يتضرّع إلى الله بالدعاء للمسلمين فتخشع معه القلوب فلا تنسوه بالدعاء».
السعيدي... أربعٌ وأربع
كان الراحل كثيراً ما يردد مقولة «أربعة أشياء تزيد وضاءة الوجه وبهجته التقوى والوفاء والكرم والمروءة، وأربعة أشياء تهدم البدن الهم والحزن والجوع والسهر».