أعلنت أوكرانيا، أن وحدات من قواتها الخاصة شنّت عملية عسكرية نوعية في شبه جزيرة القرم، مؤكدة أنها أدت إلى مقتل جنود روس ورفع خلالها العلم الأوكراني.

وتشكّل العملية في شبه الجزيرة التي تعتبرها موسكو حصناً منيعاً، نجاحاً رمزياً لأوكرانيا في عيد استقلالها.

وافاد جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية عبر «تلغرام»، أمس، «تكبّد العدوّ خسائر بشرية ومادية ورفرف العلم الوطني مجدداً فوق القرم الأوكرانية».

ولم يحدد هذه الوحدات من القوات الخاصة، مكتفياً بالقول إنها قدمت من البحر وأنزلت قرب بلدتي أولينيفكا وماياك في غرب القرم.

وأكد الجهاز، الذي لا يعلّق دائماً بشكل علني على العمليات التي تنفّذ على أراض محتلّة، أنّه «تم إحراز كل الأهداف والمهام وفي نهاية العملية الخاصة غادر المدافعون الأوكرانيون الموقع من دون خسائر».

وكانت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أعلنت الأربعاء تدمير نظام مضادات جوية في المنطقة ذاتها.

وأعلنت كييف عزمها تحرير كل الأراضي التي احتلتها روسيا منذ بدء الغزو في فبراير 2022 وشبه جزيرة القرم.

ويتزامن الإعلان عن هذه العملية مع احتفال أوكرانيا بعيد الاستقلال.

وزار الرئيس فولوديمير زيلينسكي مع زوجته أولينا كاتدرائية القديسة صوفيا في وسط مدينة كييف. ووضع إكليلا من الزهور أمام جدار تذكاري يحمل صور الجنود الذين قتلوا على الجبهة في هذا الحيّ التاريخي من العاصمة.

وقال في رسالة عبر «تلغرام»، «لقد كرمنا مع أولينا ذكرى» المقاتلين الذين سقطوا دفاعًا عن بلدنا.

وأضاف «نتذكر كل الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والاستقلال، ومن أجل المستقبل الحر لأوكرانيا»، داعياً الأوكرانيين إلى عدم فقدان «الثقة في هذه الأوقات الصعبة».

وأتى عيد الاستقلال الأوكراني هذا العام، فيما تشنّ كييف هجوماً مضاداً تواجه فيه صعوبات منذ يونيو في محاولة لتحرير الأراضي التي احتلتها روسيا والتي تشكل 20 في المئة تقريباً من مساحة أوكرانيا.

وحيا زيلينسكي في بيان «الشعب الأوكراني الحر» بمناسبة عيد الاستقلال.

وقال «الشعب العظيم في أوكرانيا العظيمة يحتفي بيوم عظيم: عيد الاستقلال! عيد شعب حر، عيد الأشداء، عيد أصحاب الكرامة».

وكان السكّان يتجوّلون في شارع خريشتتشاتيك، الشريان الرئيسي في كييف، منهم من يلتقط صوراً مع الدبابات الروسية المعروضة، ومنهم من يرتدي قمصان «فيشيفانكا» الشهيرة، وهي عبارة عن قماش أبيض خفيف يتميز بتطريزاته الدقيقة، وتعتبر الزيّ الشعبي التقليدي للشعب الأوكراني.

وعلى بعد مئات الكيلومترات من العاصمة وأجوائها الاحتفالية، يدور القتال في وسط شرق أوكرانيا حيث أسفرت ضربة صاروخية روسية ليلية في دنيبرو عن إصابة ما لا يقل عن عشرة أشخاص، من بينهم ثلاثة يعالجون في المستشفى، بحسب ما أعلن حاكم منطقة دنيبرو بيتروفسك سيرغي ليساك.

وتضررت مبانٍ عدة على ما أفاد الحاكم بينها مبنيان سكنيان ومصرف ومحطة وقود وفندق.

وإلى الجنوب، في منطقة خيرسون أصيبت فتاة تبلغ سبع سنوات «في الظهر والذراعين والقدمين في ضربة» صاروخية «على وسط المدينة»، بحسب ما أفاد حاكم المنطقة أولكسندر بروكودين.

واستعاد الجيش الأوكراني سيطرته على خيرسون في نوفمبر إلّا أنها لا تزال تتعرض لقصف متواصل من الجيش الروسي.

وأمس، نددت شركة «دتيك»، أكبر شركة خاصة في قطاع الطاقة في أوكرانيا بالقصف الروسي على إحدى محطات الطاقة الحرارية التابعة لها.

وأوضحت أن هذه المحطة «تعرضت لهجمات متكررة» من الجيش الروسي.

وكانت موسكو استهدفت البنية التحتية للطاقة الأوكرانية بمجموعة من الضربات المتكررة خلال الشتاء الماضي لإغراقها في العتمة والبرد.

وعلى الصعيد الديبلوماسي، تعتزم النروج تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز «إف - 16»، على ما أفادت ثلاث وسائل إعلام نروجية أمس، من دون ذكر أي مصادر، ما سيجعل منها ثالث بلد يتعهد بتزويد كييف مثل هذه الطائرات الأميركية الصنع، بعد هولندا والدنمارك.

ولم ترد أي معلومات حول عدد الطائرات وتاريخ تسليمها لأوكرانيا.

حبوب أوكرانية «مسروقة»

وفي بيروت، أفادت السفارة الأوكرانية ومذكرة ديبلوماسية اطلعت عليها «رويترز»، بأن مسؤولين أوكرانيين طلبوا من لبنان، أمس، منع سفينة شحن مملوكة لسورية تحمل حبوباً أوكرانية «مسروقة» من الرسو في مرفأ طرابلس.

وذكرت البعثة الأوكرانية في تعليقات لـ «رويترز»، أن السفينة «فينيقيا» تنقل ستة آلاف طن متري من الذرة، تعتبرها البعثة مسروقة، من ميناء سيفاستوبول المطل على البحر الأسود.

كما جاء في المذكرة المرسلة إلى وزارات النقل والمالية والاقتصاد وإلى إدارة الجمارك في لبنان، أن الذرة «سُرقت من وحدات التخزين في مناطق زابوريجيا وميكولايف وخيرسون».

وأضافت أن السفينة «تنتهك القانون الدولي» وعبرت عن أملها في «ألا يسمح (لبنان) بدخول سفينة الشحن فينيقيا المذكورة آنفاً إلى المرافئ اللبنانية لبيع الحبوب الأوكرانية المسروقة».

وقال وزير الاقتصاد اللبناني إنه لم يتلق مذكرة رسمية، لكن السفارة أرسلت إخطارات مشابهة في ما سبق.

وكانت موسكو نفت من قبل سرقة حبوب أوكرانية.

وأفاد موقع «مارين ترافيك» لتتبع حركة السفن ومصدر في مرفأ طرابلس بأن السفينة لم ترس بعد في المرفأ.