فيما أكدت وزارة الدفاع أن البحرية الكويتية في مرحلة تعزيز قدراتها، حيث إن تطوير معداتها وآلياتها مطلوب لتعزيز أمن واستقرار الخليج، أشارت إلى أن ثمة تمرينات مشتركة مع البحرية الهندية لتبادل الخبرات بين البلدين.
واعتبر وكيل وزارة الدفاع الدكتورعبدالله مشعل الصباح، أن زيارة المدمرة الحربية الهندية Visakhapatnam للكويت، تجسد عمق علاقات البلدين التي تمتد لعقود طويلة، متطلعاً إلى تطوير العلاقات البحرية والدفاعية مستقبلاً بينهما.
وقال في تصريح على هامش مشاركته في حفل الاستقبال على ظهر المدمرة الهندية أول من أمس، إن زيارة المدمرة اختتمت بتدريبات عسكرية بحرية، لافتاً الى أن هناك بعض الترتيبات يتم الإعداد لها لتبادل الخبرات والتمرينات المشتركة مستقبلاً بين البلدين.
اتفاقيات تنظم التعاون
بدوره، تحدث ممثل قائد القوة البحرية العميد بحري صلاح الصلال، عن وجود تدريبات وتمارين مشتركة عدة بين بحريتي البلدين، إضافة إلى اتفاقيات عدة تنظم آلية التعاون وتعززها، لافتاً إلى أن البحرية الكويت دائماً ما تطلب دورات تخصص من الهند.
وأكد أن تطوير معدات وآليات البحرية الكويتية مطلوب، لتعزيز الأمن والاستقرار في الخليج العربي وخليج عمان، مشيراً الى أن البحرية الكويتية في مرحلة تعزيز قدراتها، وهناك عروض عسكرية مستمرة من الهند بهذا الشأن، التي لديها صناعات في هذا المجال، والمدمرة Visakhapatnam صناعة هندية بالكامل.
وعما إذا كانت هناك صفقات بحرية بين الجانبين، قال «هناك عدة صفقات، ولكن لم يحدث شراء معدات بحرية، ونحن مقبلون على هذا التوجه من الهند».
حليفان وشريكان
بدوره، قال السفير الهندي لدى البلاد الدكتور آدارش سوايكا، إن المدمرة البحرية الهندية، تعتبر الناقل الرئيسي للأسطول الغربي الذي تم بناؤه في الهند، والذي سمي على اسم مدينة تاريخية وقاعدة بحرية على الساحل الشرقي للهند، معرباً عن فخره لرؤية هذه السفينة البحرية الهندية المهيبة راسية في الكويت.
وأضاف في كلمته خلال الحفل أن وجود قائد الأسطول الغربي الهندي على متن السفينة، يظهر الأهمية التي نوليها للعلاقات الدفاعية المتنامية بين الهند الكويت.
وأشار إلى أن «المراكب الشراعية والسفن من الناحية التاريخية كانت هي المحرك الرئيسي للعلاقات القوية والمكثفة بين بلدينا. فلم يكتفِ أصدقاؤنا الكويتيون في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بالذهاب إلى الهند على متن المراكب الشراعية والقوارب التي تحمل الخيول العربية واللؤلؤ والتمر، وعادوا بالمنسوجات والأخشاب والتوابل وما إلى ذلك، بل وضعوا الأساس لعلاقاتنا الثنائية القوية».
وتابع أن أكثر ما يمكن أن يكون إثارة للمشاعر، حقيقة أن الروبية الهندية كانت العملة القانونية في الكويت لأكثر من قرن حتى عام 1961، لذلك لن يكون من المبالغة القول إن الهند والكويت حليفتان طبيعيتان وشريكتان حقيقيتان.
وذكر أن التعاون الدفاعي بين البلدين يشكل عنصراً مهما في رؤيتنا الاستراتيجية المشتركة للمنطقة، وشهدت المشاركات الدفاعية الثنائية تحسناً ملحوظاً في الماضي القريب.
أمن البحار
من جانبه، أكد قائد المدمرة الأدميرال فينيت إس مكارثي، أن INS Visakhapatnam، تعد أحدث السفن الهندية الحربية، وهي تعمل ضمن الأسطول الغربي الهندي، لافتاً الى أن زيارتها الأولى للكويت جاءت للاحتفال بعقود طويلة من علاقات الصداقة المتطورة بين البلدين، مبيناً أن سفن الأسطول زارت الكويت في عام 2021، معرباً عن شكره لما قدمته الحكومة الكويتية من مساعدة ودعم لبلاده خلال جائحة كورونا وامدادها بكميات كبيرة باسطوانات الأكسجين السائل والتي نقلتها سفن الأسطول.
وأضاف «نحن مهتمون بأمن البحار وتعزيز علاقاتنا مع الكويت، وهذه الزيارة لتحقيق هذا الهدف»، حيث لمسنا التفاهم المشترك بين الجانبين في شتى النواحي».
400 رجل... وامرأة
يتكون طاقم المدمرة Visakhapatnam من نحو 400 رجل وامراة واحدة فقط، هي طبيبة السفينة.
وشاح «كمر بند»
يعتبر الوشاح الرجالي للبطن والذي يطلق عليه «كمر بند» أحد ما يميز لبس ضباط البحرية الهندية، حيث يرتدي كل منهم وشاحاً لونه أسود فوق لباسه العسكري في منطقة البطن.
خيمة مكيّفة
أقامت السفارة الهندية خيمة مكيفة لاستقبال الضيوف الزائرين للسفينة الحربية Visakhapatnam، والتي جرى داخلها بعض العروض الفنية الهندية التي نالت استحسان الحضور الديبلوماسي الكبير.
البحرية الهندية في المنطقة
أشار السفير الهندي إلى نشر قطع هندية بشكل متزايد في الآونة الأخيرة لمعالجة الشواغر البحرية للمنطقة. كما شاركت البحرية الهندية في مساعدة بلدان في المنطقة بالمسح الهيدروغرافي والبحث والإنقاذ وغيرها من أنشطة بناء القدرات وتعزيز القدرات.