أكّد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أنّه لن يُشارك في مناظرات الانتخابات التمهيديّة للحزب الجمهوري التي تبدأ الأربعاء، معتبراً أنّ الأميركيّين يعرفونه جيّداً وأنّه ليست هناك حاجة إلى مواجهة علنيّة مع أيّ من منافسيه في السباق إلى البيت الأبيض.

لكن مرشحي الحزب الجمهوري يستعدون لسيناريوهين مختلفين، هما غياب ترامب فعلياً، وحضوره المفاجئ للمناظرة، وذلك يجعل المناظرة الأولى الأكثر غرابة في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، وهو حدث يُعتبر البداية غير الرسمية لحملة الخريف، ويمكن أن يجتذب عشرات الملايين من المشاهدين، ويمثل المرة الأولى التي يراقب فيها العديد من الناخبين المرشحين المحتملين عن كثب.

وقال مستشارو العديد من الحملات، إن استعداداتهم للمناظرات تضمنت سيناريوهين مختلفين، وهما كيفية التعامل مع الظهور المفاجئ إذا غير ترامب رأيه، وكيفية الاستفادة من غيابه، إذا لم يفعل ذلك.

وأشاد ترامب في رسالة على منصّته «تروث سوشيال»، الأحد، بما وصفه بأنّه سجلّ ناجح جداً حققه عندما شغل منصب الرئيس، كاتباً بأحرف كبيرة «لذلك فأنا لن أشارك في المناظرات!».

وأضاف «الجمهور يعرف من أنا وما هي الولاية الرئاسيّة الناجحة التي شَغَلتُها، مع استقلاليّة للطاقة، وحدود وجيش قويَّين، وتخفيضات ضريبيّة... هي الأكبر على الإطلاق، وعدم وجود تضخّم، واقتصاد هو الأقوى تاريخياً، وأكثر من ذلك بكثير. لذلك فأنا لن أشارك في المناظرات!».

وأشار ترامب في منشوره إلى أحدث استطلاع للرأي نُشر الأحد. ويُظهر الاستطلاع الذي أجرته شبكة «سي بي إس نيوز» أنّ 62 في المئة من المستطلعة آراؤهم سيُصوّتون له رغم توجيه أربع لوائح اتّهام إليه هذا العام، بما فيها اتّهامه بمحاولة تقويض الديموقراطيّة الأميركيّة عبر التخطيط لقلب نتائج انتخابات 2020 والبقاء في السلطة رغم خسارته أمام منافسه جو بايدن.

ويتقدّم ترامب بـ46 نقطة على أقرب منافسيه حاكم فلوريدا رون ديسانتيس (16 في المئة). وتعليقاً على ذلك، اعتبر ترامب أنّ ديسانتيس «ينهار مثل طائر مريض».

- مشاكل قضائيّة

قبل خمسة أشهر من بدء الانتخابات التمهيديّة التي سيجري خلالها اختيار المرشّح الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسيّة في العام 2024، يتمتّع ترامب بدعم من قاعدته هو الأقوى من أيّ وقت مضى. لكنّ مشاكله القضائيّة تُلقي بظلالها على محاولته العودة إلى البيت الأبيض.

ومن المقرّر إجراء المناظرة الجمهوريّة الأولى، الأربعاء في ميلووكي (شمال شرق).

والرئيس السابق البالغ من العمر 77 عاماً والذي نادراً ما لا يتصدّر عناوين الأخبار، سبق له أن قال صراحة إنّه يفكّر في التغيّب عن مناظرة ميلووكي، مبرّراً توجّهه هذا بعدم رغبته في تقاسم الأضواء مع مرشّحين لا يتمتّعون بشعبيّة حقيقيّة.

وتأهّل إلى المناظرة سبعة مرشّحين، هم حاكما ولايتَي فلوريدا ديسانتيس وداكوتا الشماليّة داغ بورغوم، ونائب الرئيس السابق مايك بنس، والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، والسناتور عن ولاية كارولينا الجنوبيّة تيم سكوت، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي والحاكم السابق لولاية نيوجرسي كريس كريستي.

ورغم تقدّمه القوي في استطلاعات الرأي، يخشى مقرّبون من الملياردير الجمهوري أن يستغلّ منافسوه غيابه لإطلاق ديناميكيّة ضدّه وتحقيق مكاسب على حسابه.

في هذا السياق، لفت مراقبون إلى أنّ ترامب خسر في 2016 ولاية آيوا أمام السناتور عن ولاية تكساس تيد كروز، بعد تغيّبه عن مناظرة.

وأبلغ الحزب الجمهوري المرشّحين بأنّه ينبغي، من أجل المشاركة في المناظرة، أن يتعهّدوا «احترام إرادة الناخبين في الانتخابات التمهيديّة» ودعم المرشّح النهائي، على الرّغم من أنّه ليس واضحاً حتّى الآن كيف يمكن تنفيذ تعهّد كهذا.

غير أنّ ترامب قال إنّه لن يوقّع أيّ تعهّد.

والجمعة، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ ترامب أبلغ مساعديه أنّه يخطّط للتغلّب على منافسيه عبر التغيّب عن المناظرة، والحلول بدلاً من ذلك ضيفاً وحيداً في مقابلة عبر الإنترنت يُجريها معه تاكر كارلسون. لكنّ فريق حملة المرشّح الجمهوري رفض تأكيد ذلك.