كنت وما زلت أنتظر بشغف الانتهاء من بناء وتشييد المطار الجديد، وكم تمنيّت لو تم تغييره ليكون في منطقة جديدة بعيدة عن المكان الحالي نظراً لكونه يقع بين المناطق السكنية وكي يتم توفير خدمات النقل السريع مثل القطار تحت الأرض كي يوصل المسافرين الى قلب العاصمة، وكذلك إلى بعض المناطق مثل الجهراء والأحمدي وهو أمر ليس صعباً وليس مستحيلاً لطالما أن أرض الكويت منبسطة وليس فيها جبال أو مناطق أثرية يجب مراعاتها إلا أن مطار الكويت تأخر كثيراً، ولم نسمع من المسؤولين إلا الإشادة والدعم على الجهد المبذول دون ذكر أن المشروع تأخر كثيراً، ولا توجد شفافية في تقديم المعلومات كي يعرف المواطن ماهية الموضوع.

ولطالما أن المطار لم ينته بعد فإن الكثير من الأمور نتمنى تطبيقها بعد الانتهاء من بناء المطار وتشغيله بصورة كاملة وفي مقدمتها خدمة الحركة التشكيلية في الكويت بعد أن ضعف الدعم السابق الذي لم يكن كافياً خصوصاً من قِبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إذ نتمنى أن يكون هناك معرض دائم تعرض خلاله الأعمال الفنية من رسم ونحت وخزف وخط عربي ولكن تبقى المسألة مرتبطة بآلية التطبيق على أرض الواقع، فقد مررنا بتجربة سيئة شبيهة بتلك الفكرة مثل «المرسم الحر».

نعم، نريد معرضاً دائماً للفن التشكيلي في الكويت يعرض تاريخ الحركة التشكيلية ونتمنى إعطاء الفرصة لكل الفنانين التشكيليين الكويتيين على اختلاف أجيالهم ومدارسهم الفنية بل إنني أطالب بتخصيص قاعة لعرض الفنانين الرواد الذين رحلوا عن الدنيا وبقيت أعمالهم خالدة في ذاكرة الفن الكويتي.

إن مثل تلك الفكرة طبّقها الكثير من الدول المتقدمة ليس في المطار وحسب بل في الكثير من المباني الحكومية ونطمح في الكويت إلى وجود معرض دائم شرط أن تكون هناك لجنة من قِبل متخصصين يعلمون أسرار اللوحة الفنية لأننا لا نريد من يرسم لهم أو يرسم لهن في هذا المعرض، ولا نريد من يسرق لوحة فنان تشكيلي إيراني أو من يرسم بطريقة «البروجكتر» مشاركاً وكذلك من يقوم بطبع اللوحة في أحد معامل التصوير الشهيرة، ولا نريد من يسرق فكرة نحت ما ثم يطبقها، ولا نريد من يكتب الخط مستخدماً الكمبيوتر أو من لديه ضعف في خلفية اللوحة المخصصة للخط فيحضر من يقوم بتنفيذها بدلاً منه ولعمري تلك معضلة ثقافية فنية كبرى كون المسؤولين لا يعلمون مثل تلك الأمور، فهي من أسرار شارع الثقافة والفن التشكيلي في الكويت لكنني وغيري على استعداد تام لتزويدهم بالأسماء.

وتتمدد الأمنيات ليشمل هذا المعرض الدائم نبذة مختصرة عن الفنان الذي تُعرض لوحته، ولا بأس بوجود شاشة تُعرض خلالها بعض اللوحات والمعارض الفنية السابقة مع إتاحة مجال لبيع اللوحات الفنية.

وتستمر الأمنيات لتصل الى ضرورة وجود محل كبير لبيع كتب وزارة الإعلام مثل مجلة العربي والكويت وسلسلة الثقافة العالمية وعالم المعرفة وغيرها من الإصدارات الأدبية وهي جزء مهم من القوة الناعمة للثقافة الكويتية التي وصلت الى الإنسان العربي بسلاسة وقد سمعت إشادة من قِبل الكثير من الإخوة العرب في المغرب العربي وفي مصر وسورية ولبنان والأردن عن مكانة تلك الإصدارات الثقافية.

ولعل رابطة الأدباء في الكويت لديها نفس الحاجة الى عرض إصداراتها مثل مجلة البيان وبعض الكتب القيمة وفي مقدمتها كتاب الدكتور خليفة الوقيان الذي يحمل عنوان «الثقافة في الكويت، بواكير- اتجاهات- ريادات» وهناك كتب قيّمة وكتب أقل إبداعاً وهذا أمر طبيعي.

همسة:

يمكن دفع عجلة الثقافة الكويتية بطرق عدة بعيداً عن الروتين