أعلنت أوكرانيا، أمس، مغادرة أول سفينة شحن ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود، عبر ممر ملاحي جديد، في وقت الحقت مسيرات روسية أضراراً بصوامع ومخازن للحبوب في ميناء ريني على نهر الدانوب، وهو طريق رئيسي تستخدمه كييف لتصدير المواد الغذائية خلال الحرب.

وقال الوزير المكلف شؤون البنى التحتية أولكسندر كوبراكوف، إن «حاملة الحاويات جوزيف شولت... غادرت ميناء أوديسا وتبحر عبر الممر الموقت الذي أنشئ للسفن المدنية».

وميناء أوديسا هو أحد الموانئ الثلاثة التي كانت ضمن اتفاق الحبوب.

ومنذ خروج روسيا من الاتفاق في يوليو الماضي، صعّدت هجماتها على البنى التحتية لميناء البحر الأسود والمرافق التي تستخدمها كييف لتصدير الحبوب عبر نهر الدانوب.

وأعلنت كييف، أمس، أن مسيّرات روسية ألحقت أضراراً بميناء على نهر الدانوب في منطقة أوديسا (جنوب)، في أحدث هجوم يستهدف هذه المنشآت منذ أوقفت موسكو العمل باتفاق الحبوب.

وقال الحاكم أوليه كايبر «هاجم إرهابيون روس منطقة أوديسا مرتين الليلة (قبل) الماضية بطائرات مسيرة... الهدف الرئيسي كان البنية التحتية للميناء ومخازن الحبوب جنوب المنطقة».

وأظهرت صور نشرها كايبر على «تلغرام»، الجدران المعدنية المدمرة لمنشآت تخزين الحبوب وأكوام الحبوب المتناثرة.

وأفاد مصدر في قطاع الشحن لـ «رويترز» باستئناف عمليات الشحن في الميناء بعد الهجوم.

من جانبه، أعلن سلاح الجو الأوكراني، انه أسقط 13 مسيّرة خلال ليل الثلاثاء - الأربعاء، في منطقتي أوديسا وميكولايف الجنوبيتين.

وأثار الحادث موجة غضب في رومانيا المجاورة، التي أصبحت الآن مركزاً رئيسياً لصادرات الحبوب الأوكرانية إلى الخارج منذ انهيار الاتفاق.

وقالت وزيرة الخارجية لومينيتا أودوبسكو على مواقع التواصل الاجتماعي «ندين بشدة الهجمات (الروسية) المستمرة على الأبرياء والبنى التحتية المدنية، بما فيها مخازن الحبوب في ميناءي ريني وإسماعيل».

وازداد احتمال شن هجوم روسي على سفن شحن في البحر الأسود منذ الأسبوع الماضي عندما أعلنت موسكو أنها أطلقت طلقات تحذيرية على سفينة شحن متجهة نحو إسماعيل.

وغادرت سفينة الشحن ميناء أوديسا، بعد ساعات من إعلان الجيش الأوكراني استعادة قرية أوروزخين الصغيرة في منطقة دونيتسك.

وقالت نائبة وزير الدفاع غانا ماليار «تم تحرير أوروزخين... الهجوم يتواصل».

وتابعت «المدافعون عنا يتحصنون على مشارفها».

وتعد أوروزخين التي كان عدد سكانها يقدر بنحو ألف نسمة قبل الحرب، ضمن مجموعة من القرى التي تعمل القوات الأوكرانية منذ أسابيع على استعادتها.

وستشير استعادة السيطرة على القرية إلى أن أوكرانيا تمضي قدماً في هجومها المضاد جنوباً باتجاه بحر أزوف، الذي تبعد عنه نحو 90 كيلومتراً.

وفي إشارة إلى صعوبة العمليات في ساحة القتال، تعد أوروزخين أول قرية تستعيد كييف السيطرة عليها منذ 27 يوليو، عندما سيطرت على ستارومايورسك المجاورة.

ومن شأن استعادة أوروزخين أن يقرب أوكرانيا من تهديد قرية ستاروملينيفكا، على بعد كيلومترات عدة إلى الجنوب، والتي يقول محللون عسكريون إنها بمثابة معقل روسي في المنطقة.

وتسيطر روسيا على ما يقرب من خُمس مساحة أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ومعظم منطقة لوغانسك ومساحات كبيرة من مناطق دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون.

من جانبه، أعلن حاكم دونيتسك بافلو كيريلنكو صباح أمس، مقتل أربعة أشخاص وإصابة سبعة آخرين في المنطقة بقصف روسي خلال الساعات الماضية.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، إن ثلاث مسيرات أسقطت في منطقة كالوغا جنوب موسكو.

وهذا الهجوم الجوي هو الخامس على الأقل هذا الشهر على منطقة كالوغا. وأكدت روسيا أنها أحبطت كل الهجمات.

كما أعلنت وزارة الدفاع إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم.

مسؤول أطلسي يقترح تخلّي أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا مقابل عضوية «الناتو»

اقترح مسؤول رفيع المستوى في حلف شمال الأطلسي، تخلّي أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا، مقابل عضويتها في «الناتو» وإنهاء الحرب، ما أثار رد فعل غاضباً من كييف، التي رأت أن أي اتفاق على التنازل عن الأرض مقابل العضوية «سيكافئ العدوان الروسي».

وقال ستيان ينسن، كبير موظفي الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، خلال زيارة للنرويج الثلاثاء، «في حين أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون مقبولاً لأوكرانيا، فإن أعضاء الناتو يناقشون كيفية إنهاء الحرب التي استمرت 18 شهراً».

وأضاف، وفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، «أعتقد أن الحل يمكن أن يكون أن تتخلى أوكرانيا عن الأراضي، وأن تحصل على عضوية الناتو في المقابل».

وأشار إلى أن المناقشات حول وضع أوكرانيا ما بعد الحرب، مستمرة في الدوائر الديبلوماسية.

وتابعت الصحيفة، أن جينسن حرص على التأكيد أنه كان ببساطة يطرح فكرة، وأن «الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر متى، وبشروط التفاوض التي تريدها»، ما يعكس موقف «الناتو» بأنه ينبغي عدم الاتفاق على تسوية سلمية من دون إشراك كييف.

وفي كييف، قال ميخايلو بودولاك، كبير مستشاري الرئيس فولوديمير زيلينسكي، متسائلاً «تجارة الأراضي بمظلة الناتو؟ إنه أمر مثير للسخرية. هذا يعني اختيار هزيمة الديموقراطية عمداً، وتشجيع مجرم عالمي (في إشارة إلى الرئيس فلاديمير بوتين) والحفاظ على النظام الروسي، وتدمير القانون الدولي ونقل الحرب إلى الأجيال الأخرى».

ورأى أنه «إذا لم يتكبد بوتين هزيمة ساحقة، ولم تتم معاقبة مجرمي الحرب، فإن الحرب ستعود بالتأكيد بشهية روسيا للمزيد».

ومساء الثلاثاء، أصدر«الناتو» بياناً توضيحياً، أكد فيه أنه سيواصل دعم أوكرانيا«ما دام ذلك ضرورياً». وأضاف«نحن ملتزمون بتحقيق سلام عادل ودائم».

الأمن الفيديرالي الروسي يُعلن مقتل 4 «مخربين» على الحدود

أعلن جهاز الأمن الفيديرالي الروسي، أنّه وقوات من وزارة الدفاع «أحبطا محاولة توغّل مجموعة استخباراتية ومخرّبين أوكرانيين في الأراضي الروسية».

وأكدّ في بيان «مقتل أربعة مخرّبين» من دون تحديد تاريخ العملية.

وأضاف أنّه تمّ العثور على «أسلحة أجنبية ومتفجرات ومعدات اتصال وملاحة» بالإضافة إلى مسيّرات عليها شعار الدولة الروسية ولصاقات كتب عليها «ممتلكات مكتب الامن الفيديرالي» الروسي.

واعتبر الأمن الفيديرالي أنّ هذا الأمر «يشهد على الاستعداد بهدف (تنفيذ) استفزازات وأعمال تخريب في الأراضي الروسية».

وكان حاكم منطقة بريانسك ألكسندر بوغوماز أعلن الثلاثاء أنّ القوات الروسية أحبطت محاولة توغّل «مجموعة من المخرّبين» في المنطقة الحدودية.

وأشار إلى أنّ «أحداً لم يُصب بجروح»، لكنّ عدداً من المباني الصناعية وسيارة تضرّر جرّاء القصف الأوكراني.

في إطار مباحثات على «تفاهم غير مكتوب»

«فاينانشال تايمز»: واشنطن تطلب من طهران التوقّف عن بيع مُسيّرات إلى موسكو

نقلت صحيفة «فاينانشال تايمز» عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة تضغط على إيران للتوقف عن بيع طائرات مسيرة (الدرونز) إلى روسيا، في إطار مباحثات على «تفاهم غير مكتوب» أوسع نطاقاً بين واشنطن وطهران.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، أمس، أن روسيا تسعى على الأرجح لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطائرات المسيرة الانتحارية في الأشهر المقبلة.

وذكرت في تحديثها اليومي لمعلومات الاستخبارات على منصة «إكس»، أمس، أن من شبه المؤكد أن روسيا بدأت نشر طائرات مسيرة انتحارية محلية الصنع تستند في إنتاجها إلى تصميمات مسيرات «شاهد» الإيرانية.

وأضافت «من شأن التصنيع المحلي أن يسمح لروسيا على الأرجح بوجود إمدادات يمكن الاعتماد عليها أكثر من المسيرات الانتحارية».

وأشارت الوزارة إلى أن «أداء تلك الأسلحة يتسم بالتباين وأن أوكرانيا أثبتت كفاءتها في تحييد أغلبية الطائرات المسيرة الموجهة نحوها».