ذكرت محافل عسكرية إسرائيلية ومحللون، أنّ ثقة الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله «تزداد بصواريخه الدقيقة»، مؤكدة أنّها «تشكل ميزان رعب وتهديداً استراتيجياً، على إسرائيل معالجته».

وقال معلّق الشؤون العربية في القناة 13، الخبير العسكري حيزي سيمانتوف، إنّ «لدى حزب الله 170 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية بما فيها صواريخ دقيقة، يمكن أن تؤلم جداً الجبهة الداخلية الإسرائيلية».

وأضاف أنّ نصرالله «يتحدّث عن حرب صواريخ دقيقة يُمكن أن تصل إلى أيّ مكان وحتى إلى مفاعل ديمونا، وستُعيد إسرائيل إلى العصر الحجري»، مشيراً إلى أنّ «ثقة نصرالله المتزايدة بالنفس هي القصة» الرئيسية.

بدوره، قال الجنرال في الاحتياط ومؤسس «حركة الأمنيين» أمير أفيفي، إنّ «نصرالله تحدّث عن أمور مهمة عدة من المهم الإصغاء إليها»، ومنها أنّ «الجيش الإسرائيلي دخل في وضع دفاعي وحسب منذ العام 2006»، أي أنّه من وجهة نظره، فإنّ «قدرات الجيش الهجومية ليست قوية بما فيه الكفاية».

وتابع أنّ نصرالله هدّد بأنّ «مئات الصواريخ الدقيقة يُمكن أن يطلقها حزب الله نحو قواعد سلاح الجو والكرياه (مقر وزارة الدفاع ي تل أبيب) ومحطات الكهرباء بثقة زائدة»، في حين أنّه «ستأتي لحظة يتوجب فيها علينا أن نعالج ذلك. هذا ليس من نوع التهديدات التي نسمح لأنفسنا أن يتسلح حزب الله بها».

وكان نصرالله هدّد في الذكرى الـ 17 لحرب يوليو 2006، قادة إسرائيل، قائلاً «إذا ذهبتم إلى الحرب مع لبنان، فستعودون أنتم إلى العصر الحجري. وفي حال تطورت المعركة إلى معركة مع محور المقاومة، فلن يبقى شيء اسمه إسرائيل»، لافتاً إلى أنّ «مسار محور المقاومة، تصاعدي».

وتعليقاً على الخطاب، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ «الحرب النفسية لنصرالله مستمرة، وهو يريد حرب استنزاف على طول 100 كلم من الحدود، ويستغل الأزمة الداخلية الإسرائيلية».

وقال معلق للشؤون الأمنية والسياسية في القناة 12، أمير بار شالوم، إنّ «إلمام نصرالله بالتفاصيل الإسرائيلية مثيرة جداً للإعجاب، وهي جزء من حربه النفسية».

وأوضح معلق الشؤون العربية في القناة 12، يارون شنايدر، أنّ «الرسالة المركزية من ناحية حزب الله هي عدم القيام بالخطوة الأولى، فنصرالله يتحدث عن إسرائيل التي تعمل بشكل دفاعي لا هجومي، وهو لا يستخدم كل قوته في تصعيد إلى حرب مع إسرائيل. لكنّه في نهاية المطاف، يستمتع بهذا التوتر، وهو البطل في هذا الفيلم، ما يمنحه عدة نقاط في عيون الجمهور الذي يريد أن يكون معه».

من ناحيته، رأى الكولونيل كوبي ميروم، انّ «حزب الله يريد حرب استنزاف على طول 100 كلم من الحدود، ونحن نرى في الأشهر الأخيرة استعداداته عبر قوات الرضوان».

وأشار ميروم، إلى التوتر المتصاعد على الحدود، قائلاً إنّ «الحرب يُمكن في هذا الوضع من التصعيد أن تندلع من دون قصد، ومن دون إنذار مسبق»، لكن «الجمهور يجب أن يعلم أنّ هذه الحرب ستكون معقدة».

وفي وقتٍ سابق، تحدّث اللواء احتياط إسحاق بريك، عن حزام يحيط بإسرائيل يتشكّل مما يزيد على 250 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية، من الاتجاهات كافة.

ووفقاً لوسائل إعلام، وصف بريك هذا الحزام بـ«حلقة الخنق» الذي يتضمن مئات آلاف الصواريخ الدقيقة مع رؤوسٍ حربية من مئات الكيلوغرامات وقذائف صاروخية، وآلاف الطائرات المسيّرة.

وتابع: «نحن نتحدث عن 3500 صاروخ وقذيفة صاروخية كمعدلٍ وسطي في اليوم، مع مئات المواقع المدمّرة يومياً، على مدى أسابيع من القتال... هذا مثل قنبلة نووية من دون بقايا نووية».

وفي السياق، ذكر موقع قناة «كان» أنّ المسؤول الأمني أرييه غولان، قال في برنامج إذاعي، إنه «في الوقت الذي تنشغل المؤسسة السياسية بإدانة رئيس الأركان (هيرتسي هاليفي)، ذكّرنا نصرالله بما يجب أن ننشغل به».

كما نقلت وسائل إعلام عن وزير الدفاع السابق رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، أنّ نصرالله «يعرف قراءتنا أفضل من الآخرين».