مع تدفق الحياة الالكترونية بتنا نتساءل إن كان العالم سيتوقف عن ابتكار أمور جديدة تعرف اليوم بمصطلح الذكاء الاصطناعي بعد أن باتت التقنية تعمل على جعل الأمور اكثر سهولة وسرعة ودقة.
ولقد تابعت أخيراً على قناة الجزيرة حلقة رائعة عن الذكاء الاصطناعي عبر برنامج «للقصة بقية» قدمته المذيعة المتألقة فيروز زياني استضافت خلاله ضيفاً من قطر هو الدكتور أحمد خليفة المقرمد المدير التنفيذي المؤسس لمعهد قطر لبحوث الحوسبة الذي تحدث عما تم إنجازه في قطر، ومن كندا خبير ذكاء اصطناعي وحوكمة تناول آفاقاً جديدة من شأنها أن تعمل على إيجاد بيئة تقنية جديدة.
وقدم البرنامج بعض العناوين التي تعكس أثر ثورة الذكاء الاصطناعي حيث جاء تقرير لبنك «غولدمان ساكس» الذي يؤكد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل نحو 300 وظيفة في العالم مستقبلاً ما يجعلنا أمام تحديات زيادة معدلات البطالة مع ازدياد عدد سكان الأرض بشكل متسارع وهو أمر لا تتحمّس له الدول النامية بسبب ازدياد معدل البطالة لديها.
وقال باحث بمعهد «بروكينغز» الأميركي ان استخدام بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي قد يفقدنا الاستقلالية والخصوصية ويعرّض قيمنا وثقافاتنا للتهديد الأمر الذي يجعلنا أمام مأزق حضاري وقد يكون أخلاقياً بنفس الوقت.
وقال بعض الخبراء أن الذكاء الاصطناعي عبارة عن برمجيات وتقنيات قادرة على محاكاة الذكاء البشري في حل المشكلات ومعالجة البيانات وأداء المهام بشكل دقيق لافت للنظر.
وأضافوا ان المسألة لم تعد مرتبطة بالأعمال الحياتية المهمة للاقتصاد بل باتت الآلات الذكية تعزف الموسيقى وترسم لوحات وتنظم الشعر وتقوم بمهام في مجالات عدة كانت حكراً على البشر بل انه قادر على أن يكتب مقالات صحافية في موضوعات عدة مصحوباً بالإحصاءات وبالمعلومات المهمة بسرعة كبيرة قد تلغي في المستقبل مصطلح كاتب صحافي بل إنه قد يعمل على تغيير صورة الصحافة، وقد لمسنا ذلك عبر الصحافة الالكترونية بدلاً من الصحافة الورقية.
وفي الكويت، نعاني ثقافياً من الذين يرسم لهم ويكتب لهم، وقد تم كشفهم وبعضهم ما زال قادراً على إخفاء حقيقته.
ولا أعلم إن كان هناك من لجأ الى الذكاء الاصطناعي في الرسم وفي الكتابة ولا أتوقع ذلك، لكن قد يلجأ البعض في المستقبل إلى تكليف من لديه القدرة على التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي لينتج له لوحة فنية أو أحد عناصر الأدب من شعر أو قصة قصيرة أو رواية ما يدفعنا أمام سؤال مهم وهو: هل يمكن اتهامه بأن هناك من يرسم له والأمر نفسه ينطبق على النحاتين والخزافين ليصل الى الذين يكتب لهم ممن يدّعون أنهم يكتبون إبداعات في مجال الأدب والدراسات النقدية والمقالة الثقافية، واقترح على معالي وزير الاعلام توجيه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بتنظيم ندوة عن ذلك الموضوع، فمن يكتب الأدب عبر تطبيق الذكاء الاصطناعي هل يعتبر سرقة أدبية أم تلاعباً أم أنه بات أمراً طبيعياً للتطور؟ وهل يمكن لصاحب تلك الكتابة الحصول على جائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية؟!
وهل سيعتمد وزير الاعلام فكرة المذيع الآلي الذي لا يخطئ بتاتاً ولا «يتشيحط» كما هو الحال بالمذيع الذي عرض ساعته للبيع في برنامج تلفزيوني، بل اننا نعاني من بعض المذيعات اللاتي لديهن اهتمام بمكياجهن وبلباسهن الذي يظهرن به أمام المشاهدين على حساب أدواتهن ليصبحن مذيعات متألقات، ويكفي الوزير بأن يقوم بعمل اختبار لغة للمذيعين ولسوف يصدم من النتيجة!
لدي ابن صديق وهو مهندس تخرّج من جامعة غربية تعنى بالتطور التقني ويطمح لتنفيذ ما درسه على مدى سنوات في الكويت إلا أنه بات أقل حماساً مع الوقت الى أن غلفه اليأس والسبب هو البنية التحتية غير القادرة على تطبيق مثل تلك الأمور ليكون واقعاً في الكويت لانه كان يطمح في إحضار سيارة أجرة بلا سائق أو وجود مطعم عبر نادل آلي أو عملية تنظيف شوارع الكويت عبر الآلات دون تدخل الإنسان كي نراعي وضع عمال التنظيف في الظهيرة صيفاً مع معدل درجات الحرارة المرتفعة بشكل جنوني بالكويت وغيرها من الأمور الا أن الحصول على التراخيص والبنية التحتية التي تعتبر تحدياً قد يعمل على تقويض تطبيق عناصر الذكاء الاصطناعي التي تعمل على تقويض تطبيقها في الكويت التي تعاني من المناخ الحار معظم أيام السنة إضافة الى السرعة الجنونية للكثير ممن يقودون المركبات أو من ينحرف فجأة بمركبته بسبب التركيز على استخدام الهاتف النقال ناهيك عن وجود الغبار الذي قد يؤثر على الرؤية، وعدم وجود منظومة متكاملة للتعامل مع بعض الحالات المفاجئة مثل وقوع حادث مروري أو أي أمر طارئ !
وهل يمكن صناعة موظف كويتي آلي يعمل بجد دون أن يقوم بالبصمة في بداية العمل ونهايته ملتزماً بالقانون مهما كان من هو صاحب المعاملة ؟