يعتبر النقل البحري الشريان الأهم الذي يغذّي مختلف الدول باحتياجاتها المتنوعة من السلع والبضائع، وهي أرخص وسيلة لإيصال تلك البضائع من دولة إلى أخرى، اذ لا تستغني دولة عن أخرى في تزويدها بما تحتاج إليه من سلع، ومستلزمات غذائية وألبسة وكماليات ومواد بناء... وتحتل السفن أهم موقع بين وسائل النقل.
وقد اهتمت الدول بالموانئ لأهميتها في عملية استقبال وإنزال ومناولة وتخزين البضائع في أماكن آمنة، والمحافظة عليها وصيانتها، ولذلك حرصت الدول على تجهيز موانئها البحرية بأحدث الإمكانات لخدمة التجارة الدولية والنقل البحري لكونها مصدراً مهماً من مصادر الدخل القومي، وتتنافس الدول في تقديم هذه الخدمات في موانئها لتنال أكبر دخل ممكن من هذا المصدر، خصوصاً بعد ازدهار وتزايد حركة النقل البحري.
لذلك بدأ التخطيط لبناء ميناء تجاري كبير ليتم استقبال السفن الحديدية الكبيرة، وتم اختيار ميناء الشويخ لوجوده سابقاً بعيداً عن المنطقة السكنية، ولتوافر الحماية الطبيعية له.
وقد بدأ العمل به منذ سنة 1953 بإقامة رصيف خشبي موقت، وتم إنجاز بناء ميناء الشويخ على 3 مراحل، المرحلة الأولى سنة 1956 رصيف تم بناؤه من الحجارة طوله 730 متراً بعمق عشرة أمتار عبارة عن 7 مراسٍ رئيسية.
المرحلة الثانية بناء أحواض تشمل مرسى رقم 8 حتى مرسى رقم 14. والتوسعة الأخيرة بناء أحواض أخرى تشمل مرسى رقم 15 حتى مرسى رقم 21، بالإضافة إلى وجود مرسى خاص لسفن الدحرجة ونقل المعدات وهو مرسى 14A.
- وتم العمل في ميناء الشويخ منذ أن أُنشئ الرصيف الموقت.
وقامت الحكومة بالأعمال التالية:
1- إنشاء القناة البحرية المحفورة الممتدة من أول جون الكويت والتي تصل إلى داخل حوض الميناء بطول 4.5 ميل بحري (8.5 كيلومتر) وبعمق 8.5 متر عند أدنى منسوب الجزر، بحيث تستقبل السفن ذات الغاطس 7.5 متر في أي وقت والسفن ذات الغاطس 9.6 متر في أوقات المد العالي لمرور السفن بأمان من خلالها.
2- بناء الأرصفة والمخازن لتخزين البضائع.
3- ضم جزيرة الشويخ أو عكّاز إلى ميناء الشويخ.
الشويخ أو عكاز أو القرين هي جزيرة صغيرة ملاصقة لساحل الجون ومساحتها نحو 12 ألف متر مربع، وتربتها طينية رملية، تتخللها تلال عدة أحدها يبلغ ارتفاعه 27 قدماً، وقد ضاعت معالم الجزيرة في الوقت الحاضر بسبب الامتداد الذي شمل ميناء الشويخ وردم البحر الفاصل بينهما.
4- توفير القطع البحرية والرافعات لتداول البضائع.
- مستلزمات يجب توافرها في الموانئ قبل استقبال السفن:
1- خدمة الإرشاد البحري والقطر (تتوافر على مدار 24 ساعة).
الإرشاد: توجيه السفن أثناء الدخول والمغادرة عبر الممرات الملاحية المؤدية الى الميناء، وتلافي الصخور والسفن الغارقة.
القطر: خدمة مكملة للإرشاد البحري - المساعدة في عملية الإرساء والانفكاك من الرصيف - تقديم المساعدة في حالات متعددة (الحريق - إنقاذ الارواح - قطر سفينة معطلة...).
2- خدمة الشحن والتفريغ:
( السرعة وعدم التأخير / توفير العمالة والمعدات والرافعات / الحفاظ على سلامة البضائع ).
3- خدمة التخزين:
مخازن ترانزيت: تخزين البضائع لمدة قصيرة، وتكون قريبة من منطقة إرساء السفن.
مخازن خلفية: للبضائع التي تبقى لمدة طويلة.
4- مستلزمات إصلاح وصيانة السفن:
ويعتبر ذلك مصدر جذب لخطوط الملاحة البحرية.
5- مستلزمات تموين السفن: أغذية/ مياه/ وقود/ قطع غيار/ طبابة.
6- كارنتينا (karintina)
من أجل الفحص الطبي وإصدار شهادة براءة الحجر الصحي، أي إعطاء السفينة حرية الاتصال مع البر للرسو داخل الميناء.
7- تواجد كل من الجمارك والوكيل الملاحي وسلطة الميناء وإدارة الأمن والسلامة في حالة وجود بضائع خطرة في شحنة السفينة.
- وتم افتتاح ميناء الشويخ رسمياً في 29 أغسطس 1960.
ويعد الميناء التجاري الرئيسي في دولة الكويت، يتكون من 21 رصيفاً مختلف الأعماق والأطوال، وهناك ثلاثة أحواض متعددة الاستخدام (الحوض الشرقي، الحوض الغربي والحوض الشمالي لخدمات الزوارق والتكات والدوب. إضافة لوجود مربطين في حوض الميناء (الدولفينات {الشرقي - الغربي}).
ويوجد داخل حوض الميناء (الحوض العائم / الحوض الجاف) التابع لشركة إصلاح وبناء السفن لصيانة وإصلاح السفن عند الطلب.
كذلك وجود 26 مستودعاً مغلقاً وساحات تخزين مكشوفة، وعدد 2 رافعة جسرية عملاقة لتداول الحاويات، إضافة الى 36 رافعة كهربائية منتشرة على الأرصفة، ومعدات تداول الحاويات المختلفة، بالإضافة إلى أسطول كامل من القطع البحرية.
- وقد بذلت في بناء ميناء الشويخ جهود جبّارة، وزود بإمكانات كبيرة، سواء في ما يتعلق بالقوة البشرية على اختلاف تخصصاتها، أم بالآلات والمعدات.
- الموانئ كانت في البداية تحت مسمى (إدارة الجمارك والموانئ).
كان مدير الميناء سعود الزامل
كابتن/ هايدر مدير العمليات البحرية
محمد الحشاش، إبراهيم الفليج، وخالد الحشاش مساعدو مدير العمليات.
- هؤلاء رجال دولة كانت لديهم رؤية مستقبلية للاعتماد على الكوادر الوطنية لتشغيل المرفق البحري الحيوي للدولة.
فتم العمل على استقطاب الكوادر الوطنية للعمل كموظفين فنيين من نواخذة السفن الشراعية للعمل (مرشدين بحريين) و(ربابنة للقطع البحرية) وتم إسناد مهنة البحارة إلى البحارة القدامى العاملين في السفن الشراعية.
فكان أوائل العاملين في العمليات البحرية: أحمد وعبداللطيف الصقر، أحمد المضاحكة، سعد وعبدالوهاب القطامي، إبراهيم بن شيبة، عبدالله إسماعيل، علي إسماعيل، يوسف القصار، علي الراشد، إبراهيم الفليج، محمد البحر، محمد وخالد الحشاش، وعبدالله الرفاعي...
والجيل الذي تلاهم من خريجي الثانوية العامة التحقوا في دورة دراسات بحرية في الكويت وابتعثوا إلى دورة خارجية إلى ميناء السويس، وهم:
يوسف شهاب، مبارك النويبت، بدر الرشود، حسن زاهد، عبدالوهاب الشمالي، حسن رجب، خليفة النصف، عبدالله الثنيان، حسن حسين، ودعيج المالك.
- وشملت الدفعة الثالثة خريجي دبلوم معهد المصائد والملاحة البحرية والتحقوا بالأكاديمية العربية للنقل البحري في الاسكندرية وبعد التخرج كضباط أكاديميين التحقوا بالعمل في ميناء الشويخ (مرشدين بحريين) وهم:
إبراهيم العيسى، صالح الهدهود، عبداللطيف الفارسي، أحمد الطراروة، عبدالعزيز جمال، فرج السعيد، علي أبل، حيدر الرامزي، عبدالوهاب الصالح، سعد المعتوق وعلي عبدالنور.
وهذا الدرس الأول للمسؤولين الحاليين الاعتماد على الكوادر الوطنية في العمل بالمواقع الحيوية المهمة في الدولة.
- صدر المرسوم رقم 133 لسنة 1977 بإنشاء المؤسسة العامة للموانئ
وشغل منصب مدير عام المؤسسة العامة للموانئ المرحوم إبراهيم مكي،
وتم إنشاء ميناء الدوحة سنة 1978 وخصص لإرساء السفن التقليدية (الخشبية) الآتية من دول الجوار ولا تزال تلك السفن تقوم بدورها في نقل البضائع، ولذلك أولت الكويت أهمية كبرى لاستمرار حركة النقل البحري للسفن التقليدية لقرب مسافة الإبحار وكذلك للغاطس البسيط لتلك السفن مقارنةً مع السفن الحديدية الكبيرة.
وفي تلك الفترة كانت المؤسسة العامة للموانئ تضم ميناء الشويخ وميناء الدوحة.
اللهمّ احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.