هل أصبحت مخلفات الحفر لتشييد المدن الجديدة، كابوساً يؤرق أهاليها، بعد أن جثمت ضيفاً ثقيلاً بين المنازل وعلى جنبات الطرقات؟

ناشطون ومواطنون حملوا شكاواهم لـ«الراي»، مطالبين بحلول للظاهرة المشوهة للمنظر العام والبيئة، والمستدرجة لمشكلات لم تكن في بال قاطني المدن الجديدة، وساقوا مطالباتهم بإزالتها بعد أن باتت أصواتهم بلا صدى أو استجابة، فضلاً عن الكلفة الإضافية التي يتحملها المواطن في حال كانت المخلفات أمام بيته.

ورغم أن الظاهرة موجودة بوضوح في مدينة المطلاع، إلا أن ناشطين أكدوا أنها باتت منتشرة في غير منطقة سكنية، ومن بينها الخيران والوفرة.

دمار للبيئة وتسبب الكثير من المشكلات

مشعل الهاجري: تكلفة النقل تصل لأكثر من 1000 دينار

شكا رئيس لجان التطوعية لمدينة المطلاع مشعل الهاجري، من أزمة رمي نواتج الحفر في الطرق الرئيسية والأماكن المخصصة للقسائم والمباني العامة، مشيراً إلى أن «هذه ليست أنقاضاً، بل صخور مخلفات الحفر، وهي غير قابلة لإعادة الدفن لأنها عبارة عن صخور، ولذا فنحن مضطرون لنقلها للأماكن المخصصة. وللأسف لا يوجد في المطلاع أماكن مخصصة لذلك، فأقرب مكان موجود في جنوب الجهراء».

وبين الهاجري، في تصريح لـ«الراي»، أن تكلفة الدرب الواحد تصل لعشرين ديناراً، في وقت تتطلب نقل مخلفات حفر القسيمة الواحدة لستين درباً، ما يعني أن تكلفة النقل لوحدها تصل لأكثر من ألف دينار.

وأضاف «خاطبنا جميع الجهات المعنية دون فائدة، وأغلب المقاولين يرمون مخلفات الحفر بشكل عشوائي، رغم أن الحل بسيط ويتمثل في تحديد موقع مخصص لخدمة مدينة المطلاع، ويستقبل ناتج الحفر بدلاً من دفع آلاف الدنانير».

وبين أن الأمر فضلاً عن كونه دماراً للبيئة، فإنه يسبب الكثير من المشاكل.

مدينة المطلاع من أكبر المشاريع في المنطقة

سباع الدوسري: تخصيص مردم خاص بأهالي المطلاع

اعتبر رئيس لجنة مدينة المطلاع سباع الدوسري «مشروع مدينة المطلاع من أكبر المشاريع في دولة الكويت والشرق الأوسط، إذ يضم 28288 وحدة سكنية. وتم بناء أكثر من 55 في المئة من تلك الوحدات وإيصال التيار الكهربائي لقرابة 2000 وحدة سكنية»، مشيراً إلى أنه «تم وضع حزام قيل إنه لحماية المدينة من الأمطار، لكنه عبارة عن نواتج حفر وصخور، ويحوي كميات هائلة من الصخور والرمال، وهذا يجعل المواطن يتعرض لأضرار في حال فتح نوافذ بيته».

ووجه الدوسري رسالة عبر «الراي»، قائلاً «نوجه رسالتنا للبلدية والهيئة العامة للبيئة والمؤسسة العامة للرعاية السكنية والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، إما بإزالة هذه الصخور وإما بوضع حزام شجري وتجميل المكان لحماية المنطقة من الأتربة، ويجب تخصيص مردم خاص بأهالي مدينة المطلاع تحت رقابة الجهات الرسمية، حتى تستفيد منه الدولة».

الحلول ممكنة وبعض الدول تستخدم «درون»

شبيب العجمي: «الظاهرة» تلوّث البيئة وتشوّه المنظر العام

رأى الناشط البيئي شبيب العجمي، في تصريح لـ«الراي»، أن ظاهرة رمي مخلفات الحفر على جنبات الطريق، امتدت حتى لجنوب الكويت في مدينة صباح الأحمد ومنطقة جنوب صباح الأحمد ومنطقة الوفرة السكنية والخيران السكنية، مشيراً إلى أن الأمر نفسه يتكرر، ولا يوجد أي متابعة من الجهات الرسمية، رغم أن الحلول ممكنة، فبعض الدول تستخدم طائرات الدرون.

وأعرب عن أمله في أن «يتم استخدام التكنولوجيا لمتابعة هذه المخالفات، لإيقاف الظاهرة، التي تلوث البيئة وتشوه المنظر العام».