تعد السينما واحدة من أهم الفنون التي تعكس ثقافة وهوية المجتمعات، ونحن للأسف متأخرون عن الركب في هذا الجانب لأسباب عدة، منها قلة الإنتاج ونقص الدعم والتشجيع من قبل الجهات الحكومية والخاصة للأفلام المحلية، إضافة إلى القيود الثقافية والاجتماعية التي تحدّ من حرية الإبداع والتعبير عن طرح قضايا حساسة، والأهم من ذلك نقص كبير بالمواهب السينمائية المؤهلة في مختلف جوانب الإنتاج السينمائي.
ورغم وجود بعض المحاولات إلا أن سوء السينما الكويتية لوحظ في أغلب الأفلام المنتجة بالسنوات الأخيرة، لضعف السيناريو والتكرار في المواضيع وغياب جودة الإخراج والتصوير، التي تتراوح بين المتوسطة والضعيفة والبطيئة في خطواتنا نحو إنتاجات تضاهي ما نشاهده في السينما العربية على الأقل من الجانب التقني، التي ستعطي للمخرجين وصانعي الأفلام حرية أكبر للتجريب والابتكار لإيجاد أساليب جديدة لسرد القصص وإضفاء بُعد فني مبتكر على الأفلام، وعدم توافرها بالتأكيد تدخلنا في خانة السهرات التلفزيونية التقليدية.
لذلك نحتاج إلى برامج تدريبية لتأهيل المواهب السينمائية الشابة، وتشجيعهم على الانخراط في هذا المجال، والاستفادة قدر المستطاع من التاريخ والثقافة الكويتية في صناعة الأفلام، لتعزيز الهوية الوطنية كالذي نشهده الآن في بعض الأعمال الخليجية، وهذا الأمر يتطلب تعاوناً فعلياً تقدمه الجهات المعنية لإحداث طفرة حقيقية للسينما الكويتية.
السينما المستقبلية التي نطمح لها هدفها الاستثمار، كونها صناعة ذات تأثير اقتصادي هائل، تسهم في إحداث التنمية الاقتصادية وتوافر فرص عمل للكثير من الأفراد، وتلعب دوراً مهماً في نقل الثقافات والقيم العربية وتحديداً الكويتية... فهل هناك صاحب قرار يلتفت لهذا الفن ومحبيه والشغوفين للعمل فيه؟
نهاية المطاف:
قد يقصدنا شارلي شابلن بقوله: «نحن نفكر كثيراً ونشعر قليلاً».