فيما ذكرت روسيا أن أحد أسباب انسحابها من اتفاق الحبوب هو عدم تصدير أوكرانيا لكميات أكبر إلى البلدان الأشد فقراً، أفادت الأمم المتحدة بأن برنامج الغذاء العالمي التابع لها أرسل معونات إنسانية لأفغانستان وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال والسودان واليمن بلغ مجموعها 725 ألف طن، وأنه خلال العام الماضي فقط زودت أوكرانيا البرنامج بأكثر من 80 في المئة من الحبوب التي وزعها مقارنة بـ50 في المئة قبل الحرب الروسية - الأوكرانية.

وكان أجل اتفاق الحبوب قد انتهى في 17 يوليو الجاري دون أن يتم تمديده بعد الرفض الروسي، في وقت يحتاج ما يقدر بـ50 مليون شخص في الصومال وكينيا وإثيوبيا وجنوب السودان إلى المساعدات الغذائية بعد سنوات الجفاف المتعاقبة.

وشهدت أسعار المواد الغذائية في العالم ارتفاعاً حاداً بعد الحرب الروسية - الأوكرانية، لتهدّد بإحداث أزمات غذائية في بلدان بالشرق الأوسط وأفريقيا تستورد كميات كبيرة من المواد الغذائية من أوكرانيا.

وفي ظل ذلك الخطر تم التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا برعاية من تركيا والأمم المتحدة يتم السماح بموجبه لسفن نقل الحبوب بالإبحار ضمن ممر محدد في البحر الأسود، كما سمح الاتفاق لسلاح البحرية الروسي بتفتيش السفن في مضيق البوسفور عند مدخل البحر الأسود للتأكد من أنها لا تحمل أسلحة.

وذكر تقرير لموقع «بي بي سي» أنه تم بموجب الاتفاق شحن نحو 33 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا، ما أدى حسب بيانات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى تراجع أسعار الغذاء العالمية بنسبة 20 في المئة تقريباً، فيما نقل الموقع عن مركز التنسيق المشترك التابع للأمم المتحدة أن 57 في المئة من المواد الغذائية المصدرة من أوكرانيا خلال العام الماضي ذهبت إلى بلدان نامية مقابل 43 في المئة كانت من نصيب البلدان المتطورة. وكانت الصين وإسبانبا وتركيا وإيطاليا أكبر الدول المتلقية لتلك الشحنات.

ولفت التقرير إلى أن البلدان الغربية لم تفرض عقوبات على المنتجات الزراعية الروسية، لكن موسكو ترى أن القيود الأوسع أدت إلى رفض شركات الشحن البحري والبنوك الدولية وشركات التأمين التعامل مع المنتجين الروس.

ومع فشل التوصل الى اتفاق حول طرق لسداد قيمة الحبوب تتجاوز منظومة «سويفت»، ذكرت رابطة الحبوب الأوكرانية أن لديها خطة لتصدير الحبوب عبر أوروبا عن طريق موانئها على نهر الدانوب، لكن الكميات التي يمكن تصديرها عبر هذا الطريق ستكون أقل وبتكلفة أعلى وستستغرق زمناً أطول.

وأفاد التقرير بأن الأمم المتحدة وضعت في أوائل عام 2022 خطة لنقل الحبوب عبر الحدود الأوكرانية مع بولندا إلى موانئ على بحر البلطيق أو إلى ميناء كونستانتا في رومانيا، لكن مقاييس الخطوط الحديدية الأوكرانية تختلف عن نظيراتها في بقية الدول الأوروبية، ما يعني أنه يتعين نقل حمولة كل قطار من الحبوب من عربات إلى أخرى على الحدود، فضلاً عن أن شبكة القطارات في أوروبا الشرقية لا تمتلك القدرة على نقل حتى الكميات المنخفضة نسبياً من الحبوب التي كانت أوكرانيا تصدرها سابقاً عن طريق البر.