تقدّم اللبناني جورج إبراهيم عبدالله، أحد أقدم السجناء في فرنسا المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة لإدانته بالتواطؤ في اغتيال ديبلوماسي أميركي وآخر إسرائيلي في 1987، بطلب جديد للإفراج عنه.

وأكد مصدر قضائي أن الطلب أودع في الثامن من يونيو أمام محكمة تنفيذ أحكام مكافحة الإرهاب.

وقال المحامي جان-لوي شالانسيه، أمس، إنه «من الضروري أن يتم الإفراج عن أقدم السجناء السياسيين في أوروبا» بعدما أمضى 39 عاماً خلف القضبان.

وبموجب القانون الفرنسي، أصبح إطلاق عبدالله (72 عاماً حالياً) ممكناً منذ العام 1999، لكن طلبات الإفراج المشروط التسعة التي تقدم بها رُفضت. ويعود آخرها الى 2015.

ويخشى عبدالله على سلامته في حال تم الإفراج عنه ومنعه من مغادرة فرنسا، ويطلب لذلك أن يتم طرده الى لبنان.

ووافق القضاء في 2013 على طلب إفراج شرط أن يخضع لقرار طرد من وزارة الداخلية الفرنسية لم يصدر يوماً.

في 2020، كرر عبدالله محاولته مع وزير الداخلية الحالي جيرالد دارمانان، لكن رسائله بقيت من دون ردّ.

وأرفق فريق الدفاع طلب «الإفراج والطرد» الجديد، برسالة من السلطات اللبنانية تتعهد فيها بأخذه على عاتقها منذ خروجه من السجن لنقله إلى لبنان، وفق ما أكد محاميه.

ولم يتم بعد تحديد موعد للنظر في الطلب ولا يتوقع أن يتم ذلك قبل فترة تراوح بين ستة أشهر و18 شهراً، اذ تقتضي الاجراءات بأن يخضع صاحب الطلب الى سلسلة تقييمات وأن تدلي لجنة متعددة الاختصاص برأيها.

وفي أواخر مايو، وقّع 28 نائباً يسارياً رسالة مفتوحة طالبوا فيها بالافراج عن عبدالله الذي يعتبره كثيرون في لبنان بمثابة «بطل».

ويرى محاموه ومؤيدوه دوراً أميركياً في إبقائه قيد التوقيف الى الآن.

وصدر في 1987 حكم على الرئيس السابق للفصائل الثورية اللبنانية المسلحة بعد إدانته بالتواطؤ في اغتيال ديبلوماسيين أميركي وإسرائيلي، وهو كان من أبرز منفذي موجة الاعتداءات التي ضربت فرنسا في أوائل ثمانينيات القرن الماضي.

وكان لبنان في خضم الحرب الأهلية (1975 - 1990) عندما شارك عبدالله في تأسيس هذه الفصائل، وهي مجموعة ماركسية موالية لسورية ومعادية لإسرائيل، أعلنت مسؤوليتها عن خمسة اعتداءات سقط في أربعة منها قتلى في 1981 و1982 في فرنسا.

وتم توقيفه في ليون في 24 أكتوبر 1984 وحكم عليه بالسجن المؤبد بعد إدانته بالتواطؤ في اغتيال الديبلوماسيين الأميركي تشارلز راي والإسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف في باريس في 1982، ومحاولة اغتيال القنصل العام الأميركي روبرت أوم في ستراسبورغ في 1984.