اختفى «جنرال يوم القيامة» سيرغي سوروفيكين منذ تمرد مرتزقة «فاغنر» في يونيو الماضي، وقُتل نائب قائد المنطقة العسكرية الجنوبية أوليغ زوكوف في هجوم صاروخي أوكراني، وطُرد الجنرال إيفان بوبوف، من منصبه، وسقط قائد غواصة سابق، بالرصاص، ما قد يشكّل «ضربات منظمة»، وسط حال من الفوضى تسود صفوف الجيش الروسي، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».
وفي السياق، يتوقع الجنرال الأميركي المتقاعد روبرت أبرامز، أن يكون زعيم «فاغنر» يفغيني بريغوجين، قد مات أو سُجن، وربما كان لقاؤه مع الرئيس فلاديمير بوتين «مزيفاً».
سوروفيكين... يرتاح!
من جانبه، قال النائب الروسي أندريه كارتابولوف، إن سوروفيكين، الذي يُعد حليفاً لبريغوجين «يأخذ قسطاً من الراحة»، لكن صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلت عن مصادر إن سوروفكين، المعروف باسم «الجنرال هرمغدون» بسبب حملات القصف التي شنها في سورية، محتجز في موسكو، ويتم استجوابه ولم يتم اتهامه بارتكاب جريمة.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون، أن سوروفيكين كان على علم بتمرد بريغوجين، لكنهم لا يعرفون ما إذا كان شارك فيه.
وفي الساعات التي تلت بدء التمرد ليل 23 - 24 يونيو، أصدرت موسكو سريعاً، شريط فيديو صوّره الجنرال، يدعو «فاغنر» إلى التراجع.
وبحسب «نيويورك تايمز»، فقد جاء تعليق النائب حول سوروفيكين، بعد يومين من نشر موسكو، أول لقطات لرئيس هيئة الأركان الجنرال فاليري غيراسيموف، منذ التمرد.
وظهر غيراسيموف، وهو يستمع لتقرير من قوات الفضاء الروسية، التي يديرها سوروفيكين. لكن الشخص الذي قدم التقرير، كان نائب الجنرال الكولونيل فيكتور أفزالوف.
وكشف الكرملين، قبل أيام، أن بريغوجين وكبار قادته التقوا بوتين، بعد 5 أيام من التمرد، ما أثار أسئلة، حول نوع الصفقة التي تم التوصل إليها.
والأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات المسلحة تجمع أسلحة «فاغنر».
مقتل تسوكوف
وفي الوقت نفسه، تلقت موسكو ضربة عسكرية كبيرة، بعدما أعلنت كييف أن نائب قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الجنرال أوليغ تسوكوف، قتل خلال هجوم صاروخي ليل الاثنين على مدينة بيرديانسك المحتلة. واعتبرت «نيويورك تايمز» أنها واحدة من أعلى الخسائر التي تكبدتها موسكو خلال الحرب.
وذكرت أن مقتل الجنرال، أعاد إلى الأذهان الأيام الأولى للغزو، عندما أعلنت كييف مقتل نحو 12 جنرالاً روسياً على للجبهة.
إعفاء بوبوف
كما أصدر غوروليوف تسجيلاً، ليل الأربعاء، لقائد جيش الأسلحة المشتركة الرقم 8 الميجور جنرال إيفان بوبوف، يشرح لقواته سبب إعفائه من قيادة الوحدة، التي تقاتل بالقرب من زابوريجيا (جنوب). وقال بوبوف «الوضع صعب مع القيادة العليا»، لافتاً إلى مشكلات في ساحة المعركة، بما ذلك عدم توافر بطاريات مضادة للصواريخ ومحطات استطلاع للمدفعية، فضلاً عن القتلى والجرحى في صفوف قواته.
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أنه بدا أن بوبوف يستهدف غيراسيموف، قائلاً إنه في حين أن القوات الأوكرانية لم تستطع اختراق قواته، فإن «قائدنا الكبير ضربنا من الخلف، وقطع رأس وحدة الجيش بشكل غادر وحقير».
والنائب غوروليوف، هو قائد سابق في الجيش، يظهر بانتظام على التلفزيون الرسمي.
اغتيال قائد غواصة سابق
والأربعاء، ألقت السلطات الروسية القبض على أوكراني، للاشتباه في إطلاق النار على قائد غواصة سابق، النقيب الثاني ستانيسلاف رزيتسكي، في كراسنودار الجنوبية، حيث كان يشغل منصب نائب مدير مكتب التعبئة في المدينة.
وذكرت وسائل الإعلام، أن رزيتسكي قتل بالرصاص أثناء الركض في حديقة كراسنودار.
وغداة العثور على الجثة، يوم الثلاثاء، أفادت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية عبر «تلغرام»، بأن رزيتسكي قاد غواصة شاركت في هجمات صاروخية على أوكرانيا.
وذكرت «وكالة ريا نوفوستي للأنباء»، نقلاً عن مصدر في سلطات إنفاذ القانون الروسية، أن المعتقل، اعترف بتجنيده من الاستخبارات الأوكرانية.
مصير بريغوجين
من جانبه، شارك الجنرال المتقاعد أبرامز، أحد المعلقين في «ABC News» والذي عمل سابقاً كقائد للقوات الأميركية في كوريا الجنوبية، أفكاره حول مصير قائد «فاغنر». وقال «تقييمي الشخصي هو أنني أشك في أننا سنرى بريغوجين مرة أخرى علناً، وأعتقد أنه، إما سيختفي، وإما يُسجن، وإما سيتم التعامل معه بطريقة أخرى».
كما أثار الجنرال المتقاعد ذو الأربع نجوم، شكوكاً في شأن اجتماع عقده بوتين، وفقاً للناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، مع بريغوجين وكبار قادة «فاغنر» في 29 يونيو، بعد خمسة أيام من التمرد الفاشل.
وقال أبرامز: «سأندهش إذا رأينا بالفعل دليلاً على أن بوتين التقى بريغوجين، وأعتقد أن ذلك كان على مستوى عالٍ».
وصرح بيسكوف للصحافيين، يوم الاثنين، أن بوتين دعا 35 شخصاً من بينهم بريغوجين، إلى اجتماع استمر ثلاث ساعات.
وذكرت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، أن أعضاء كباراً آخرين في إدارة بوتين، بمن فيهم رئيس الحرس الوطني فيكتور زولوتوف ورئيس الاستخبارات الخارجية سيرغي نارشكين، كانوا حاضرين.