اتهم الكرملين، أمس، حلف شمال الأطلسي، بمعاملة روسيا على أنها «عدو»، وهدد باتخاذ إجراءات «مناسبة واستباقية» رداً على توسع الحلف الغربي، شرقاً.
وأعلنت موسكو في السابق، أن توسع «الناتو» شرقاً، كان سبباً رئيسياً في قرارها لغزو أوكرانيا في 24 فبراير 2022.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «إنهم (زعماء الحلف) ينظرون إلى روسيا على أنها عدو وخصم. ومن هذا المنطلق ستجرى المناقشات (في فيلنيوس)».
وأضاف «نراقب هذا بعناية لأن الكثير مما قيل سيخضع لتحليل دقيق من أجل اتخاذ إجراءات لضمان أمننا».
وفي تصريحات منفصلة، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن روسيا ستحمي «مصالحها الأمنية المشروعة».
وتابع «سنتخذ خطوات كافية، ويمكنني أن أؤكد لكم أنها استباقية».
ومن المتوقع أن يوافق زعماء الحلف خلال القمة، التي تنتهي اليوم، على أول خطة دفاع شاملة للحلف منذ نهاية الحرب الباردة في مواجهة أي هجوم من جانب موسكو.
وقال ديبلوماسيون أيضاً إن الخلافات بين أعضاء الحلف حول مساعي أوكرانيا للانضمام آخذة في الانحسار، ومع ذلك لن توجه الدعوة إلى كييف للانضمام طالما بقيت الحرب مشتعلة على أراضيها.
«خطيرة جداً»
وتابع بيسكوف «من المحتمل أن تكون هذه القضية (انضمام أوكرانيا إلى الناتو) خطيرة جدا على الأمن الأوروبي... وبالتالي فإن من سيتخذون القرار يجب أن يكونوا على دراية بذلك».
وأضاف أن القادة الأوروبيين لم يفهموا على ما يبدو أن نقل البنية التحتية العسكرية للحلف باتجاه حدود روسيا، كان خطأ.
وفي إطار سلسلة من تصريحات أدلى بها ديبلوماسيون روس بارزون قبيل عقد قمة فيلنيوس، أمس، اتهم المفاوض الأمني المقيم في فيينا قسطنطين غافريلوف، الولايات المتحدة بتأجيج الصراع عبر تدفقات الأسلحة إلى أوكرانيا.
وقال في مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية، إن أوروبا ستكون أول من يواجه «عواقب كارثية» إذا تصاعدت الحرب أكثر من ذلك.
ولم يحدد أيا من تلك العواقب.
من ناحيته، قال بيسكوف إن انضمام السويد المتوقع إلى «الناتو» سيكون له «تداعيات سلبية» واضحة على الأمن الروسي وسيتطلب رداً.
وقدمت فنلندا والسويد طلبا للانضمام إلى الحلف العام الماضي، وانضمت فنلندا رسمياً في أبريل الماضي.
وتقترب السويد الآن من أن تصبح العضو الـ 32 في الحلف، بعدما تخلت تركيا عن معارضتها لهذه الخطوة عشية القمة، الاثنين.
وقلل بيسكوف، من أهمية قرار تركيا العدول عن معارضتها لانضمام السويد.
واعتبر أن تركيا «عضو في حلف شمال الأطلسي ولديها التزامات خاصة للايفاء بها»، مؤكدا أن موسكو «تتفهم الوضع بشكل جيد جدا».
وأقر بيسكوف بوجود «تباينات» بين روسيا وتركيا، مؤكدا أن البلدين «لا يخفيان ذلك. لكن جزءاً من علاقتنا هو في صالح البلدين... وهذا مهم بما فيه الكفاية» بالنسبة الى الكرملين.
واعلن بيسكوف، من ناحية ثانية، ان اعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، تسليم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى يشكل «خطأ».
وأوضح «من وجهة نظرنا، إنه قرار يشوبه خطأ وعواقبه وخيمة على الجانب الأوكراني، لأنه سيجبرنا بطبيعة الحال على اتخاذ اجراءات مضادة».
وأعلن ماكرون، في اليوم الأول من قمة الأطلسي، أن باريس ستسلم كييف صواريخ بعيدة المدى من طراز «سكالب».
ولم يحدد الرئيس الفرنسي عدد الصواريخ التي سيتمّ إرسالها. لكن مخزون باريس من «سكالب» يقدّر بأقل من 400 صاروخ، وفق مجلة «دي أس إي» الدفاعية المتخصصة.