ربط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على نحو مفاجئ، أمس، موافقة أنقرة على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي، بإتمام انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك عشية قمة «الناتو» في فيلنيوس، حيث يرغب القادة بالظهور خلالها موحدين في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا.
ولا تزال تركيا تعرقل انضمام السويد الى «الناتو». وشكلت هذه المسألة محور لقاء بين أردوغان ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في فيلنيوس في وقت لاحق أمس.
وبينما قال الأمين العام لـ «الناتو» ينس ستولتنبرغ، إنه يعمل جاهداً لضم السويد للحلف في أقرب وقت ممكن، و«يدعم طموح تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي»، اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس أنّ «لا علاقة» بين المسألتين و«يجب عدم اعتبارهما موضوعين مرتبطين»، مشيراً إلى أن «لا شيء يمنع انضمام السويد إلى الناتو».
وأعلن البيت الأبيض، أن مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد، «مسألة تخص الطرفين»، مؤكداً مواصلة دعمه لمسعى أنقرة.
وقال أردوغان في تصريحات نقلها التلفزيون قبيل مغادرته للمشاركة في قمة فيلينوس، «أولاً، افتحوا الطريق أمام عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي ثم نفتحه أمام السويد، تماماً كما فتحنا الطريق أمام فنلندا».
أضاف «هذا ما قلته» للرئيس الأميركي جو بايدن، عندما تحدث الرئيسان هاتفياً، الأحد.
واعتبر أن الدول ذاتها التي تعرقل انضمام تركيا الى الاتحاد، تضغط على أنقرة للموافقة على عضوية ستوكهولم في «الناتو».
وقال «أود التأكيد على حقيقة واحدة. تركيا تنتظر أمام بوابة الاتحاد الأوروبي منذ 50 عاماً».
وقدمت تركيا بداية ملف ترشحها للمجموعة الاقتصادية الأوروبية، سلف الاتحاد الأوروبي، في 1987.
ونالت وضع دولة مرشحة للانضمام للاتحاد في 1999 وأطلقت رسمياً مفاوضات العضوية مع التكتل في 2005.
وتوقفت المفاوضات في 2016 على خلفية مخاوف أوروبية في شأن انتهاكات لحقوق الإنسان في تركيا.
وسبق لأردوغان أن أعرب عن امتعاضه من إخلال السويد بوعود قطعتها من أجل التعامل مع ناشطين على أراضيها يشتبه في ارتباطهم بـ «حزب العمال الكردستاني» الذي تعتبره أنقرة «إرهابياً».
وتطرق الى المسألة بشكل متقضب، أمس، بقوله «أريد أن يتم الايفاء بالوعود التي قطعت لنا، وتصميمنا في هذا المجال يبقى كما هو عليه».
ورأى أردوغان، من ناحية ثانية، إن انتهاء الصراع في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن بشكل عادل ودائم، سيسهل عملية عضويتها في «الناتو».