للأسف بين الحين والآخر يتعرّض القرآن الكريم لحملة ممنهجة للتشويه والإساءة البغيضة، سواء كانت من جماعات صهيونية متطرفة لديها برنامج وأجندات للإساءة إلى الإسلام، أو فئة من الحمقى الذين يبحثون عن الشهرة والمصلحة الشخصية.
فابتلينا بهؤلاء الحمقى الذين يجاهرون إعلامياً بحرق نسخ من هذا الكتاب المقدس، جاهلين بأن عملهم الشنيع هذا لن يتمكن من حرق القرآن، فهو لا يحترق لأنه آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم، ومهما أحرقوا من نسخ فهو كلام الله تعالى المحفوظ بعلمه وقوته وقدرته والذي لا يأتيه الباطل، وأنه كتاب أُحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير.
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
سبحانه هو الله الذي يتولّى حِفْظ القرآن من كلّ عبث، وصيانته من كلّ سوء، ومهما حاولوا أن يدّسوا وينتقصوا من كتاب الله، فهو محفوظ من المولى عز وجل وهذا هو الحفظ الرباني.
فهؤلاء السفهاء وتلك الحكومات المدعية بحرية الأديان تتشدق بالحرية الدينية وتخالف ذلك صراحةً في الوقت نفسه؟ أليس السماح لمثل هذه الأعمال المشينة فيها مخالفة صريحة لحرية العبادة والأديان؟!
وهؤلاء السفهاء يظنون بأنهم بعملهم الشنيع هذا ينتقصون من هذا الدين العظيم.
أيها الحمقى، هذا القرآن فيه منهاج الحياة الكريمة والأخلاق الرفيعة والقيم العظيمة والتي تشمل المحبة والتسامح والإنصاف والمساواة بين أفراد المجتمع قاطبةً، وكذلك حرية العبادة {لا إكْرَاهَ فِي الدين} طالما لم يتعرّض لحياة الآخرين للخطر، فالقرآن الكريم مليء بالمواعظ والحكم، وهو كتاب ينظم العلاقة بين الإنسان وربه ويفرض عليه مجموعة من العبادات كالصلاة والصوم والزكاة والحج.
ثم يعفي الله الكثيرين من عباده من أداء هذه الفرائض رحمة منه سبحانه.
فيسقط فريضة الحج عمن لا يستطيع إليه سبيلاً ويسقط الصوم عمن لا يستطيع الصيام وتسقط الصلاة عن العاجز والمريض...
القرآن الكريم هو غاية الأخلاق الحميدة الذي يدعو إلى أداء العمل الطيب وتجنب العمل الضار.
كيف نواجه هؤلاء الحمقى؟
1 - على الجهات الرسمية نشر برنامج يوضح مضمون القرآن الكريم، وترجمته للغات عدة والتركيز إعلامياً لنشر تلك القيم، للتعرف على التعاليم القرآنية الصحيحة في جميع الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي في المجتمعات الغربية.
2 - على الدول الإسلامية اتباع سياسة الضغط على تلك الدول التي تسمح بازدراء الأديان بانتهاج المقاطعة الاقتصادية مع أي دولة تنتهج هذا النهج المقيت.
3 - علينا كمجتمعات إسلامية عدم الانزلاق لنشر تلك الأخبار والفيديوهات التافهة المقيتة كي لا نكون وسيلة لشهرة هؤلاء السفهاء، ولا نكون أدوات لهؤلاء النكرات الذين يبحثون عن الشهرة بعملهم هذه الأفعال الشنيعة.
4 - العمل بهدوء ورفع قضايا ضد هؤلاء المجاهرين بالمعصية حتى يتم صدور الحكم القضائي، وإن دخلوا أي دولة عربية أو إسلامية يتم القبض عليهم وتنفيذ حكم المحكمة.
5 - من هؤلاء الحمقى في زماننا بعض المتصهينين الذين يعتاشون على بيع ضمائرهم ويسوقون أنفسهم لمهاجمة الآخرين بقصد بعد أن دُفع لهم الثمن الرخيص، يتلذذون ببث الفتنة، ويجاهرون بالتدخل في شؤون ومعتقدات الدول الأخرى بكل سفالة، الواجب علينا كمجتمع عدم إعادة نشر تلك الأخبار عنهم، بل يجب على الحكومة تطبيق القانون ومحاسبتهم ومن ثم محاكمتهم على تلك السفاهة ليكونوا عِبرة لكل من تسول له نفسه انتهاج هذا السلوك المشين.
ختاماً،
اعلموا أيها الحمقى بأن القرآن الكريم هو كتاب الله عَزَّ وجَلَّ الذي أنزله ليكون دستوراً للبشرية، بمختلف لغاتهم وثقافاتهم وألوانهم من دون تمييز، بل القرآن كتاب مُرسل إلى البشرية جمعاء وليس كتاباً خاصاً بالعرب، بل هو كتاب خاطب به الله عزَّ وجلَّ الإنسان، وهو المنهج الإلهي الكفيل بإسعاد الإنسان أسوده وأبيضه، عربيه وأعجميه، غير محدود بحدود إقليمية أو لغوية أو قومية أو عرقية، وليس محصوراً داخل أُطر ضيقة.
(جنت على نفسها براقش)
كل ما يحدث من هذه الأمور والجرأة على حرق القرآن الكريم والاستهانة بالدين الإسلامي سببه التفرق والتشرذم بين المسلمين، والخلافات المستمرة بينهم والتي تسبّب ضعف وانكسار المسلمين ولو كنا قوة واحدة مصداقاً للآية القرآنية «وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ» لما تجرأ أي كائن على التعدي على ثوابتنا وعقيدتنا السمحة.
لكل داء دواء يُستطبُّ به
إلّا الحماقة أعيت مَن يداويها
اللهمّ احفظ الكويت آمنةً مطمئنةً والحمد لله رب العالمين.