الدرّة

صيف سنة 2000، بالتحديد يوم 2000/06/26 بعد وقوع حادث انفجار ضخم فجر ذلك اليوم في مصفاة الأحمدي أدى إلى مقتل 5 أشخاص وجرح نحو 49 شخصاً، تقدّم على إثر ذلك الحادث المغفور له بإذن الله الشيخ سعود الناصر الصباح وزير النفط آنذاك باستقالته عبر تحمّله المسؤولية السياسية عن هذا الحادث كأول وزير في الكويت يتحمّل مسؤولية حادث في المؤسسة أو الوزارة التابعة له.

اتصلت وقتها بالشيخ سعود لمعرفة الدوافع التي أدت إلى تقديم الاستقالة خصوصاً أنه لم يجرِ أي تحقيق حول الحادث وأن الأمر في بدايته.

قال لي،رحمة الله عليه، «لا أحب المزايدات السياسية، هناك من سيستغل هذا الحادث في الطعن بالحكومة والمزايدات السياسية». قلت له: لكن لديك مشروع سبق وأن ذكرته لي وأنا كتبت عنه (الحدود البحرية الكويتية والعلامات البحرية بين العراق والكويت وبين الكويت وإيران)، خصوصاً وأنك متخصص في القانون الدولي.

أذكر هنا قال لي: نعم لديّ مشروع وكنت أرغب في استكمال رسم العلامات الحدودية التي توقفت عند العلامة 162، فالمنطقة من العلامة 135 إلى العلامة 162 منطقة غير مرسومة وهي الواقعة في منتصف خور عبدالله باتجاه الشمال الشرقي بطول 12 ميلاً بحرياً كذلك المنطقة الشرقية البحرية الاقتصادية بطول 62 ميلاً بحرياً إلى أن نصل إلى المنطقة الحدودية البحرية العراقية الإيرانية الكويتية، ومن ثم رسم الحدود البحرية مع إيران.

حقل الدرة في خطر إن لم نستغل وجود الأمم المتحدة ودورها في رسم الحدود مع هذه البلاد والكويت، فرصة نطلب من الأمم المتحدة استكمال المشروع،إذا بقي الوضع على ما هو عليه وماطلوا بوضع العلامات الحدودية ستكون هذه مسامير جحا ولن نتمكن من استغلال هذا الحقل المهم للكويت وهو حقل غاز نحن بحاجة إليه.

تذكّرت هذه المكالمة ونشرت جزءاً منها وأنا أطلع على التسريبات التي تخرج من إيران عن بدء الحفر المنفرد في حقل الدرّة بعد فشل المحادثات الكويتية الإيرانية بخصوص الحدود البحرية بين البلدين. عدت بالذاكرة مجددا إلى ما قاله لي المرحوم الشيخ سعود وبعض الكلام يقال ولا يكتب.

وبس والله... سلامتكم

الناطق الرسمي... والكلاب الضالة

انتشار الكلاب الضالة في الكويت تحوّل من ظاهرة إلى واقع بعد وصولها إلى العاصمة الكويتية وتحديداً المنطقة الواقعة بالقرب من المعلم الأثري العالمي (سوق الصفافير) وموقع مخازن وزارة الصحة القديمة ومستشفى الأمراض الصدرية والشارع المؤدي إلى (مول العاصمة) والمنطقة التجارية وشرق الصناعية (تبديل سفايف، وتصليح إطارات وسمكرة). انتشار هذه الكلاب الضالة يقابله عجز الهيئة العامة للزراعة عن حل هذه المشكلة منذ فترة طويلة وهي تماطل مع أن الأمر سهل جداً عبر جمعها ووضعها في إحدى الجُزر الكويتية المهجورة وتكليف جماعة «الرفق بالحيوان» ربع (حرام Oh My God) برعايتها كل يوم إلى أن نجد دولة تقبل بهذه الكلاب وتأخذها عندها.

الشيء بالشيء يذكر بالنسبة «لسلق وسائل التواصل الاجتماعي» والذين يدعون دعم الحكومة والوقوف معها ببثها إشاعات عن زيادات الرواتب والبديل الاستراتيجي وأن الملفات موجودة على مكتب سمو رئيس مجلس الوزراء، وأن هناك توجيهاً منه لفعل كذا وكذا. وفي المقابل صمت حكومي لأيام عدة حتى يخرج لنا وزير المالية ليبين أن لا ملفات على مكتب سمو الرئيس وأن الأمر مازال تحت الدراسة.

السكوت يا حكومة عن (السلق المضلل) يعني أنكم راضون أو تدفعون لهم.

يجب أن تقوم الحكومة بتحرك لمحاسبة هؤلاء «السلق» وتحجيمهم، كما عليها أن تضع ناطقاً رسمياً لها يكون تابعاً لمكتب سمو الرئيس وله صلاحية الاتصال بكل مسؤولي ووزراء الدولة واتصاله يعني أن سمو الرئيس يسأل وعليهم تحضير الإجابة بالسرعة اللازمة ليعرف الشعب الحقيقة. تجربة الناطق الرسمي السابقة فاشلة لعدم قناعة الحكومة بهذا المنصب. فقط هناك قيادي في وزارة الإعلام مطلوب إزاحته تم تحويله إلى ناطق رسمي وسلامتك.

كل الدول والحكومات التي تحترم شعوبها لديها ناطق رسمي وله اطلاع واسع ومتابعة لأعمال الحكومة والمؤسسات وكذلك متابع للأنشطة والوسائل الإعلامية في الدول.

قسائم المطلاع

نشرت صحيفة «الراي» في عددها يوم الإثنين الماضي 3 يوليو 2023 وعلى صفحتها الأولى مانشيتاً تحت عنوان «186 قسيمة في المطلاع... غير موجودة!» بقلم الزميل تركي المغامس الذي استغرب اختفاء 186 قسيمة في المطلاع.

عزيزي تركي لا تستغرب ففي أواسط السبعينات اختفت مجموعة من البيوت الحكومية في منطقة العمرية قطعة 5 (بيوت التركيب) وبعد سنوات استطاع نائب مجلس الأمة عن الدائرة في تلك الفترة تحويل الأراضي التي تزعم وزارة الإسكان أنها بيوت وخرائط البلدية أيضاً... استطاع تحويلها إلى حديقة صغيرة.

كذلك هناك بيوت حكومية لا وجود لها إلّا على الخرائط في الإسكان والبلدية في منطقة الفحيحيل مقابل شارع الفحيحيل السريع... قطعة مقسمة وشوارع وإنارة من دون بيوت.

عزيزي تركي استغربت اختفاء أراضٍ ونحن في السبعينات لم نستغرب اختفاء بيوت حكومية... قلوبنا قوية.

وعلى الخير نلتقي،،،