تحت عنوان «حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل»، عرضت السعودية، أمس، ملف «الرياض إكسبو 2030» أمام المكتب الدولي للمعارض في باريس، في خطوة تتماشى مع جهود المملكة من أجل تنويع اقتصادها وتعزيز الأنشطة السياحية والتجارية ضمن «رؤية المملكة 2030».

وشكل حرص ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، على المشاركة شخصياً في حفل الاستقبال الرسمي، الذي أقامته الهيئة الملكية لمدينة الرياض، لمندوبي 179 دولة من أعضاء المكتب الدولي للمعارض - المنظمة المسؤولة عن معرض إكسبو الدولي - في باريس، مساء الإثنين، رسالة واضحة حول حرص المملكة، على تنظيم الحدث التجاري الأبرز عالمياً.

وقال الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض إبراهيم بن محمد السلطان، إن المملكة تخطط للانتهاء من مقر استضافة «إكسبو 2030 قبل الآجال المحددة».

وأضاف «بحلول عام 2028 ستكون كل استعدادات استضافة إكسبو 2030 جاهزة، ونخطط لاستضافة أكثر من 120 مليون زائر في 2030».

ولفت السلطان إلى أن موقع إكسبو يعتمد على الطاقة النظيفة ويراعي المعايير البيئية.

من جانبه، قال وزير الاستثمار خالد الفالح إن «استضافة إكسبو تتلاءم مع بيئة الاستثمار في السعودية التي لا حدود لها».

وأضاف أن الميزانية المخصصة لاستضافة الحدث تبلغ 7.8 مليار دولار.

ولفت إلى أنه سيتم منح القطاع الخاص مساحة كبيرة في تنظيم«إكسبو الرياض 2030».

وأكد أن «موقع إكسبو سيكون ملتقى عالمياً للشركات للبحث عن فرص بالمملكة، وسنقدم مواردنا وإمكاناتنا لإنجاح مختبر الاستثمار العالمي».

وقال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، إن «المملكة تسعى إلى تنظيم معرض إكسبو 2030 للانتقال لمستقبل مستدام أكثر عدالة».

وأضاف أن «المملكة ملتزمة مساعدة الدول الفقيرة والنامية»، لافتاً إلى أنها «قدمت مساعدات لـ100 دولة في مجالات البنية التحتية والتنمية».

وأشار إلى أن «السعودية تسعى لتنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية عن طريق رؤية المملكة 2030».

وقالت السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر، إن المملكة «ملتزمة تنظيم أفضل نسخة من مؤتمر إكسبو عبر تاريخه، وأن الرياض وجهة سياحية عالمية استثنائية، وستكون جاهزة لاستضافة إكسبو 2030».

وأوضحت أنه سيتم توفير تأشيرة خاصة لحضور«إكسبو الرياض 2030»، والذي سيركز على التواصل والشمولية مع كل الثقافات.

وتتنافسُ الرياض، مع بوسان الكورية الجنوبية، وروما الإيطالية، لاستضافة «إكسبو 2030»، وهو العام الذي سيتزامن، مع تتويج جهود «رؤية المملكة 2030»، في حين سيتم التصويت لاختيار المدينة المستضيفة في اجتماع الجمعية العمومية في نوفمبر المقبل.

وكانت هناك مدينة رابعة مرشّحة لخوض المنافسة، هي أوديسا الأوكرانية التي قدّمت ترشيحها في سبتمبر 2022، لكنّ اسمها لم يعد مذكوراً في لائحة الترشيحات الرسمية الصادرة عن المكتب الدولي للمعارض.

والموعدُ المقترح لـ«الرياض إكسبو»، هو الأول من أكتوبر 2030، وحتى نهاية مارس 2031، وهي الفترة التي ستتزامن، مع فترة عيد الميلاد، ورأس السنةِ الصينية، وشهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى الذكرى المئوية لتأسيس المكتب الدولي للمعارض، الذي يُشرفُ على معارض «إكسبو».

وسيقام «أكسبو الرياض»، على مساحة 6 ملايين متر مربع، وعلى بُعد خمس دقائق، من مطار الملك خالد الدولي.

والتصميم سيكون بمثابة مدينة مستقبلية، حول وادٍ قديم، يعكسُ رؤية المملكة، لريادة مستقبلٍ مستدامٍ للمدن.

وتقدم الرياض بملف «إكسبو 2030»، يأتي وسط رغبة حقيقية، بدعوة العالم، للمشاركة في «صنع المستقبل»، من خلالِ 41 مليون زيارة فعلية مستهدَفة للموقع، وأكثر من مليار زيارة، من خلال «مِنصة ميتافيرس»، فريدة من نوعِها.

وتستهدف المملكة جذب 147 مليون سائح عالمي ومحلي سنوياً بحلول 2030، منهم 105 ملايين لسياحة الترفيه، و42 مليون زائر للسياحة الدينية.

وقدمت الهيئة الملكية لمدينة الرياض ملف «حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل»، من خلال ثلاثة عناوين فرعية هي «غد أفضل، العمل المناخي، والازدهار للجميع»، حيث نوه محمد بن سلمان في مقدمة «عنوان إكسبو وموضوعه» بأن استضافة المملكة للحدث «ستتزامن مع عامٍ نحتفل فيه بتتويج جهودنا الرامية إلى تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030».

وتتطلّع السعودية من خلال «إكسبو» إلى إرساء شراكة مع العالم من خلال منطقة «إكسبو سي 3»، أو«ركن التغيير التعاوني»، حيث تطمح لجمع الخبراء والمفكرين لتقديم الرؤى والابتكارات والحلول الإبداعية للتحديات الوطنية والدولية التي تواجه الشعوب.