أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، أن «المسار الذي تسلكه الدولة على مدار 25 عاماً، كان جيداً، لكن كان من الممكن أن يكون هناك أكثر من ذلك، واليوم، أردنا أن نستفيد من موقعنا الجغرافي، وأن نكون محورا شريانا رئيسيا للتجارة العالمية».
وأشار إلى أنه «تم إضافة 18 كيلومتراً أرصفة في ميناء الإسكندرية، في أقل من سنتين، وهذا يعني أن تضغط على نفسك ومواردك، وأن نكون على خريطة العالم، ولهذا قامت الدولة بإعادة ضبط أمور ميناء تلك المحافظة بشكل جيد».
وقال السيسي خلال افتتاح محطة «تحيا مصر» البحرية، في ميناء الإسكندرية «أنا لما بكلمكم كده يا مصريين علشان تعرفوا يعني إيه دولة. الدولة مش أكل وشرب، الدولة حاجة تانية خالص، وما تفعله الدولة من تنمية يستهدف أولاد وأحفاد المصريين، والناس في مصر لازم تعرف إن هو ده المستقبل».
وأضاف«كان فيه شاب في (محافظة) البحيرة بيقولي (خلال افتتاح مشروعات الأربعاء) عاوز أطمن على بكره بتاعي، وأنا بقول كل اللي بنعمله مش علشانا إحنا، علشان ولاد مصر وأحفادهم، واللي عايز يبني بلد ما بيخافش أبداً، إلا من ربنا سبحانه وتعالى، وهو من يحاسبه، علشان فيه كتير بيقولوا الطريق ده بتعمله ليه، ومستقبل البلد دي لو ماكنش فيه بنية أساسية تليق بدولة يبقى أنت مش بتعمل مستقبل خالص».
وأوضح الرئيس المصري أنه خلال الفترة الماضية، تم تخصيص تريليوني جنيه لمشروعات وزارة النقل، و«أقول الكلام ده علشان أقولكم إننا بنحفر مستقبل بلدنا. أنا ماعنديش أي شك في ده، الناس في مصر لازم تسمع كويس، إن كل طوبة بتتعمل في البلد دي أنا معاها وشايفها، وعلشان تعمل الأمل لازم تبني كتير جداً، مش تبني طريق زي ما الناس كلها فاكرة إننا بنعمل طريق، أنا بشرح الشرح ده لي وللمسؤولين وللناس في مصر، وللناس المهتمة في العالم تعرف الدول ليه مش مستقرة، والناس اللي عايزه تعيش وتستقر لازم تبني».
وطمأن السيسي، سكان الميناء القديم في العريش، قائلاً «علشان أعمل المثلث ده (عندكم) ألاقي فيه ظهير وناس موجودة فنعوضها، وبقولهم وهمه سامعيني إحنا مش بنعمل ده ضدكم، إحنا بنعمل ده لأجل بلدنا ولأجلكم... وعلشان تلاقوا شغل ليكم ولأولادكم ومستقبل يليق بالعريش وكل سيناء».
ولفت إلى أن «الناس فاكرة إن موضوع اليخوت ترف... في البحر المتوسط 500 ألف يخت، حصتنا فيها مش عاوز أقول مفيش، لكن فيه دول تانية بتاخد 30 في المئة منها، وده حقها، واللي يشتغل ياخد، واللي ميشتغلش وينام، خليه نايم».
إلى ذلك، افتتح السيسي، ميناء أكتوبر الجاف، على مساحة 100 فدان في مدينة 6 أكتوبر، كما افتتح ميناء السلوم البري، عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، وذلك خلال افتتاحه محطة «تحيا مصر» في ميناء الإسكندرية.
كما شهد السيسي، مراسم رفع العلم المصري على سفينة «وادي الملوك»، خلال الفعاليات ذاتها في المحافظة.
ومساء الأربعاء (وكالات)، تحدث السيسي خلال فعاليات المؤتمر الوطني للشباب، المنعقد في الإسكندرية، عن الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر، مشيراً إلى أن «الشعب أثبت قدرته على تحمل الأوضاع الصعبة».
وقال متوجهاً للشعب المصري، «والله العظيم، المصريون أثبتوا خلال السنوات العشر الماضية أنهم على قدر المسؤولية، فاللي قدمت شهيد ومصاب لم تتكلم بل تقول أيضاً عندي كمان خده».
من ناحية أخرى، ثمنت أوساط شعبية وسياسية وحقوقية، استجابة السيسي لمطالب ومناقشات الحوار الوطني، خصوصاً ملفات «الوصاية على المال، حرية تداول المعلومات، إنشاء مفوضية عدم التمييز»، مؤكدة أنها«استجابات تؤكد أهمية مناقشات ونتائج الحوار الأولية من دون انتظار».
وفي ملف الأزمة الروسية - الأوكرانية، قالت مصادر معنية، إن رئيس الحكومة مصطفي مدبولي سيمثل مصر، ضمن الوفد الذي سيزور موسكو وكييف لطرح مبادرة السلام الأفريقية.
الطيب: التنكر للدين يضيّق الخناق على إنسان العصر
| القاهرة - «الراي» |
أكد شيخ الأزهر أحمد الطيب، أن «الأزمات التي تخيم على إنسان العصر الحديث في الشرق، وتزحف الآن بقوة لتضيق عليه الخناق في الغرب، ما كان لها أن تكون لو أن حضارتنا الحديثة وثقافتنا المعاصرة، لم تبالغ في التنكر للدين، ولم تلقِ به وبتعاليمِه وراء ظهرها، ولم تتجاهل أنها تعلمت من شرائع السماء حرمة الدماء، وقيمة العدل ومحوريّته في استقرار الأفراد والمجتمعات».
وقال أمام مجلس الأمن، مساء الأربعاء، إن «المؤمنين بالله لا يسعهم إزاء هذه الأزمات إلا مواصلة الدعوة إلى نشر السلام والمحبة بين الشعوب قدر المستطاع، وعدم التقاعس عن التصدي لخطاب الكراهية بين الناس واستغلال الأديان والمذاهب في إشعال الحروب بين الشعوب، وبث الخوف والرعب في قلوب الآمنين».
بدوره، قال المفتي رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم شوقي علام، «لطالما كانت البشرية في حاجة إلى بناء الجسور المعرفية و الحضارية في ما بينها، لأن تلك الجسور هي التي تعظم المشتركات الإنسانية من أجل تحقيق النفع والخير للبشرية كلها، بغض النظر عن اختلاف العرق أو اللون أو الدين أو الفكر، كما تحترم الخصوصية الفكرية والعقدية وتدعم قيم الأمن والسلام والتعايش المشترك».
وأضاف أمام «منتدى بناء الجسور بين الشرق والغرب» في الأمم المتحدة في نيويورك مساء الأربعاء، أن «النموذج المعرفي، الذي ندعو إليه من أجل تحقيق الأمن والسلام يختلف شكلاً وموضوعاً عن النموذج الصدامي المشوه الذي تبنته وروجته الجماعات الإرهابية بمختلف أطيافها، ومنظرو صدام الحضارات عبر السنوات الفائتة، وإساءة استخدام الاختلافات الدينية والثقافية والعرقية مازالت وسيلة هؤلاء لتبرير العنف والإرهاب وخطاب الكراهية، ولطالما وقف القادة الدينيون في مواجهة تلك الأفكار، وضروري اتحاد القادة الدينيين من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة».