وقع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والجزائري عبدالمجيد تبون، أمس، «إعلان الشراكة العميقة»، إضافة إلى اتفاقية للتعاون في مجال استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية.
وقال بوتين إن «المحادثات مع الرئيس تبون الذي يقوم بزيارة دولة لروسيا كانت عملية ومثمرة للغاية، وهو ما يتضح من المجموعة الواسعة من الوثائق التي تم توقيعها على مستوى الحكومات والسلطات البلدية والوزارات، والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات».
وشدد على أن العلاقات مع الجزائر «تحمل أهمية خاصة بالنسبة لروسيا، وذات طبيعة استراتيجية»، مؤكداً أن اعتماد الإعلان ستكون بداية لمرحلة جديدة أكثر تطوراً في العلاقات الثنائية، ومعتبراً أن التنسيق بين البلدين «يساهم في استقرار» الأسعار العالمية.
وتابع «من الضروري تطبيق ممارسة التسويات بالعملات الوطنية بشكل مكثف، ما سيؤمن اقتصادات البلدين».
وأضاف «نحن ممتنون للجزائر ولرئيس الجزائر لاستعدادهما لتقديم بعض خدمات الوساطة في شأن الوضع في أوكرانيا».
وقام بوتين بدعوة نظيره الجزائري إلى القمة الروسية - الأفريقية التي ستعقد في بطرسبورغ نهاية يوليو المقبل، مؤكداً أن الجزائر شريك أساسي لروسيا في العالم العربي وأفريقيا.
ولفت بوتين، في بيان، إلى أنه «ناقش مع الرئيس الجزائري الوضع في أوكرانيا، ومن بين الموضوعات الإقليمية بحثنا الوضع في ليبيا والسودان والصحراء الغربية، بالإضافة إلى التسوية الفلسطينية - الإسرائيلية».
وأضاف أنه أوضح «الرؤية الروسية للأسباب الجذرية» للصراع في أوكرانيا، وقدم تقييماً للوضع الحالي.
من جهته، اقترح تبون خلال المحادثات، دخول الجزائر إلى «مجموعة بريكس» والعمل على تقليل الاعتماد على الدولار واليورو، وهو ما اتفق معه بوتين.
وأضاف «اتفقنا تقريباً على أكبر النقاط التي تهمنا في ما يخص الوضع الدولي المضطرب جداً، لذا نريد التعجيل بدخولنا إلى منظمة البريكس حتى ندخل في تنظيم آخر غير الدولار».
وأشاد بوقوف موسكو إلى جانب اختيار الجزائر، عضواً غير دائم في مجلس الأمن، مشيراً إلى أهمية دعمها لبلاده في الانضمام إلى «بريكس».
وأكد أن «الجزائر تبقى وفية لعلاقاتها وصداقتها مع روسيا»، معتبراً أن «هذه العلاقات لم تتغير ولن تتأثر بالأوضاع والضغوط الدولية».
وشدد تبون على أن «ذود الجزائر عن سيادتها واستقلالها يتم بمساعدة قوية من روسيا» مع ملاحظة أن الظروف الدولية «المعقدة جداً» تستدعي مواصلة التشاور حول القضايا التي تهم الجانبين.
وترتبط الجزائر وموسكو بعلاقات تاريخية، سواء على المستوى الاقتصادي مع تبادلات تجارية بنحو 3 مليارات دولار، أو على المستوى السياسي والاستراتيجي، خصوصاً أن روسيا أكبر مورد للسلاح لأكبر بلد أفريقي من حيث المساحة.
كما تنسقان في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز وفي اجتماعات تحالف الدول المصدرة للنفط «أوبك بلاس».
ومنذ بدء النزاع في أوكرانيا، تعزز روسيا علاقاتها في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
وتسعى روسيا إلى تقديم نفسها كشريك مميز للعديد من الدول في أفريقيا، أحيانا على حساب فرنسا القوة الاستعمارية السابقة.