قال قائد «فاغنر» يفغيني بريغوجين، إنه ليس متأكداً من أن مجموعته العسكرية الخاصة ستبقى في أوكرانيا، على خلفية الخلافات مع وزارة الدفاع الروسية.

وكانت «فاغنر» على خط المواجهة في عدد من المعارك في أوكرانيا، ولعبت دوراً بارزاً في الاستيلاء على مدينة باخموت الإستراتيجية في الشرق.

لكن الخلافات خرجت إلى العلن أكثر من مرة، حيث اتهم بريغوجين، الجيش الروسي بالتقاعس عن إمداده بالأسلحة والذخائر اللازمة، بينما وقّعت وزارة الدفاع الروسية، عقداً مع مجموعة القوات الخاصة الشيشانية، «كتيبة أحمد»، في خطوة وصفها خبراء عسكريون، بالأولى نحو خروج «فاغنر» من المعادلة الميدانية... فهل ستنتهز أوكرانيا هذا الخلاف؟

لماذا رفض بريغوجين؟

وصل صدام قادة المؤسسة العسكرية الروسية مع بريغوجين، إلى محطته الأخيرة، بحسب ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي، عقب إعلان وزارة الدفاع عن تنفيذ خطتها للسيطرة على جميع المقاتلين في جبهات القتال كافة.

ويوضح أرتاماتوف، لموقع «سكاي نيوز عربية»، أسباباً عدة لرفض بريغوجين، توقيع العقد والذي وقّعته بدلاً منه «كتيبة أحمد»، وهي:

- العقود تسمح لوزارة الدفاع بالسيطرة الكاملة على جميع الوحدات المتطوعة.

- بموجب العقد تصبح التعليمات العسكرية والخاصة بالتسليح تابعة لوزارة الدفاع فقط.

- عدم السماح لأشخاص خارج المؤسسة العسكرية، بقيادة المجموعات القتالية وهذا ما يرفضه بريغوجين بشدة.

وبموجب التوقيع، سيحصل المقاتلون المتطوعون على جميع المزايا والضمانات التي تحصل عليها القوات النظامية، بما في ذلك تقديم الدعم لهم ولعائلاتهم إذا أُصيبوا أو قتلوا أثناء العمليات العسكرية في أوكرانيا، أو في أيّ مكان آخر بطبيعة الحال.

ويُضيف أرتاماتوف، أن «فاغنر» ترفض في الأساس مصطلح «قوات متطوعة»، فطموح المجموعة أكبر من ذلك، فعقب نجاحات باخموت، كان بريغوجين يسعى، إلى نيل منصب عسكري بشكل رسمي وقيادته المطلقة لمجموعته في الميدان من دون التنسيق مع القيادة العسكرية، وهذا اتضح جلياً أيضاً من الهجوم اللفظي الذي حدث خلال الأشهر الماضية بين الطرفين.

ففي مايو الماضي، أعلن بريغوجين استعداده لتسليم المواقع في باخموت إلى «قوات أحمد»، على إثر خلاف مع وزارة الدفاع الروسية.

«كتيبة أحمد»

في يونيو الماضي، أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، عزمه على تشكيل 4 كتائب عسكرية خاصة وهي «أحمد شمال» و«أحمد جنوب» و«أحمد شرق» و«أحمد غرب»، تتألف من 10 آلاف جندي، ويرأسها الجنرال آبتي علاء الدينوف.

كما تتسلح هذه الكتائب بأحدث الأسلحة الروسية، بينها دبابات ومركبات ومنصات صواريخ.

وتحمل جميع مركبات «قوات أحمد» شعار حرف (Z). وتعد القوات الوحيدة من خارج روسيا وأوكرانيا، التي تشارك في الحرب بشكل مباشر.

وحول دور هذه الكتائب في الحرب الأيام المقُبلة، يقول المُحلل أرتاماتوف، إن الأسابيع الماضية شهدت تعبئة بشكل كبير في صفوف القوات الشيشانية والتي لها كفاءه قتالية عالية نظراً لتلقي تدريبات بشكل مكثف ومباشر من الجيش الروسي منذ فترة طويلة.

وتوقع أن تحقق الكتائب ما هو مطلوب منها وبشكل أكثر ديناميكية مع وزارة الدفاع على عكس ما حدث مع «فاغنر».

هل ستستفيد كييف؟

في ظل القرارات الروسية الخاصة بالمتطوعين في جبهات القتال، تواصل كييف هجومها المضاد لليوم الرابع على الجبهات كافة.

ويقول نعومكن بورفات، المتخصص بالسياسة الدولية في جامعة تافريسكي الأوكرانية، إن الهجوم يُحقق نجاحات حتى الآن، خصوصاً في الجبهة الشرقية.

ويُضيف بورفات لـ «سكاي نيوز عربية»، أن الخلافات الحادة الحالية بين «فاغنر» ووزارة الدفاع الروسية، لها تأثير على الميدان، والدليل تقدم القوات الأوكرانية في تلك الجبهة مجدداً واختراق الخطوط الأمامية بنجاح.

ويُشير إلى لجوء وزارة الدفاع الروسية إلى القوات الشيشانية، قائلاً «موسكو لا تريد حرباً بمعنى الكلمة ولكن تريد حرب شوارع، لهذا تتجه إلى ترويض تلك المجموعات وتوجيهها لاستنزاف القوات الأوكرانية والتقليل من الخسائر البشرية في صفوف الروس».