أحيت الفنانة البرتغالية سارة بيكاسو، مساء أمس، حفلاً غنائياً احتفالاً بالعيد الوطني لبلادها في مكتبة الكويت الوطنية، بحضور رئيس مجلس الأعمال البرتغالي أنتونيو كامبوس، إلى جانب السفير الإسباني لدى البلاد ميغيل مورو أغيلار، إلى جانب محمد النصار ممثلاً عن المكتبة الوطنية، وعدد من الجمهور المتذوق للفن.
الحفل، الذي نظمه مجلس الأعمال البرتغالي، وامتد لأكثر من 60 دقيقة، قدمه المذيع عبدالعزيز درويش مخاطباً الحضور باللغتين العربية والإنكليزية، معتمداً على الارتجال.
بعدها، اعتلت بيكاسو المسرح لتصدح بصوتها المميز وإحساسها الطاغي بـ 15 أغنية من موسيقى «فادو» التي ظهرت في البرتغال أوائل القرن التاسع عشر، حتى باتت إلى يومنا الحالي رمزاً موسيقياً للثقافة والتقاليد البرتغالية، خصوصاً أنها تتميز بألحانها وكلماتها الحزينة.
وعلى الرغم من أن الأغاني كانت باللغة البرتغالية، إلا أن بيكاسو استطاعت إيصالها إلى القلب من دون مترجم، وجعلها تلامس الوجدان وتدغدغ المشاعر، عابرة لحدود اللغات.
وكان كامبوس، قد ألقى كلمة ترحيبية قبل بدء الحفل، قال فيها: «إنه لشرف كبير أن تلبوا دعوة الحضور والاستمتاع بهذا الحفل الغنائي الرائع لموسيقى (فادو) التي من خلالها نظهر الحب لكم، وهو ما أحضرناه هنا الليلة، روحنا وإيماننا بأن الموسيقى تتخطى كل اللغات من دون قيود».
من جانبه، قال محمد النصار: «لقد أدرك السياسيون أن قوة الدول لم تعد تُقاس بالقوة الاقتصادية، أو بالتفوق العسكري، بل بمدى قدرتها الثقافية على إنشاء علاقات مع الدول الأخرى، على صُعد تبادل المعلومات والتطور المعرفي وترويج الفنون وغيرها من جوانب الثقافة، لذلك توجهوا إلى الثقافة وانظروا إليها على أنها ديبلوماسية القرن الواحد والعشرين و (وزارة خارجية الشعوب) نظراً لما تملكه من مقومات أكثر تأثيراً على الشعوب من العمل الديبلوماسي التقليدي الرسمي».
وتابع: «إننا نأمل أن نقطع مزيداً من أشواط التعارف والتبادل الثقافي على طريق العلاقات بين الكويت والبرتغال، طريق (الديبلوماسية الثقافية، وأن يكون هناك تبادل وتفاعل حي مع ثقافات الشعوب الأخرى، خصوصاً ونحن نؤمن بأن الثقافة هي الرافعة الأولى للتنمية الشاملة، وأنها الدرع الحامية من التطرف والإرهاب».
يشار إلى أن بيكاسو ولدت في لشبونة العام 1991، واكتشفت عشقها لـ«فادو» في سنوات المراهقة من خلال الاستماع إلى أماليا رودريغيز، إذ شعرت بالانجذاب إلى هذا الأسلوب الموسيقي الفريد.
وسرعان ما بدأت بالانغماس في هذا اللون الفني، حتى أضحت اليوم واحدة من أكثر الفنانات الواعدات من الجيل الجديد المتميزة فيه.