لقد سطّر الشعب الكويتي الكريم في يوم 6|6، أروع صور النضال الديموقراطي وتمسكه بروح الديموقراطية، وقد خابت ظنون كل مَنْ ظنّ انه شعب عازفٌ وتارك لهذا الحق الأصيل... الحق الذي اشترطه الأجداد على أن يكون الأساس في الدستور الكويتي وهو مشاركة الشعب من خلال ممثليه في البرلمان في صناعة القرار، وان تكون السيادة للأمة مصدر السلطات جميعاً كما نصت على ذلك صراحةً المادة 6 من الدستور الكويتي. فكل الشكر وعظيم الامتنان لهذا الشعب العظيم الذي كلما سمع نداء الوطن لبّاه... فقد حيّا الشعب ممثليه وينتظر منهم رد التحية.

شارك في هذا العرس الديموقراطي 207 مرشحين اصطفى منهم الشعب 50 نائباً ليكونوا ممثليه وحاملين على عاتقهم أمانته والمطالبين بحقوقه والذائدين عن حرياته والحامين لمصالحه وأمواله، وان يتعاونوا ويتآلفوا في ما بينهم ليكونوا كالجسد الواحد ويتسنى لهم مد يد التعاون مع باقي السلطات في البلاد... فإن ما تعيشه البلاد لا يحتمل مزيداً من الخلاف والفرقة والتناحر فالكويت أكبر من جميع الأسماء وهموم المواطن البسيط أهم من طمع الطامعين وجشع المتنفذين، فمآسي التعليم، والصحة، والإسكان، وتدهور الطرق، والكيان الاقتصادي للبلاد وغيرها كثير... فإن جميعها تنتظر فريق إنقاذ برلماني تكنوقراطي أهل معرفة وخبرة ودراية، كوادر متخصصة في تشخيص المرض مع إيجاد الحلول المناسبة، وان أخشى ما أخشاه أن يولج البرلمان نفسه في مهاترات وخلافات لا تُغني ولا تُسمن من جوع.

وكما قال الأول:

وإن يكُ صدرُ هذا اليومِ ولّى... فإن غداً لناظرهِ لقريبُ

ختاماً:

إن الشعب يراقب ويتابع أداء نوابه وإن للشعب عينين، عينٌ على يد النائب المشرعة وعينٌ على يد النائب المحاسبة، فبالتشريع وإقرار القوانين تنهض البلاد وتنمو وتزدهر، وفي المحاسبة السياسية سدٌ للذرائع وقطع الأسباب الموصلة إليه. وفق الله الجميع لما فيه خير للبلاد والعباد وصالح الأمة.

Twitter: @Fahad_aljabri

Email: Al-jbri@hotmail.com