نفى الممثل اللبناني باسم مغنية أن يكون عدم حضوره على الشاشة الصغيرة في موسم رمضان يجعل منه ممثلاً غائباً، معتبراً «أن الممثل يمكن أن يتواجد على الشاشة في أي وقت من السنة»، وموضحاً أنه عُرضت عليه بعض الأعمال ولكنها لم تكن بمستوى تلك التي عوّد الجمهور عليها خلال الأعوام الماضية.
مغنية تحدّث لـ «الراي» عن أعماله الجديدة، مشيراً إلى أنه انتقائي في اختيار أعماله، وموضحاً أن الكثير من الأعمال التي رَفَضَها ذهبت لممثلين آخرين.
• ما مصير العمل الذي كنت أشرتَ إليه وأرجأتَ التحدث عن تفاصيله إلى ما بعد رمضان؟
- هذا صحيح، ولكنني لم أتأكد منه حتى الآن، لأن الممثل يبدأ بتسلُّم النصوص الجديدة بعد انتهاء الموسم الرمضاني فيقرأها ويُبْدي رأيَه فيها فإما يحصل اتفاق عليها وإما لا. بعد انتهاء شهر رمضان يعيش الممثلون ومحطات التلفزيون فترةً من الراحة، أما المُنْتِجون فيقومون بجمع الأموال التي دفعوها على إنتاج أعمالهم.
• هل يمكن القول إنك كنتَ أكبر الغائبين في الموسم الرمضاني الفائت؟
- لستُ الغائب الأكبر ولا الأصغر. وعدم وجودي في الموسم الدرامي الرمضاني لا يعني بالضرورة أنني غائبٌ لأنه يمكن أن أتواجد قبْله أو بعده.
• لكن بعض الممثلين لا يُطلبون سوى في الأعمال الرمضانية وهذا الأمر ضروري بالنسبة للممثل لأنه موسم درامي بامتياز وترتفع فيه نسبة المشاهدة بشكل كبير جداً كما أن المُنْتجين يسخّرون كل طاقاتهم الإنتاجية له نظراً لشدة المنافسة؟
- أحياناً يُمكن أن يُعرض على الممثل عملٌ لا يتناسب مع توجهاته وطريقة تفكيره، وفي مثل هذه الحالة ليس بالضرورة أن يقدّم عملاً في الموسم الرمضاني، بل يمكن أن يطلّ في أي شهرٍ يُناسِبُه خلال السنة.
لا شك في أن الصراع الدرامي والمنافسة تكونان أكبر وأقوى في شهر رمضان، ولكن عندما أشعر كممثل بأن العمل لا يتوافق مع تطلّعاتي، خصوصاً أنني قدّمتُ شخصيات مهمة في أعمال عدة، بينها في مسلسل «للموت» و«ثورة الفلاحين» و«أسود» وغيرها، أفضّل عندها الانتظار إلى ما بعد انتهاء الموسم الرمضاني كي أطلّ بعملٍ أشعر بأنني مقتنع به ويتوافق مع طموحي وتطلعاتي.
• ألا يُفترض بالمُنْتِجين أن يخصّوك بأعمال خاصة بك كما يحصل عادةً مع كل النجوم، ولا سيما أنك ممثلٌ لك جمهورٌ ينتظرك؟
- بصراحة، فضّلتُ عدم التواجد في الموسم الرمضاني بعدما قرأتُ عدداً من النصوص ووجدتُ أنني لا أريد التواجد في هذه الأعمال. بدأ المُنْتِجون يَعرضون عليّ النصوص قبل 5 أشهر من بدء شهر رمضان وقرأتُ وبحثتُ كثيراً، وكان يفترض أن أصوّر عملاً ولكنني شعرتُ بأنني لا أستطيع أن أنافس فيه بعد مسلسل «للموت»، ولذلك قررتُ الابتعادَ لأنني لستُ مضطراً للقبول بعمل وأن يقال إنني تراجعتُ بعدما كنت قد شاركت في مسلسل مهم.
يهمني أن أشارك في عملٍ أقدّم من خلاله دوراً يعبّر عن حالة ولم أقدم مثله سابقاً لأنني أرفض التكرار.
وبصراحة، قرأتُ ثلاثة أعمال، اثنان من بينها من توقيع كاتبيْن مهمين جداً في العالم العربي وليس في لبنان فقط، ولكنني لم أحبهما، ولذلك فضّلتُ عدم التواجد في موسمٍ تكون خطوتي ناقصة فيه.
• لم تعجبك الأعمال أم دورك فيها؟
- أحياناً يمكن أن نقرأ النص ونشعر بأنه جيد، ولكنه غير قادر على المنافسة. وتهمّني المشاركة في عمل أكون واثقاً منه، وتتوافر فيه المواصفات التي تُرْضيني. أنا متطلّب كثيراً في عملي، وغالبية الممثلين لا يعرفون أنني أعتذر عن الكثير من الأعمال فتذهب إلى غيري لأنها لا تُرْضيني.
ويمكن أن أبقى لفترة طويلة من دون الإطلالة على الشاشة كما يمكن أن أشارك في عدد كبير من الأعمال عندما تُرْضيني كممثل.
أنا انتقائيّ جداً والأدوار التي قدّمتُها في الأعوام التسعة الأخيرة برهنت عن ذلك. والجمهور يتابعني في عمل أو عملين سنوياً، وفي أعمال مؤلفة من 7 أو 8 حلقات على «شاهد» ولا يمكن أن أقدّم أكثر من ذلك سنوياً، بينما يمكن لممثل مثلي أن يشتغل طوال العام من دون توقف كما يفعل ممثل عربي صديق لي وأحبه جداً، لكنه يشارك في ست مسلسلات سنوياً.
وأنا لست مجبراً أن أفعل مثله، خصوصاً وأنه ينجح بينها عمل واحد والأعمال الباقية لم يسمع بها أحد. همي كممثل ليس تجارياً بقدر ما هو فني.
• وهل تابعتَ الموسم الثالث من مسلسل «للموت»؟
- تابعتُ بعض الحلقات لأنني أعتبر نفسي جزءاً من هذا العمل، سواء تواجدتُ فيه أم لا، لأنني أحبّ أن أعرف مثل كل الناس ما الجديد الذي قدّموه فيه. عدا عن أن كل الممثلين المُشارِكين في «للموت» أصحاب وإخوة لي لأننا نجحنا معاً.
• وكيف تقيّم هذا الجزء من المسلسل من خلال متابعتك له؟
- لستُ في موقع التقييم، ولكن ما أعرفه أن مسلسل «للموت» استمر في نجاحه وفي الزخم الذي تَمَيَّزَ به، وكل الناس أكدوا أنه كان جيداً على مستوى الكتابة والإخراج والإنتاج كما في مواسمه السابقة. العمل لا يزال في تطوّر تصاعدي، ولذلك تَقَرَّرَ أن يكون هناك جزء رابع له حتى لو كان بعدد حلقات أقلّ، وهذا أكبر دليل على نجاحه.
• هل يمكن أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من اضمحلال الأعمال المحلية، خصوصاً أن نجاح الأعمال المشتركة والأعمال المعرَّبة يأتي على حساب المسلسلات المحلية والممثل يُقْبِل على المشاركة فيهما لأن الأجر أعلى كما أن المُنْتِج يهمّه الكسب المادي؟
- هذا صحيح.
• لكن تشجيع الدراما المحلية أمر واجب ويُعتبر قضية وطنية؟
- هناك الكثير من الأعمال اللبنانية التي تُنْتَج وبينها مسلسل «للموت» ومسلسل «2020».
• هذان العملان يُصنفان من نوع الأعمال المشتركة؟
- عندما كنتُ أسافر إلى سورية أنا وفادي إبراهيم ونشارك المُخْرِجين نجدت أنزور وباسل الخطيب بأدوار أساسية في عمليْن أو ثلاث كـ «أخوة التراب» و«الجوارح»، فهل كانت تلك الأعمال مشتركة أم أنها أعمال سورية! نحن لم نقل أبداً إنها أعمال مشتركة أو «بان آراب»، بل كنا نقول إنها أعمال سورية.
أحمد الأحمد شارك في الجزء الثاني من مسلسل «للموت» وكان شريكاً أساسياً في العمل، ولكن لا يصحّ أن نطلق عليه اسم عمل مشترك لأن الكاتبة اسمها نادين جابر وهي من الجنوب والمخرج اسمه فيليب أسمر وهو من بيروت والمُنْتِج جمال سنان هو لبناني أيضاً وكل الممثلين المشاركين في العمل هم لبنانيون، فهل مشاركة ممثل سوري فيه تعني أنه عمل مشترك.
وحتى لو شارك في العمل ممثلان أو ثلاثة أو أربعة سوريين، فإن العملَ لبنانيّ الهوية، والفارق بيننا وبين الممثين السوريين هو الجنسية المختلفة، ولكن تجمع بيننا نفس العادات والتقاليد، ولطالما عشنا معاً. لا يمكن أن نقول عن عمل إنه غير لبناني إذا كان المصوّر فيه غير لبناني.
وهناك أعمال مصرية مدير التصوير فيها بولندي، وأنا شاركتُ في الموسم الرمضاني الفائت بالمسلسل المصري «الاجهر» بدور أساسي جداً، فهل نقول إنه عمل مشترك لمجرد أنني ممثل لبناني وشاركتُ فيه، مع أنني تكلمت باللهجة اللبنانية وليس المصرية.
وأيضاً «للموت» و«2020» هما عملان لبنانيان حتى لو شاركت فيهما طاقات مهمة من دولة أخرى. حتى المُنْتِج صادق الصباح يتعامل مع ممثلين سوريين في الكثير من أعماله ولكن الطاقات اللبنانية موجودة فيها.
• ولكن يقال إن العمل بأبطال لبنانيين لا يمكن تسويقه؟
- بعيداً عن مسألة التسويق، لا شك أن مسلسل «للموت» هو عمل جيد وكذلك مسلسل «2020»، ولو تمت الاستعانة بالممثل يورغو شلهوب مكان محمد الأحمد فهل هذا يعني أن العمل لن ينجح ولن يُسَوَّق؟
• لا بد من أن يفكر المُنْتِج بهذه الطريقة؟
- أتحدث عن تصنيف الأعمال والمسلسلات التي يقال عنها إنها مشترَكة أو «بان آراب» وهي في الحقيقة أعمال لبنانية.