كعادتها، ومع إشراقة شمس يوم الاقتراع، بدت انتخابات مناطق الدائرة الأولى التي وصفها المراقبون بـ«ملح الكويت» هادئة في مواقع، وساخنة في أخرى، حيث عكست مجريات العملية الانتخابية في تلك الدائرة التي يتنافس فيها 35 مرشحاً ينتمون لفئات مختلفة، يمثلون مكوّنات النسيج الوطني للوجه الحضاري للكويت، لتضرب بذلك مثالاً يُقتدى به لما يجب أن يكون عليه المشهد الانتخابي.
ففي الوقت الذي شهدت فيها لجان مناطق الدسمة والشعب والدعية هدوءاً مصحوباً بتكتيك انتخابي من نوع خاص، لاسيما من قبل أصحاب اليد العليا من المرشحين في هذه المناطق، كسرت مناطق الرميثية ومشرف وبيان بزخمها الانتخابي حاجز الهدوء لما تتمتع به هذه المناطق من كتلة تصويتية ضخمة تتجاوز حاجز الـ 60 ألف ناخب وناخبة، حيث بدت المنافسة في تلك المناطق الثلاث قوية بين المرشحين المتنافسين لجذب أكبر عدد من الأصوات لتُضاف إلى رصيد أصواته في المناطق التي يتمتع فيها بثقل انتخابي.
ومن الرميثية ومشرف وبيان إلى منطقة سلوى التي تمثل معقل المرشحين العوازم كانت المنافسة أكثر ضراوة على عكس منطقة السالمية التي اتسمت بالهدوء الحذر.
وفيما اختفت ظاهرياً النزعات الفئوية والقبلية خلال سير العملية الانتخابية في مناطق الدائرة الأولى التي كانت تسير حتى إغلاق ابواب الاقتراع على نار هادئة، إلا أن هذه النزعات كانت تتجلى بين الفينة والأخرى في صورة المجاميع الانتخابية التي كانت تحشد بطريقة غير مباشرة في بعض مراكز الاقتراع لمصلحة مرشحيها، لتبقى مناطق الرميثية وبيان ومشرف التي وصفها بعض المراقبون للعملية الانتخابية بمناطق «كسر عظم»، هي كلمة السر لترجيح كفة مرشحين على حساب آخرين. وفي النهاية تبقى كلمة الفصل لتحديد مراكز الفائزين من مرشحي الدائرة الأولى لنتائج صناديق الاقتراع.
واعتبر العديد من ناخبي منطقة مشرف أن منطقتهم التي تضم أكثر من 22 ألف صوت كفيلة بترجيح كفة بعض المرشحين على حساب البعض.
وقال حمد المذن أحد ناخبي المنطقة لـ«الراي»: «نتمنى على جميع المرشحين الذين سيصلون إلى كرسي البرلمان أن يضعوا مطالب المواطنين في مقدم أولوياتهم وضمن دائرة اهتمامهم، فالشارع الكويتي قادر حالياً على تقييم المواقف»، مطالباً النواب بأن يكونوا على قدر المسؤولية في حمل مطالب المواطنين.
كذلك شهدت منطقة بيان التي تضم أكثر من 18 ألف ناخب، إقبالاً متوسطاً إلى كثيف، خصوصاً في الفترة المسائية التي بدا فيها المرشحون يغازلون ناخبيهم، وقد اعتبر بعض المراقبين للمشهد الانتخابي منطقة بيان بأنها تمثل مفترق طرق لكثير من المرشحين الذين يتشابهون في الطرح والقضايا التي يتبنونها.
كما شهدت المنطقة إقبالاً كثيفاً منذ انطلاق عملية الاقتراع حتى انتهائها مقارنة ببعض مناطق الدائرة الأولى التي سجلت حضوراً متوسطاً نوعاً ما باستثناء منطقتي مشرف وبيان.
ولم تهدأ حركة المرشحين العوازم بين مناطق سلوى والرميثية والسالمية لحشد أنصارهم والتصويت لمصلحتهم حتى الدقائق الأخيرة من إغلاق باب الاقتراع، بالمقابل شهدت منطقة السالمية هدوءاً خلال عملية التصويت.
وشهدت الفترة المسائية في سلوى إقبالاً كثيفاً من قبل المقترعين في لجنتي الاقتراع رجال ونساء مع تجهيز مقار الاقتراع الانتخابية بمختلف التجهيزات، ومنها كراسي انتظار للناخبين من كبار السن، منعاً لحدوث أيّ تزاحم أمام اللجان الانتخابية واللجان الطبية مزودين بمركبة إسعاف.
وقام رجال الأمن بتخصيص ممرات لدخول الناخبين الى اللجان الانتخابية وأخرى للخروج، حيث اصطف الناخبون من الرجال والنساء على السواء، في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم، وكان لافتاً حضور كبار السن، الذين جاء بعض منهم على كراسٍ متحركة، وكانت أولوية الدخول لهم بالإضافة إلى الحضور الشبابي الواسع.
وشهدت مراكز الاقتراع وجوداً ثابتاً لعدد من المُرشحين وأعضاء حملاتهم الانتخابية، خصوصاً في المناطق التي تعتبر مركز ثقل لهم، بهدف استقبال قواعدهم الانتخابية، ولقاء الناخبين الآخرين من أبناء الدائرة. ووفّر المرشحون باصات نقل عام لمندوبيهم مزوّدة بالتكييف والطعام والماء وجميع أنواع المرطبات وذلك بالقرب من جميع مقار الاقتراع.
وأشاد الناخبون بالتنظيم المميز لسير العملية الانتخابية داخل المدارس المخصصة للتصويت، وسهولة الدخول والخروج من وإلى مراكز الاقتراع، وسرعة إجراء التصويت على الرغم من الأعداد المتفاوتة بين لجنة وأخرى.
كما شهدت أيضاً مقار لجان مدرستي بيبي السالم وآمنة الابتدائية جولات مكثفة من قبل مندوبي المرشحين لحث الناخبين على تكثيف حضورهم والإدلاء بأصواتهم لإيصال من يرونه الأنسب من وجهة نظرهم. وقد اقتصرت عملية الاقتراع خلال الفترة الصباحية في مراكز اللجان على فئة كبار السن قبل أن تشهد حراكاً واضحاً من قبل فئة الشباب خلال الفترة المسائية، وتحديداً قبيل إغلاق أبواب الاقتراع.
وأوضحت القطان أن «المرشحين يعلمون جيداً بأن المرأة الكويتية في هذه الانتخابات هي كلمة السر، لذا يفترض على جميع النواب الفائزين أن يقدروا حجمها، ويعملوا على حل قضاياها الاجتماعية والأسرية وألا تكون مجرد رقم».