الجميع تابع اللغط الدائر والشكوك والادعاءات حول خلل حصل في نتائج انتخابات 2022... والبحث عن الحقيقة الغائبة!

وهذا ممكن تفاديه لو تم تحصين المراسيم قبل صدورها وغيرها من الترتيبات الإجرائية والدستورية التي تضمن نزاهة الانتخابات وفك التشابك بين السلطات... واختيار الكفاءات لتولي قيادة مؤسساتنا.

في «الراي» عدد الجمعة الماضي ورد خبر عن التقرير السنوي لـ «رؤية 2030» للمملكة العربية السعودية الشقيقة والخاص بالعام 2022، الذي أظهر إنجازات غير مسبوقة منها (الاقتصاد الأسرع نمواً في مجموعة العشرين، بلوغ البطالة أدنى مستوياتها منذ 2016، زيادة الإيرادات الحكومية غير النفطية بأكثر من الضعف، وتضاعف عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة).

هذا الخبر أوردته بعد الحديث عن نتائج انتخابات 2022، كي نبين للسادة الكرام الفرق بين رؤية المملكة العربية السعودية ورؤية الكويت 2035...!

الله يصلح الحال... نتحدث هنا عن عجز في الموازنة بعد تراجع الإيرادات النفطية التي ما زلنا نعتمد عليها!

أين نحن من الإنجازات التي حققتها السعودية من باب المكاشفة والمقارنة بين رؤيتنا ورؤيتهم.

الاقتصاد، البطالة، الإيرادات غير النفطية، والشركات الصغيرة والمتوسطة... نريد من يكشف لنا الوضع لمعرفة الحقيقة الغائبة؟!

لم أتطرق لمستوى التعليم، الرعاية الصحية، الطرق وغيرها التي شهدت تطوراً سريعاً في السعودية بينما الوضع في الكويت ما زال يدور حول نتائج الانتخابات.

عندما تتابع حديث المسؤولين في المملكة العربية السعودية وقصص إنجازاتهم تشعر بأنك أمام نموذج محترف، ويعود وجود هذا النمط إلى حسن الإختيار وإحترافية أولئك القياديين بينما الحال لدينا تقول إننا أمام مناصب قيادية شاغرة!

الإعلان عن الحقيقة الغائبة هو باب المكاشفة الذي كنا وما زلنا نبحث عنه.

نبدأ من بحث عن واقع الحال في مؤسساتنا، ومعرفة موقعنا بين الدول الأخرى حسب المؤشرات الدولية، ومن ثم نسأل كل قيادي عن سبب تراجع الكويت في المؤشرات الدولية.

وعليه، يفترض أن نختار مسؤولين جدداً من طراز محترف مماثل لمسؤولي المملكة العربية السعودية، ويطلب منهم إعادة صياغة رؤية الكويت 2035، مع وحدة قياس محددة على أن يتم وضع مبادرات/مشاريع تمكننا من التقدم في المؤشرات الدولية، والأهم من هذا وذاك أن نفهم أن القاعدة تقول «إذا أردت أن تدمر أي مشروع أو قضية ما عليك سوى تسييسها» وأن «التاريخ لا يصنعه سوى رجال دولة غاب انتظارنا لهم».

أعطونا الحقيقة الغائبة... فلِمَ لم يتحدث أي قيادي بشكل دوري عن الإنجازات مدعماً قوله بالأرقام ؟

هذه المكاشفة التي نبحث عنها لمعرفة الحقيقة الغائبة.

الزبدة:

لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد الصراعات التي حتى الطرق «ما فلحنا فيها»، ولم تمكننا من بناء إقتصاد جديد بعيد عن مركبات المشاريع الصغيرة ومركبات الطباعة أمام المراكز الخدماتية، وتعليم يعكس تحصيلاً علمياً مميزاً ورعاية صحية متميزة ومستوى معيشياً أفضل.

نتمنى أن نرى إنجازات على أرض الواقع... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @DrTALazmi