فيما حذّرت الأمم المتحدة من أن النزاع في السودان «قد يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها»، شهدت الساعات القليلة الماضية تسارعاً في عمليات إجلاء الرعايا الأجانب وإغلاق البعثات الديبلوماسية، ما يؤشر إلى أن المجتمع الدولي يتحسب لمرحلة أكثر تدهوراً وربما لحرب طويلة الأمد.

وأكدت مصادر ديبلوماسية مطلعة لـ«الراي» أن الحرب في السودان مرشحة لأن تطول في ظل غياب أي مؤشرات على إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على الرغم من كثافة الجهود الديبلوماسية الدولية والعربية ومحاولات الوساطة بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ«حميدتي».

وكشفت المصادر أن «تسارع خطوات إجلاء الأجانب جاء تمهيداً لقيام الجيش بتمشيط واسع النطاق في المناطق التي تحتمي بها قوات التدخل السريع» داخل الخرطوم، وخاصة في المناطق السكنية.

وأكدت أن «هذا الإجلاء ضروري ويأتي في إطار سياسة الجيش لتقليل الخسائر بين المدنيين» وسط توقعات بأن تكون المعارك عنيفة وربما تأخذ شكل حرب شوارع، مشيرة إلى أن «الحرب داخل المدن تطيل أمد المواجهة، وأنه يجب إخراج المسلحين من المناطق السكنية في أسرع وقت ممكن».

في سياق متصل، أكد الجيش السوداني، في بيان أمس، أن قوات «الدعم السريع» تتخذ المدنيين دروعاً بشرية، مشيراً إلى أن قواته تستمر في توسيع نطاق تأمين منطقة الخرطوم بالتدرج لتجنب إلحاق أضرار بالمناطق السكنية.