تساؤلات كثيرة أثارتها السياسة الجديدة لمنصة «تويتر» مع ربط علامة التوثيق الزرقاء للحسابات بدفع رسم شهري، بدلاً من التأكد من صحة هوية المستخدم سواء كان فرداً عادياً أو جهة حكومة أو كياناً اعتبارياً، وهو ما فتح الباب أمام نوع من «الفوضى» مع صعوبة التمييز بعد الآن بين الحساب الحقيقي والحساب الوهمي.
فمنذ الخميس الماضي، بدأ موقع «تويتر» في إزالة علامات التوثيق الزرقاء من الحسابات التي لا تدفع الرسوم الشهرية لخدمة «تويتر بلو»، وهو ما أدى إلى فقدان العديد من المستخدمين البارزين علامات التوثيق التي ساعدتهم في توثيق هويتهم وتمييزهم عن المحتالين.
وأفاد تقرير لموقع «أكسيوس» الأميركي، أمس، أن المستخدمين يقاومون سياسة «الدفع مقابل التوثيق»، التي وضعها الرئيس التنفيذي لشركة «تويتر» إيلون ماسك، مع اختيار العديد من الصحافيين والمشاهير إلغاء اشتراكاتهم بدلاً من إبقاء العلامة الزرقاء، وذلك لتلافي الإحراج.
وأشار التقرير إلى أن العلامة الزرقاء كانت بمثابة وسام شرف، بينما أصبحت الآن مؤشراً على اليأس، إذ بإمكان أيّ شخص شرائها، معتبراً أن سياسات الدفع مقابل التوثيق عبر الإنترنت عموماً حوّلت هذه الميزة من «وسام شرف إلى شارة العار».
وبعد الضجة التي أثارها قراره، أعلن ماسك لاحقاً أنه دفع شخصياً من أجل أن يحتفظ مشاهير ومستخدمون بارزون بعلامات التوثيق الخاصة بهم، حتى عندما أشاروا إلى أنهم لا يريدون الاحتفاظ بالعلامة في ظل نظام الاشتراك الجديد.
وخلال الأيام الماضية، بدا أن علامات التوثيق الزرقاء قد عادت إلى الملفات الشخصية للعديد من الحسابات التي تضم أكثر من مليون متابع.
كما أشار الموقع إلى أن النظام الجديد يُمكن أن يخلق مزيداً من الفوضى والارتباك بالنسبة للمستخدمين العاديين، الذين يعتمدون على العلامة الزرقاء لمعرفة ما إذا كانت حسابات شخصيات بارزة حقيقية أم مزيفة.
من جهتها، أوضحت صحيفة «الغارديان» أن قرار «تويتر» بإعادة علامة التوثيق إلى بعض المشاهير من دون التمييز بين المدفوع والمجاني أثار انتقادات، مشيرة إلى أن قرار ماسك إنهاء العمل بإرث «تويتر» السابق المتمثل بالعلامة المجانية، قاد إلى نتائج غير متوقعة مثل الفوضى. وأمام الواقع الجديد، اضطرت وسائل إعلام عربية وعالمية، من بينها وكالة الأنباء السعودية «واس» و»سكاي نيوز عربية» وقناة «العربية»، إلى تسديد الرسوم لإعادة العلامة الزرقاء.
وأضافت الشركة أنها لن تضع الشارات الزرقاء على الحسابات التي غيرت أخيراً صور الملف الشخصي أو الاسم الظاهر أو أسماء المستخدمين. إذاً، الطريقة الوحيدة للتأكد من صحة أي حساب هي بالرجوع إلى مواقع الويب الأخرى ومقارنة روابط الحسابات. على سبيل المثال، في صحيفة «الغارديان»، يمكنك رؤية رابط حساب «تويتر» الخاص بالمؤلف بجوار عنوانه الثانوي.
وقد بدأ ماسك الأسبوع الماضي في وضع علامات إخلاء المسؤولية على حسابات وسائل الإعلام المختلفة، التي ضمت عبارات مثل «التابعة للدولة» و«الممولة من الحكومة».
وأدت هذه الخطوة إلى مغادرة مؤسسة «NPR» الإعلامية الأميركية «تويتر» بصورة نهائية، بعد أن وصفها بأنها وسيلة إعلامية ممولة من الحكومة. وإذا لم يبدُ أي حساب خاص بوسائل إعلامية أو جهة حكومية شرعياً على «تويتر»، فمن المفيد الرجوع إلى صفحاتها الرسمية وموقعها الرئيسي للتأكد.