موازاة للأجواء الإيمانية التي تعم أرجاء الكويت، في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، تشهد الأسواق أجواء احتفالية، استعداداً لاستقبال أيام عيد الفطر السعيد، حيث تكتظ المحلات والشوارع بالمتسوقين الذين يستغلون فترة ما بين التراويح والقيام للتوجه إلى السوق والتبضع وشراء مستلزمات العيد للعائلة.

وشهدت الطرق والشوارع المؤدية إلى الأسواق ازدحاماً واختناقات مرورية على المداخل والمخارج، في حين تضاعفت المبيعات والإقبال الكثيف على المحال بكل أنواعها، بشكل استثنائي، لاسيما في أسواق المباركية التي كان لها نصيب الأسد من الإقبال في أقسام الملابس الشعبية والزي الوطني الذي يحرص العديد من الشباب على ارتداء الغترة والعقال في اليوم الأول من أيام العيد.

خياطة

ولعل أكثر الأسواق نشاطاً في هذه الأيام، هي أسواق الملابس، حيث يشتري الأهل ثياب العيد لأبنائهم، فيما يحرص الكبار على تفصيل الدشاديش الجديدة التي يستقبلون بها اول أيام العيد، وهو ما يشكل ضغطاً على محلات التفصيل التي تعمل بأقصى طاقتها، حتى أن الكثير من محالها رفع لافتة تعتذر فيها عن عدم استقبال أي طلبات جديدة إلى ما بعد العيد.

«الراي» رصدت استعدادات العيد في أسواق المباركية لشراء المستلزمات الخاصة بالعيد، وزارت سوق الخياطين الذي يشهد ازدحاماً وعملاً مضاعفاً، حيث قال الخياط محمد الزين إن ضغط الطلبات، وقلة الخياطين، سببا الأزمة، وهو ما رفع سعر خياطة الدشداشة من 5 الى 15 ديناراً في بعض المحلات.

وأشار الى أن «كل أنواع الخامات متوافرة والمحلات كثيرة، ولكن الخياط عملة نادرة وما تراهم في المحلات هم باعة ومن يقصون الخام وليسوا خياطين»، داعياً من يرغب بتفصيل دسداشة إلى «زيارة السوق قبل فترة مناسبة، حتى لا يضع الخياط في موقف محرج خصوصاً إذا كان زبون محل، حيث حصل الكثير من حالات الزعل ووصلت للمشاجرات مع البعض، بسبب انه لا يمكن انجاز دشداشة العيد».

تسوّق

وفي محلات التسوق، قال البائع هاشم باسل إن «السوق بدأ بالانتعاش والإقبال الكبير استعداداً للعيد، وهناك أعداد كبيرة من المتسوقين، لاسيما خلال فترة المساء، لشراء الملابس الجديدة فهناك شباب يقبلون لشراء الزي الوطني والعطور».

وأشار إلى أن «أسواق المباركية تعتبر المكان المفضل لشراء احتياجات العيد المتوافرة بشكل كبير، فهناك بضائع متوافرة بشكل كبير رغم ارتفاع الأسعار، حيث تجد أن هناك مبالغة في بعض المستلزمات، ولابد أن تكون هناك رقابة ومتابعة من قِبل الجهات المختصة».

من جانبه، عبر المواطن سالم كريم عن استغرابه من «عدم اقتحام الشباب الكويتي لعالم الخياطة بدلاً من الوظيفة الحكومية، لكانوا اليوم قد أراحوا كل باحث عن خياط ولكانت العائدات في زيادة لرواج السوق»، متحسراً على الشباب الذي لا يعرف قيمة العمل اليدوي وما يدر على صاحبه من خير، حتى أصبح الاعتماد على الوافد هو شعار السوق وسيده.

وأشار إلى أن «الرابح من هذه الأزمة هى محلات بيع الدشاديش الجاهزة، حيث تتوافر كل الالوان والاحجام، وبعشرة دنانير تكشخ للعيد وبلا انتظار وبسعر أفضل».