فجأة ومن دون مقدمات، اشتعلت الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، عبر إطلاق عشرات الصواريخ، على الدولة العِبرية، في أكبر عملية منذ حرب يوليو 2006.
وبينما سُجّل ردّ مدفعي «اولي»، لأطراف بلدة القليلة والعلية ووادي زبقين الجنوبية، برزت مخاوف من استهداف تل أبيب مواقع فلسطينية في لبنان بعدما أفضى التقييم الأمني إلى أن فصائل فلسطينية تقف وراء العملية، حيث عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اجتماعاً طارئاً مع قادة الجيش والأمن.
وبينما أشارت القناة 14، إلى ان 100 صاروخ أطلقت من لبنان خلال 10 دقائق على مستوطنات وبلدات شمالية، قدر لبنان عدد الصواريخ التي أطلقت من أراضيه بنحو 30، بينما نفى مصدر مقرب من «حزب الله»، أي علاقة للحزب بالصواريخ.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بإصابة ثلاثة أشخاص بشظايا صاروخية، في حين حلقت طائرات استطلاع إسرائيلية فوق جنوب لبنان، وتم استدعاء مقاتلات من سلاح الجو، بعد رفع مستوى التأهب إلى الثالث.
وطلبت السلطات الإسرائيلية من سكان المناطق الحدودية دخول الملاجئ، حيث تم إغلاق المعابر من مدينة حيفا حتى الحدود مع لبنان، وأخليت الشواطئ في منطقة مدينة نهاريا الساحلية.
وذكرت القناة 12، أنه تم تفعيل حالة الإنذار 37 مرة في مستوطنات الجليل.
وغرّد وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، قائلاً إن إسرائيل تواجه صواريخ من الجنوب والشمال في عيد الفصح.
وكتب على «تويتر» باللغة الإنكليزية: «في أول يوم من عيد الفصح، وبينما نجلس على طاولة العطلة مع أفراد الأسرة والأصدقاء، تواجه إسرائيل وابلاً من الصواريخ من الشمال والجنوب».
وقال: «إن هذا الأمر ليس عرضياً ولا يجب أن يختبرنا أحد، فسنأخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية شعبنا وبلدنا».
ويربط الوزير في تغريدته بين الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل من جنوب لبنان وقطاع غزة.
وعلى المقلب اللبناني من الجبهة التي «استفاقتْ» على وقع التوتر العالي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، باشر الجيش اللبناني الانتشارَ على الحدود وتعقُّب الأماكن المحتملة لإطلاق قذائف «الكاتيوشا» و«غراد» في اتجاه منطقة الجليل.
وإذ كان الرصدُ ينصبّ على طبيعة الردّ الاسرائيلي وكيفية «حياكته» تحت سقف استعادة «توازن الرد» من دون فتْح جبهة مع «حزب الله»، قال مصدر مطلع في بيروت لـ «الراي»، إن عملية إطلاق الصواريخ لم تكن لتحصل بهذا الحجم من دون عِلْم «حزب الله» الذي يتعاطى مع مثل هذا التطور على أنه رسالة تعكس «تضامُن الجبهات» مع الفلسطينيين في مواجهتهم لإسرائيل.
ولم يكن عابراً أن هذا التطور اللاهب جاء فيما كان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية يزور بيروت، وهو ألغى محطة كانت مقررة له أمس في صيدا ربْطاً بالتطورات الميدانية.