حذّرت دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، من «تراجع خطير» في وضع إسرائيل الإستراتيجي، خلال الأشهر الأخيرة، واعتبرت أن السبب المركزي هو رصد «أعداء إسرائيل» ضعفها نتيجة «الشرخ الداخلي»، إثر دفع الحكومة خطة إضعاف جهاز القضاء.

وأفادت صحيفة «يسرائيل هيوم» أمس، بأن دائرة الأبحاث بعثت أخيراً بوثائق رسمية حول ذلك إلى قيادة الجيش والقيادة السياسية - الأمنية، خصوصاً رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي.

وأشارت إلى أن هذه التقديرات جاءت على خلفية تصريح غالانت حول تبعات الخطة القضائية، والذي أدى إلى إعلان نتنياهو عن إقالته، لكنه جمّدها، حالياً.

وبحسب تقديرات «أمان»، فإنّ تراجع وضع إسرائيل الإستراتيجي يتم التعبير عنه في كل عناصر «المحور المعادي» وفي مقدمها إيران، ويدل على ذلك اللقاءات المتتالية بين الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله، وقياديين في حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، «بهدف تنسيق مواقف».

وأضافت أن مسؤولين إيرانيين يجرون اتصالات مشابهة، «ويرجح أن طهران زادت ضغوطها على جهات مختلفة في المحور من أجل تنفيذ عمليات مسلحة في إسرائيل»، ومن بينها تفجير اللغم عند مفترق مجدو قرب حيفا، في 13 مارس الماضي، وكذلك المجهود المتزايد لتنفيذ عمليات في الضفة الغربية، و«التي يعتبرها المحور، نقطة ضعف قد تشعل المنطقة كلّها».

وأشارت إلى سبب آخر لتراجع وضع إسرائيل هو التباعد مع الولايات المتحدة، مضيفة أن إيران هي المستفيد الأساسي، «لأنّها تعتقد أنّ تل أبيب لن تتمكن من خوض معركة ضدها أو مهاجمة برنامجها النووي من دون دعم أميركي».

وأضافت التقديرات أن السلطة الفلسطينية «متشجعة من هذا التباعد أيضاً»، وتأمل أن تستفيد منه في الهيئات الدولية بالأساس، بدءاً من لجان الأمم المتحدة وحتى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

ورأت أن التبعات الفورية هي تراجع «قوة الردع»، يليه تراجع قوة إسرائيل السياسية - الأمنية في الحلبتين الإقليمية والدولية، وثمة تخوف من تعميق التراجع أكثر، على خلفية التطورات الداخلية والخارجية.

بداية حرب دينية

من جانبه، حذّر رئيس لجنة الدستور في الكنيست سيمشا روثمان، من أن «التظاهرات في إسرائيل هي بداية حرب دينية»، مشدداً على أنه لا توجد نية للانسحاب من خطط تمرير خطة الإصلاح القانوني.

وصرح روثمان لصحيفة «معاريف» أمس، بان مستقبل الائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو، والذي يتكوّن من مزيج من الأحزاب اليمينية والمتطرفة، يعتمد على تمرير خطة الإصلاح القانوني.

«الحرس القومي»

في المقابل، عبّر المفتش العام للشرطة يعقوب شبتاي، أمس، عن رفضه المطلق لإقامة «الحرس القومي» وخضوعه لإمرة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.

وقال إنه لا يعارض إقامة جهاز أمني يخضع للشرطة، ولكنّه يرفض أي «جهاز منفصل» عن الشرطة.

من جهة أخرى، كتب المحلل العسكري رون بن يشاي، في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إنّ سلسلة الهجمات الإسرائيلية في الأراضي السورية خلال الأيام الأخيرة «غير مسبوقة في كثافتها، وربما استهدفت إحباط هجوم إيراني عبر طائرات مسيّرة تجاه إسرائيل بدعم من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله».

ولفت إلى أنّ الهجمات ربما كانت ستتم عبر طائرات مشابهة لتلك التي قدمتها إيران لروسيا لمهاجمة أهداف في أوكرانيا والتي تم تفعيلها من شبه جزيرة القرم.

ميدانياً، أصيب جنديان بجروح، أمس، في عملية طعن نفذها فلسطيني جنوب تل أبيب، فيما أعلنت الشرطة عن اعتقال المنفذ.

وأشارت الشرطة إلى أن الشاب (20 عاماً)، نفذ عملية الطعن بمفرده من دون مساعدة.