تسلمت أوكرانيا، أولى الدبابات الثقيلة من بريطانيا وألمانيا، وهو ما تطالب به كييف منذ فترة طويلة لمواجهة الغزو الروسي، في حين أكّدت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أنها أسقطت صاروخاً أميركياً بعيد المدى من طراز GLSDB، في أول تأكيد على تسليم هذه الأسلحة إلى أوكرانيا التي تعتبرها ضرورية لشن هجوم مضاد تستعد له.

وأفادت وزارة الدفاع في بيان حول هذه الصواريخ التي يصل مداها إلى 150 كيلومترا ووعدت الولايات المتحدة بتسليمها لكييف بداية فبراير «أسقط الدفاع المضاد للطائرات... 18 صاروخ هيمارس وصاروخا موجها من طراز GLSDB».

وصواريخ Ground Launched Small Diameter Bomb التي تعني «القنبلة ذات القطر الصغير التي تطلق من الأرض»، هي أجهزة ذات قطر صغير وعالية الدقة تصنعها شركتا «بوينغ» الأميركية و«ساب» السويدية.

يمكنها التحليق لمسافة تصل إلى 150 كيلومترا وبالتالي تهديد مواقع روسية، خصوصا مستودعات الذخيرة.

وأصرّت أوكرانيا على أنها تحتاج إلى هذه الأسلحة لتدمير خطوط الإمداد الروسية وبالتالي تعويض النقص في قوتها البشرية وفي الذخيرة استعدادا لهجومها المضاد المقبل لصد القوات الروسية التي تحتل أجزاء كبيرة من جنوب أوكرانيا وشرقها.

وكان الغربيون مترددين في تسليم أوكرانيا منظومات صواريخ بعيدة المدى خوفاً من استخدامها لضرب الأراضي الروسية والتسبب في تصعيد الحرب.

لكن كييف تعهّدت مرات عدة أنها لن تستخدمها إلا لمهاجمة أهداف في الأراضي المحتلة.

وفي 3 فبراير، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستسلم صواريخ GLSDB لأوكرانيا من دون تحديد موعد.

الدبابات القتالية

في المقابل، تأتي الدبابات القتالية من طراز «تشالينجر» و«ليوبارد» التي وُعدت بها كييف منذ مطلع السنة في الوقت المناسب تزامناً مع هجوم الربيع الذي تخطط القوات الأوكرانية لشنه.

وفي رسالة نشرت عبر «فيسبوك»، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن دبابات «تشالينجر البريطانية وسترايكر وكوغار الأميركية وماردر الألمانية انضمت إلى الوحدات الأوكرانية».

ونشر كذلك صورة لهذه الآليات من دون أن يحدد التاريخ الذي تسلمت فيه كييف هذه الدبابات.

وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس من جهته، أن برلين سلمت دبابات قتالية من طراز ليوبارد «متطورة جداً» لكييف في حين أوضحت وزارة الدفاع لاحقاً أن عددها 18.

تقدم روسي

ميدانياً، أكدت سلطات دونيتسك الموالية لموسكو، أن القوات الروسية أحرزت تقدماً كبيراً في منطقة باخموت، وتمكنت من السيطرة على كامل المنطقة الصناعية فيها وتتقدم في محور أفدييفكا، بينما أعلنت كييف عن اسقاط 13 طائرة مسيرة انتحارية هاجمت من الشمال والجنوب الشرقي.

وقال قائد القوات البرية الأوكرانية الجنرال ألكسندر سيرسكي إن الروس لن يتخلوا عن محاولاتهم للاستيلاء على باخموت، مضيفاً أن هدف المدافعين هو استنزاف «قوات العدو».

وفي السياق، ذكر جهاز الاستخبارات العسكرية البريطانية أن روسيا خسرت الكثير من دباباتها أثناء محاولة حصار أفدييفكا في دونيتسك، مشيرة إلى أنها لم تحقق سوى تقدم هامشي.

ورجحت أن يكون فوج الدبابات العاشر الذي شكلته موسكو في أغسطس 2022 لدعم حربها على أوكرانيا، فقد نسبة كبيرة من دباباته خلال محاولته محاصرة أفدييفكا من الجنوب.

في سياق متصل، أعلنت أوكرانيا أمس، أنها أسقطت أكثر من عشر مسيرات روسية فوق كييف.

وقال رئيس الإدارة العسكرية في العاصمة سيرغيي بوبكو «في المجموع رصدت 12 مسيرة معادية ودمرت من قبل سلاح الجو في سماء كييف».

وذكرت القوات الجوية أن هجمات روسية استهدفت خيرسون ليل الاثنين، بواسطة قنابل موجهة أطلقت من مقاتلة «سوخوي - 25».

أسلحة نووية روسية

وفي مينسك، أكدت وزارة الخارجية في بيان، أمس، «تتعرض بيلاروسيا منذ سنتين ونصف السنة لضغوطات... غير مسبوقة من جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلفائهما» منددة بـ «تدخل مباشر ووقح» في شؤونها الداخلية.

وأضافت أن العقوبات الاقتصادية والسياسية المفروضة على هذه الجمهورية السوفياتية السابقة حليفة روسيا، تترافق مع «تعزيز القدرة العسكرية» لحلف شمال الأطلسي على أراضي دول أعضاء فيه ومجاورة لبيلاروسيا.

وفي ظل هذه الظروف تجد بيلاروسيا نفسها «مضطرة إلى اتخاذ إجراءات رد»، على ما أوردت الوزارة، مشددة في الوقت ذاته على أن مينسك لن تتحكم بهذه الأسلحة وأن نشرها «لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع المادة الأولى والثانية من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية».

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت اتفاقه مع مينسك على نشر أسلحة نووية «تكتيكية» في بيلاروسيا الواقعة عند أبواب الاتحاد الأوروبي والتي يحكمها منذ 1994 الكسندر لوكاشينكو أكبر حلفاء بوتين.

وقال الرئيس الروسي إن الاستعدادات لنشر هذه الأسلحة ستبدأ الشهر المقبل.

«نورد ستريم»

وفي نيويورك، رفض مجلس الأمن، الاثنين، مشروع قرار قدّمته روسيا يدعو إلى تشكيل «لجنة تحقيق دولية مستقلة» في عمليات تخريب تعرض لها خطا أنابيب الغاز «نورد ستريم» 1 و2 في سبتمبر الماضي.

وحصد النص المدعوم من الصين ومن دول غير أعضاء في المجلس (بيلاروسيا وكوريا الشمالية وإريتريا ونيكارغوا وفنزويلا وسورية) ثلاثة أصوات (روسيا والصين والبرازيل)، فيما امتنع بقية الأعضاء الـ12 عن التصويت.

ولتبني النص يتعيّن أن يصوّت لصالحه تسعة أعضاء على الأقل وألا يستخدم أي عضو دائم في المجلس حق النقض «الفيتو» ضدّه.

وفي موسكو، أكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الجميع ينبغي أن يكونوا مهتمين بإجراء تحقيق حيادي من أجل كشف الجناة.

وأضاف «سنفعل كل ما بوسعنا لمواصلة الإصرار على فتح تحقيق دولي»، لكنه لم يتطرق لخطوات موسكو المقبلة.