دافعت بريطانيا عن قرار تزويد أوكرانيا بذخائر خارقة للدروع تحتوي اليورانيوم المنضب إلى جانب شحنة دبابات «تشالينجر 2»، في حين حذرت روسيا، من أنّ تسليم كييف هذه الذخيرة سيمثّل «تفاقماً خطيراً» للنزاع.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في بيان، أمس، أن اليورانيوم المنضب مكون معتاد ولا علاقة له بالأسلحة النووية، وأن الجيش البريطاني يستخدمه منذ عقود.
وأضاف البيان أن روسيا تعلم هذا الأمر ولكنها «تلجأ إلى التضليل».
وأكد وزير الخارجية جيمس كليفرلي، من جهته، أنه «لا يوجد تصعيد نووي. الدولة الوحيدة في العالم التي تتحدث عن قضايا نووية هي روسيا. لا يوجد تهديد لروسيا، الأمر يتعلق فقط بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها».
وكانت نائب وزير الدفاع البريطاني أنابيل غولدي أشارت الإثنين إلى أنّ المملكة المتحدة تعتزم تزويد أوكرانيا بقذائف «تحتوي على يورانيوم منضّب».
وقالت إنّ «هذه الذخيرة فعّالة للغاية في تدمير الدبابات والمراكب المدرّعة الحديثة»، موضحة أنّ هذه القذائف كانت مخصّصة للاستخدام مع دبابات «تشالجنر» التي تنوي لندن تسليمها أيضاً.
وصرح الرئيس فلاديمير بوتين الثلاثاء بأنّ «روسيا ستضطرّ للرد» في حال حدوث مثل هذا التسليم، من دون تقديم المزيد من التفاصيل.
من جهته، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي في سوتشي، أمس، «إنها خطوة نحو مزيد من التفاقم، تفاقم خطير» للنزاع.
وأشار إلى أنّ استخدام مثل هذه الذخائر سيؤدي إلى عواقب خطيرة على صحّة السكان وإلى تلوّث التربة، في إشارة إلى الحروب في يوغوسلافيا في التسعينات حيث تم استخدام هذه الذخيرة.
وقال «الجميع يتذكّر كيف عانى عشرات الآلاف من المدنيين وأولئك الذين استخدموا هذه الذخائر خلال النزاع في يوغوسلافيا... كانت هناك زيادة في حالات الإصابة بمرض السرطان، وتعرّضت التربة للتلوّث».
كذلك، دانت «حملة نزع السلاح النووي» وهي منظمة بريطانية مناهضة للأسلحة النووية الثلاثاء، تسليم ذخائر باليورانيوم المنضّب، معتبرة أنّه ستكون «هناك كارثة بيئية وصحية إضافية لمن يعيشون في قلب الصراع».
وتعدّ القذائف باليورانيوم المنضّب ذخائر مخصّصة لاختراق الدروع، ويتعرّض استخدامها لانتقادات بسبب مخاطرها على صحّة الجنود الذين يستخدمونها والسكان الذين يعيشون في المناطق المستهدفة.
شي غادر موسكو
من ناحية ثانية، غادر الرئيس الصيني شي جينبينغ، موسكو، أمس، بعد أن أظهر تضامناً كبيراً مع بوتين في مواجهة الغرب، وتعهدا العمل معاً لتشكيل نظام عالمي جديد.
وقال لبوتين لدى مغادرته «الآن هناك تغييرات لم تحدث منذ 100 عام. عندما نكون معاً فإننا نقود هذه التغييرات».
ورد بوتين «اتفق معك».
وأضاف شي «اعتني بنفسك يا صديقي العزيز من فضلك».
وذكر بوتين في تصريح نشره موقع الكرملين «إننا نعمل في تضامن على تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب وأكثر عدلاً وديموقراطية والذي يجب أن يقوم على أساس الدور المركزي للأمم المتحدة ومجلس الأمن والقانون الدولي وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة».
وأعلن الكرملين، أمس، أنه لم يُفاجأ برد الغرب «العدائي» من القمة.
وقال الناطق ديمتري بيسكوف «في ما يتعلق برد الفعل الجماعي الصادر عن دول الغرب، فإن طبيعة رد فعلهم غير الودي والعدائي على جميع القضايا، ليست مفاجئة لأحد».
وتعليقاً على القمة، أعلن البيت الأبيض ان موقف الصين ليس محايداً وحضها على الضغط على روسيا من أجل إنهاء أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وندّدت تايوان بإعلان بكين وموسكو المشترك الذي وصف الجزيرة بأنها جزء «لا يتجزأ» من الصين، متهمة روسيا «بالانصياع لمطالب الصين».
صافرات الإنذار
ولدى استعداد شي لمغادرة موسكو، انطلقت صافرات الإنذار في أنحاء كييف وفي شمال أوكرانيا وشرقها.
وأعلن الجيش الأوكراني أنه أسقط 16 من أصل 21 مسيرة إيرانية الصنع من طراز «شاهد» أطلقتها روسيا ليل الثلاثاء - الأربعاء، كما أفاد بإسقاط صاروخين فوق منطقة أوديسا جنوب.
من جانبها، «صدّت» البحرية الروسية هجوماً بمسيّرات على مرفأ سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، في ساعة مبكرة أمس، بعد أربعة أيام من زيارة بوتين للمدينة.
وقال وزير الدفاع سيرغي شويغو «أُسقطت الطائرات الثلاث»، مشيراً إلى أنّ اثنتين منها دمّرتهما جنديتان.
وأضاف «أود أن يتم تقليد هاتين الشابّتين أوسمة وأن تُدفع لهما مكافأة لتدميرهما (مسيَّرات) للعدو».
وكان الحاكم المحلّي ميخائيل رازفوجاييف أعلن قبل ذلك بوقت قصير، أنّ عصف الانفجارات دمّر النوافذ في مبانٍ مجاورة، بما في ذلك المبنى الذي يضم مركز «بيت موسكو» الثقافي، الذي يقع قرب الميناء والمعروف في المدينة.
في الوقت نفسه، أفادت «وكالة إنترفاكس للانباء» بإغلاق خليج سيفاستوبول أمام حركة الملاحة بعدما تعرضت المدينة لهجوم.
زيلينسكي في باخموت
وشرقاً، أعلنت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا أن القوات الروسية طوقت باخموت الإستراتيجية بشكل شبه كامل، وأنها باتت تسيطر على 70 في المئة من المدينة.
في المقابل، أعلنت السلطات الأوكرانية أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي زار مواقع على خطوط القتال قرب باخموت.
وكتب زيلينسكي على تطبيق «تلغرام» أسفل لقطات مصورة له وهو يسلم الميداليات للجنود «تشرفت بوجودي هنا اليوم لتقديم جوائز لأبطالنا. لمصافحتهم وشكرهم على حماية سيادة بلادنا».
ولم توضح الرئاسة متى حدثت الزيارة.
من جهتها، أشارت الاستخبارات العسكرية البريطانية إلى أن القوات الأوكرانية بدأت هجوماً معاكساً على الجبهة الغربية للمدينة خلال الأيام الماضية.
وأضافت عبر «تويتر» أن القوات الأوكرانية معرضة لخطر الحصار من الشمال والجنوب.
لكنها ذكرت في الوقت نفسه أن الهجوم الروسي على باخموت يفقد زخمه بعدما أعادت وزارة الدفاع نشر بعض الوحدات في قطاعات أخرى.
صندوق النقد الدولي
مالياً، أعلن صندوق النقد الدولي أنّه توصّل إلى اتفاق مع الحكومة الأوكرانية حول خطة مساعدة بقيمة 15،6 مليار دولار.
وذكر في بيان انّ الخطة من شأنها أن تتيح «دعم الانتعاش الاقتصادي التدريجي مع تهيئة الظروف لنمو طويل الأجل في سياق إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاع» ومسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.