في مباراته الرقم 300 منذ تغيير نظام المسابقة في موسم 1992-1993، يأمل ريال مدريد الإسباني، حامل اللقب، استعادة هدافه الفرنسي المخضرم كريم بنزيمة كامل لياقته في إياب ثُمن نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، عندما يستضيف ليفربول الإنكليزي، الذي تبدو مهمته شاقة لتعويض خسارته المذلّة 2-5 ذهاباً، اليوم، فيما تبدو طريق نابولي الإيطالي مفتوحة نحو ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه، حين يستضيف أينتراخت فرانكفورت الألماني، متسلّحاً بفوزه ذهاباً بهدفين نظيفين. في المباراة الأولى، تعطّل موسم بنزيمة في مناسبات عدة بسبب الإصابة، أبرزها عشية مونديال 2022 في قطر، عندما انسحب من معسكر المنتخب الفرنسي بشكل جدلي.
وفي غيابه، لمع النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، لكن الأخير المطارد بهتافات عنصرية مستمرة، يُعاني كثيراً لفك الرقابة الدفاعية الصارمة المفروضة عليه. كما يحوم شك حول مستقبل بنزيمة مع الفريق، مع انتهاء عقده صيفاً، وعدم الإعلان عن تمديده حتى الآن.
وغاب بنزيمة عن الفوز الأخير على إسبانيول في الدوري بسبب إصابة في كاحله، ويتوقّع أن يكون جاهزاً ضد ليفربول.
وغاب بنزيمة عن 34 في المئة من مباريات «ريال» هذا الموسم، أيّ مجموع 14 مباراة، لكنه سجّل 18 هدفاً في 27 مباراة.
في المقابل، تبدو مهمّة ليفربول، حامل اللقب 6 مرات، شاقة، بعد تلقيه للمرة الأولى في تاريخه 5 أهداف على أرضه في المسابقة القارية، رغم تقدمه مبكراً بهدفي الأوروغوياني داروين نونيز والمصري محمد صلاح، ما تركه من دون أيّ فوز في آخر 7 مباريات أمام الـ «ميرينغي» (6 خسارات وتعادل).
وحقّق الـ «ريدز» فوزاً صاخباً بعدها في الدوري على غريمه مانشستر يونايتد بسباعية نظيفة، قبل أن يعود الى دوامة النتائج المهزوزة بخسارته أمام بورنموث المتواضع بهدف، ليتراجع إلى المركز السادس.
في المباراة الثانية، وعلى وقع مشواره الحالم في الدوري الإيطالي، حيث يقترب من التتويج للمرة الأولى في أكثر من 3 عقود، يتابع نابولي مغامرته، عندما يستضيف «فرانكفورت».
وقدّم الفريق الجنوبي هذا الموسم نجماً لم يكن أحد يتوقع بروزه ومقارنته بأسطورة النادي الأرجنتيني الراحل دييغو مارادونا: يخطف الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا الأضواء بأهدافه وتمريراته الحاسمة.
وبعد 13 هدفاً ومثلها من التمريرات الحاسمة في المسابقات كافة، يَعدّ «كفارادونا» العدّة لقيادة تشكيلة المدرب لوتشانو سباليتي إلى ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
وهدفه الفردي الرائع خلال فوز «بارتينوبي» على أتالانتا بهدفين، جسّد الصعود الصاروخي له.
ويعوّل نابولي أيضاً، على نجاعة المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمهن، مع عودة الحارس أليكس ميريت وعدم خطورة إصابة قلب دفاعه الكوري الجنوبي مين-جاي كيم.
في المقابل، يخوض «فرانكفورت» المواجهة من دون مهاجمه الفرنسي راندال كولو مواني المطرود ذهاباً وصاحب 8 أهداف في 11 مباراة عام 2023.
كما يفتقد إلى جماهيره بعد منعت بلدية المدينة القاطنين في فرانكفورت من شراء تذاكر المباراة.
وبعد استئناف من فرانكفورت، أُلغي حظر مبدئي فرضته وزارة الداخلية الإيطالية على شراء التذاكر من القاطنين في ألمانيا خشية أعمال شغب.
«كابوس» صلاح
لم يتذوّق نجم فريق ليفربول الإنكليزي وهدّافه التاريخي المصري محمد صلاح، طعم الفوز على ريال مدريد الإسباني في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، في المواجهات كافة التي خاضها، سواء مع الـ «ريدز» أو فريقه السابق روما الإيطالي.
ولعب صلاح 6 مباريات ضد «ريال»، خسر في 5 وتعادل في واحدة، وسجّل هدفاً واحداً فقط في مباراة ذهاب ثُمن النهائي التي تجرّع فيها ليفربول خسارة مريرة على أرضه 2-5 في 21 فبراير الماضي، بحسب صحيفة «ماركا» الإسبانية.
وخسر النجم المصري مع ليفربول لقبَي دوري الأبطال أمام «ريال»، إذ هُزم في نهائي 2018 بنتيجة 1-3 وغادر صلاح المباراة مصاباً منذ الدقيقة 31.
وكرّر ريال مدريد التتويج بلقب المسابقة القارية على حساب ليفربول أيضاً بقيادة صلاح، في نهائي العام الماضي بهدف.
وواجه صلاح سوء حظ، إذ أُتيحت له فرص كثيرة محققة للتسجيل، لكن حارس ريال مدريد، البلجيكي تيبو كورتوا، حرمه من التسجيل وقيادة فريقه للقب الأوروبي.
ولعب «الفرعون الصغير» ضد ريال مدريد للمرة الأولى في مشواره القاريّ، عندما كان في صفوف روما في ثُمن النهائي لموسم 2015-2016، وخسر برباعية نظيفة في مجموع المباراتين.