كشفت الأرقام التي عرضت في افتتاح المؤتمر العلمي الأول لـ«الحرية من الإدمان» الذي انطلق أمس، في كلية العلوم الطبية المساعدة بجامعة الكويت، عن أرقام لافتة في أعداد متعاطي المخدرات لعدد من الدول، حيث بلغت نسبة التعاطي 6 في المئة من عدد السكان في الولايات المتحدة الأميركية، فيما تم التنويه بحرب الكويت على الآفة التي تُجرى على ثلاث جبهات التوعية والمكافحة والعلاج.
ففي كلمة، خلال حفل الافتتاح للمؤتمر الذي تنظمه المنظمة الدولية لتمكين المرأة وبناء القدرات، بالتعاون مع مبادرة مجموعة رويال الطبية «رويال لحياة أفضل» وبرعاية وزارة الداخلية، قال رئيس اللجنة العلمية بالمؤتمر الدكتور إيهاب الخراط إن «التصدي للإدمان يتطلب خفض العرض، أي تقليل الموجود في السوق من المخدرات، والثاني خفض الطلب بحيث لا يجد المعروض رواجاً»، لافتاً إلى أن «في الولايات المتحدة الأميركية هناك 20 مليون شخص (أي 6 في المئة، من عدد سكانها البالغ 333.9 مليون نسمة، وفق تعداد 2021) يعانون من مشاكل التعاطي، فيما هناك مليون سرير لمراكز إعادة تأهيل المدمنين». كما نوّه «بما حققته مصر من تقدم في إحصائيات أعداد المتعاطين، حيث حدّدت بعض المبادرات عدد المدمنين في مصر بين 3 إلى 6 ملايين، بالنسبة لإجمالي عدد السكان الذي يزيد على 100 مليون نسمة، وهذه النسبة لا تزيد على النسبة العالمية».
حرب كويتية
من جهته، قال مدير الادارة العامة للعلاقات والاعلام الأمني في وزارة الداخلية اللواء توحيد الكندري، إن «آفة المخدرات من أخطر وأهم التحديات التي تواجه مجتمعنا، نظراً لما تخلفه من آثار وأضرار مدمرة»، مؤكداً أن «الكويت بمختلف أجهزتها المعنية تبذل جهوداً كبيرة في مكافحة هذه الآفة، من خلال الحملة الوطنية للوقاية من المخدرات والتي يترأسها النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد، والتي ترتكز على 3 محاور رئيسية وهي التوعية بمخاطر المخدرات والمكافحة والقضاء على هذه السموم والعلاج والتأهيل».
من جهتها، قالت رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر في كلية العلوم الطبية المساندة الدكتورة إلهام الدوسري إن «المؤتمر يمثل قضية مهمة في المجتمعات المعاصرة حيث إن الادمان مرض مزمن لا يُمكن السيطرة عليه مشيرة الى احتمالات انتشاره وأبرزها وجود تصدع في البناء الاجتماعي ومنظومة القيم خاصة في الدول النامية مؤكدة ان حماية الشباب من خطر المخدرات باتت ضرورة ملحة في كل المجتمعات».
بدوره، أكد ممثل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات المقدم محمد مناور المطيري، أن «الإدارة، وجميع الأجهزة الأمنية عازمة كل العزم، وبإرادة صلبة على أن تكون مشكلة المخدرات أقل التحديات الأمنية، حيث ينطلق جهاز مكافحة المخدرات عبر رؤية واضحة واستراتيجية علمية متكاملة لخفض الطلب والعرض من المخدرات».
وأكد ممثل مركز الكويت لعلاج الادمان الدكتور يعقوب الشطي «دعم المركز لمثل هذه المبادارات الخلّاقة، لتطوير طرق العلاج وتبادل الخبرات والمعرفة وبحث آخر ما توصلت إليه نتائج الأبحاث».
صعود المنحنى
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة رويال الطبية، مؤسس مبادرة «رويال لحياة أفضل» الدكتور رفعت حليم العدوي، إن «المجتمع الكويتي من المجتمعات القليلة عالمياً الواعية والسبّاقة إلى مسؤولية المجتمع المدني والمساهمة في القضايا الاجتماعية»، مشيراً إلى ما طرأ على منحنى الإدمان في السنوات الأخيرة من تصاعد على محورين، وهما التغيير النوعي في طبيعة المخدرات، والتغيير النوعي في سن المدمنين الذي انخفض بشدة ليصل الى طلبة المدارس.
ولفت إلى أن«التغيير بالطبيعة يُشير إلى تغيير في استراتيجيات العلاج و تغيبر مفاهيم المجتمع نحو القضية. فكل الأبحاث العملية تشير إلى أن مريض الإدمان يُعاني مرضاً مزمناً يحتاج للعلاج، ولا يجوز تجريمه إلا إذا كان هذا الإدمان والتعاطي مصاحباً للضرر».
وأكد أن «قضية المخدرات منتشرة ومتشابكة ومعقدة، ولها عديد من الجوانب تشمل الامنية والاقتصادية والتوعوية والاجتماعية والأسرية، مشيراً الى الجهود غير مسبوقة والفعّالة في الآونة الأخيرة من جهات كثيرة داخل المجتمع الكويتي، للتعامل مع القضية، غير أنها تحتاج الى التكامل وتضافر الجهود لأن التعاطي والإدمان ليس قضية أمنية فقط».
تجاوب الداخلية
من جانبها، أثنت رئيسة المنظمة الدولية لتمكين المرأة وبناء القدرات الدكتورة ابتسام القعود، على جهود وزارة الداخلية وتجاوبها مع كل القضايا الاجتماعية.
كما تقدمت بالشكر لمبادرة مجموعة رويال والجهات الداعمة للمؤتمر.
المؤتمر برعاية «رويال»
تقدّم رئيس المؤتمر الدكتور عادل التركيت بالشكر لكل مَنْ عرض المساعدة والرعاية للمؤتمر، لافتاً إلى أن المؤتمر مموّل بالكامل من مجموعة رويال الطبية، متقدماً بالشكر لوزير الداخلية على رعايته للمؤتمر، ولرجال وزارة الداخلية العين الساهرين على أمن وسلامة المواطن الكويتي.
هدف المبادرة
لفت الدكتور إيهاب الخراط إلى أن المبادرة تهدف إلى المساهمة في خفض عدد متعاطي المخدرات إلى النصف، وزيادة عدد المتعافين 5 مرات، ومن ضمن شروط ذلك إزالة الوصمة عن مرض الإدمان، وخاصة المتعافين من الإدمان.
الخوف من... التجار
أشار الخراط إلى واقعة كان رئيس البورد الأميركي للصحة النفسية تحدث إليه بها، حيث كانوا يحاولون تنظيم مؤتمر لخفض العرض والطلب على المخدرات في إحدى الدول، وإذا بالجهات المسؤولة تطلب تأجيله بسبب الخوف من تجار المخدرات، مشيداً بالقائمين على تنظيم المؤتمر، وأنها خطوة تستحق التحية.