وجّهت بلدية الكويت، بتعليمات مباشرة من مديرها العام المهندس أحمد المنفوحي، ضربة قوية لتجار السوق السوداء الذين يسرقون النفايات ويقومون بفرزها من مصدرها ثم بيعها، من خلال إسقاط أفراد شبكة كبيرة الواحد تلو الآخر، وصولاً إلى كامل مفاصلها.

وتكشف من خلال التحريات والمتابعة، أن الشبكة يديرها ظاهرياً وافدون آسيويون، ولكن في الحقيقة يرأسهم مواطن يعمل في إحدى أفرع محافظات البلدية.

وفي تفاصيل ما كشفته مصادر مسؤولة في البلدية لـ«الراي»، فقد نجح مفتشو البلدية، بعد عملية رصد استمرت أشهراً، في توقيف أفراد تلك العصابة، وبعد التدقيق على بيانات العمالة المضبوطة تمت إحالتها إلى الإدارة المختصة في وزارة الداخلية التي قامت بدورها بإجراء تحقيق أولي، ليظهر من خلال الفيديوهات والصور في هواتف المضبوطين، تفاصيل عملهم ومحادثاتهم مع موظف البلدية الذي يقوم بتشغيلهم.

وأضافت المصادر أنه من خلال ما تضمنته الفيديوهات تبيّن أن العصابة مسيطرة على سوق فرز النفايات، وتحديداً «الكرتون»، إذ يقوم عمال النظافة بالفرز والتجميع ومن ثم التحميل في «هاف لوريات»، وبعد ذلك البيع في السوق السوداء، مشيرة إلى أنه عند سؤال العمال المضبوطين عن المسؤول عن هذه التجارة أفصحوا عن أسماء من يوجّههم، وعن المبالغ التي يتقاضونها شهرياً والتي تصل إلى 600 دينار لكل «هاف لوري» شهرياً.

وبمجرد الوصول لبعض الحقائق تم إبلاغ المدير العام أحمد المنفوحي الذي وجّه بضرورة معاقبة كلّ من تثبت مشاركته في هذا الفعل، إن صحت اعترافات العمالة، إضافة لمحاسبة شركات النظافة بسبب تقاعسها في متابعة العمالة.

وكشفت المصادر أن سعر كيلو الكرتون يبلغ 70 فلساً والطن 700 دينار، أي أن أدنى دخل شهري لسيارة النقل الواحدة يصل إلى 21 ألف دينار، وذلك في حال كانت تنقل طناً واحداً فقط في اليوم.