أكد السفير الصيني لدى البلاد تشانغ جيان وي أن بلاده لا تسعى وراء أي مصلحة أنانية على الإطلاق في الشرق الأوسط، مشيراً إلى احترامها مكانة دول المنطقة، ومعارضتها المنافسة الجيوسياسية.

وفي شأن رعاية الصين للاتفاق بين السعودية وإيران، قال السفير في تصريحات لـ«الراي» إنه «ليس لدى الصين أي نية ولن تسعى لملء ما يسمى بالفراغ أو إقامة كتل حصرية»، لافتاً إلى أن الصين تؤمن دائماً بأن مستقبل الشرق الأوسط يجب أن يكون دائماً في أيدي دول المنطقة.

وأضاف ان بلاده تدعم دائماً شعوب المنطقة في استكشاف مسارات تنميتها بشكل مستقل، وتؤيد حل الخلافات من خلال الحوار والتشاور لتعزيز السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة.

وأكد أن الصين ستعمل على تعزيز الأمن والاستقرار وستكون شريكاً في التنمية والازدهار، وداعماً لتنمية الشرق الأوسط من خلال التضامن، وستواصل المساهمة بأفكارها ومقترحاتها لتحقيق السلام والهدوء في الشرق الأوسط، ولعب دورها كدولة رئيسية مسؤولة في هذه العملية.

وأضاف السفير: «إن الصين تتطلع إلى رؤية تواصل وحوار أوثق بين السعودية وإيران، وهي على استعداد لمواصلة لعب دور إيجابي وبنّاء إزاء تسهيل هذه الجهود»، مشيراً إلى أنه «بفضل تضافر الجهود من جانب جميع الأطراف المعنية، أسفرت المحادثات بين السعودية وإيران في بكين عن نتائج مهمة، حيث حدد البلدان خريطة الطريق والجدول الزمني لتحسين علاقاتهما، ما يوفر أساساً متيناً لتعاونهما في المضي قدماً ويفتح صفحة جديدة في علاقاتهما الثنائية».

ورأى أن «الحوار والاتفاق بينهما يمثلان مثالاً جيداً لكيفية حل دول المنطقة النزاعات والخلافات وتحقيق علاقات حسن الجوار والصداقة من خلال الحوار والتشاور، وذلك سيساعد دول المنطقة على التخلص من التدخلات الخارجية وتولي أمور مستقبلها بأيديها، ويتماشى مع اتجاه العصر».

وإذ أكد أن «الصين تشيد بذلك وتهنئ الجانبين»، رأى السفير الصيني أن «إيجابيات هذا الاتفاق لا تقتصر على البلدين، بل تساهم في إحلال الهدوء في الشرق الأوسط والسلام العالمي».

وأشار إلى أن «البلدين أعربا عن امتنانهما للصين على جهودها الديبلوماسية، كما أن الرأي العام الدولي اعتبر أن هذا الإنجاز يعد تاريخياً، مما يدل أيضاً على أن الديبلوماسية الصينية السلمية القائمة على الإنصاف والإقناع وتعزيز السلام قد تم الاعتراف بها على نطاق واسع من قبل دول الشرق الأوسط والمجتمع الدولي أيضاً».

وأكد أنه «بفضل وساطة الجانب الصيني، تمكن البلدان من طي صفحة الماضي والتطلع إلى المستقبل، مما يدل على أن مبادرة الأمن العالمي لها نوايا سامية، ويمكن أن تصبح بوصلة وخريطة طريق لتهدئة الصراعات وحل النزاعات».

وأضاف: «في السنوات القليلة الماضية، بذل الجانب الصيني جهوداً من أجل إحلال السلام للمنطقة من دون أي مسعى لتحقيق مصلحة خاصة، كما طرح إطار أمن الخليج ومبادرة تسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي لمرات متعددة. وحقيقة أن البلدين حققا أخيراً نتائج إيجابية وتوصلا إلى اتفاق بينهما يظهر بأن مفهوم السلام والأمن الذي طرحته الصين عملي للغاية وقابل للتنفيذ».

وخلص إلى القول: «إن الحوار السعودي - الإيراني في بكين يعد انتصاراً للسلام، ويشكل بداية جيدة لهما لمواصلة تحسين العلاقات وحل النزاعات، ونحن على ثقة تامة بأن جميع البلدان في الشرق الأوسط ستعمل على تعزيز روح الاستقلال والتعاون والتضامن والعمل معاً لبناء شرق أوسط أكثر سلاماً واستقراراً وازدهاراً. وستواصل الصين لعب دور بناء في التعامل بشكل صحيح مع القضايا الساخنة الحالية في العالم وفقاً لرغبات دول العالم»